تم توقيع محضر تعاون بين المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للجمارك الجزائرية أمس بمقر المدرسة العليا للشرطة بالعاصمة، ويأتي هذا الاتفاق لتدعيم التعاون بين المؤسستين لمحاربة مختلف أشكال الجريمة المنظمة عبر الحدود، من خلال تبادل المعلومات والاشتراك في عمليات المراقبة وتبادل المعلومات.. أكد السيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني خلال حفل تقليد رتب عمداء أوائل لخمسة عمداء من الشرطة بمناسبة يوم الشرطة العربية أن محضر التعاون سيسهل مهام أفراد الشرطة والجمارك من خلال العمل التشاوري في كل مراكز الحدود عبر الوطن للتصدي لمختلف أنواع الجريمة التي أصبحت تكتسي صفة الدقة والاحترافية واستعمالها لأحدث التقنيات التكنولوجية، والأكثر من ذلك برمجة عمل تنسيقي كامل فيما يخص التكوين وتبادل المعلومات والعمليات بين عناصر الشرطة والجمارك في مركز واحد للحدود. من جانبه، صرح السيد محمد عبدو بودربالة المدير العام للجمارك الجزائرية أن محضر التعاون سيسمح بحماية الاقتصاد الوطني من خلال مكافحة التهريب، معربا عن سعيه إلى تجسيد ذلك في الميدان في أقرب وقت. يذكر أن محضر التعاون سيشمل مستويين، الأول يتعلق بالتعاون المؤسساتي، حيث يقوم الطرفان بتبادل الخبرات، والثاني يخص بالتعاون العملياتي الذي ينتظر أن يكون فعالا في الميدان العملياتية والتي تسند مهامه للجنة وطنية مشتركة تقوم بتطبيق نشاطات المؤسستين على جميع الأصعدة. وقرأ السيد شيبوط فريد مدير المدرسة العليا للشرطة رسالة المديرية العامة للأمن الوطني، أكد فيها عزم الجزائر على المضي قدما نحو تحقيق تعاون عربي مشترك، معتبرة أن الطريق إلى ذلك يبقى طويلا في ظل العولمة التي أصبحت اليوم تمس جميع المناحي بما فيها الجريمة بكل أشكالها مستغلة في ذلك التطور التكنولوجي الكبير الذي يعرفه العالم، وعليه فإنه يتوجب على الدول العربية اليوم دعم التنسيق وتطوير أساليب التعاون باتخاذ إجراءات ملموسة وفعالة ووضع القرارات المتخذة حيز التنفيذ. ودعت المديرية العامة للأمن الوطني إلى تجنيد كل طاقاتها لإرساء تعاون فعال من أجل مكافحة كل أشكال الإجرام ولاسيما الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والجرائم المستجدة التي أفرزتها التحولات العميقة التي يعرفها العالم والتي أثبتت التجربة بشأنها أن إمكانيات وقوة وجهود أي بلد بمفرده غير كافية لمواجهتها، مما يستلزم عملا أمنيا عربيا مشتركا وقدرا كبيرا من التنسيق وهو ما يسعى قادة الشرطة والأمن العرب إلى تحقيقه. وفي هذا السياق، قرأ السيد رابح مزنار رئيس مكتب التعاون الدولي رسالة الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب السيد محمد بن علي كومان، اكد فيها أن الاحتفال بيوم الشرطة العربية جاء متزامنا مع انعقاد المؤتمر ال33 للمجلس، الذي تطرق إلى ضرورة تكريس التعاون العربي خاصة في الظروف التي يعرفها العالم من تصعيد وبروز لأنواع جديدة من الجرائم بدرجة عالية من الاحترافية، وأضاف الأمين العام أن كل الدول العربية مطالبة بفهم أهمية ودور ما يقوم به رجال الشرطة الذي يحتاج الى دعم بداية من المواطن من خلال احترام جهود رجل الأمن وتشجيعه على عمله الناجح، مؤكدا في الأخير على ضرورة إقامة تعاون وثيق بين الدول العربية لمواجهة الجريمة بصفتها الحالية.