تم في إطار التعاون بين قادة الشرطة العرب تحقيق العديد من الإنجازات في مجال التعاون الأمني بين الدول العربية حسب ما جاء في رسالة المديرية العامة للأمن الوطني. وأوضحت الرسالة التي قرأها أحد أعمدة الشرطة خلال مراسيم الاحتفال بيوم الشرطة العربية المصادف ل 18 ديسمبر بالمدرسة العليا للشرطة، أنه في إطار التعاون الأمني بين الدول العربية تم وضع الإستراتيجية الأمنية العربية ''في صيغتها المتطورة'' التي اعتمدها وزراء الداخلية العرب خلال اجتماعهم بالجزائر. كما تم في إطار نفس التعاون وضع الإستراتيجية العربية لمكافحة المخدرات وكذا الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي اعتبرتها الرسالة '' نموذجا هاما للتعاون العربي''. وتم التأكيد في نفس الرسالة بان الاحتفال بيوم الشرطة العربية هو تأكيد تعزيز وتنمية العلاقات بين أجهزة الشرطة في الوطن العربي مضيفا أن الكثير من الانجازات تحققت في هذا الصدد عن طريق المساهمة الجادة والفعالة للقادة. ومن بين هذه الإنجازات إنشاء جامعة نايف للعلوم الأمنية وتأسيس الاتحاد الرياضي للشرطة وإنشاء مجلس وزراء الداخلية العرب الذي كما قال أعطى منذ إنشائه دفعا جديدا للتعاون الأمني العربي وللقرارات المتعلقة به. وتمت الإشارة إلى أن مجلس وزراء الداخلية العرب يعتبر أعلى سلطة أمنية عربية بعد مؤتمر القمة إذ يعمل على تنمية وتوثيق التعاون وتنسيق الجهود بين الدول العربية في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الجريمة. غير أن الرسالة أشارت إلى أن الأنماط الجديدة للإجرام التي أفرزتها العولمة والنظام الدولي الجديد والتي ''تغذي الإرهاب'' لكونها متصلة به اتصالا وثيقا جعلت المهام المنتظرة من الشرطة العربية تزيد. إن الإجرام العابر للأوطان هو ''التحدي الذي سيواجه قادة الشرطة العرب في المستقبل حسب نفس المصدر الذي أشار إلى أن القضاء على الجريمة العابرة للأوطان ''تتطلب تنسيقا وتعاونا عربيين فعاليين''. وتطرقت الرسالة في هذا الصدد إلى ما أنجزته الجزائر، موضحة أن هذه الأخيرة قد شرعت منذ سنوات في تنفيذ إستراتيجية جديدة لمكافحتها بعد أن تم وضع الأدوات القانونية لذلك. وللإشارة تتوفر الجزائر على قانون متعلق بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما وكذا على قانون متعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته صدرا في .2005 كما قامت الجزائر بتكييف قانوني العقوبات والإجراءات الجزائية بما يساير التطور الذي عرفته الجريمة وذلك بإجراء تعديلات خلال سنة .2007 ومن جهة أخرى أشارت الرسالة إلى أن الشرطة الجزائرية قامت بإعداد إطارات وعناصر فعالة لمواجهة أنواع الإجرام المنظم عن طريق التكوين المتخصص والدورات التدريبية والمنتديات خارج الوطن للاستفادة من خبرات الدول المتطورة في مكافحة الجريمة المنظمة. وتم التأكيد في هذا الصدد أن الهدف الأساسي من كل ما ذكر هو توفير أمن المواطن خاصة من خلال تبني سياسة الشرطة الجوارية التي ''تعطي اليوم ثمارها في الميدان'' حسب رسالة الشرطة. وتم التذكير بالإصلاحات ''العميقة'' التي مست كافة جوانب الشرطة من تكوين وتنظيم وعصرنة الوسائل وطرق العمل وإدخال التقنيات الحديثة التي كما جاء في نص الرسالة ''انعكست إيجابا على أداء الشرطة في الميدان والتي أصبحت تحتل اليوم موقعا مرموقا على المستويين الوطني والدولي''. وتم التأكيد بهذه المناسبة على أن الجريمة المنظمة وفي مقدمتها الإرهاب ''آفة تتطلب مكافحة حازمة وبدون هوادة إلى غاية اقتلاع آخر جذورها والقضاء على مسبباتها''. إن آفة الإرهاب كما جاء في رسالة الشرطة ''تتوسع باستمرار وتتطلب مواجهة جماعية وحشد كل الوسائل والإمكانات لمكافحتها''. وللإشارة حضر حفل يوم الشرطة العربية المدير العام للأمن الوطني علي تونسي وأعضاء من الحكومة.