ما ميز سنة 2008 هو الفصل في مجمل القضايا المتعلقة بالتفجيرات سواء القديمة منها أو الحديثة، فمجمل هذه القضايا فصلت فيها محكمة الجنايات بمعاقبة المتورطين فيها بأحكام قاسية نظرا للآثار التي خلفتها هذه الأخيرة كما لوحظ خلال نفس السنة غياب شبه كلي للقضايا التي تؤرخ للعشرية السوداء باستثناء قضيتين، الأولى تتعلق باتباع حطاب التي تأجلت إلى ,2009 وقضية أبو خيثامة التي سيتم الفصل فيها في جانفي المقبل، أيضا ما ميز جو المحاكم خلال 2008 هو المتابعة التي بات يتعرض لها كل شخص ثبت تورطه مع مجموعة إرهابية دعما أو إسنادا. فأهم التفجيرات التي حدثت خلال السنتين الأخيرتين فصل فيها خلال 2008 بما فيها التفجيرات التي مست موكب الرئيس في باتنة، حيث أدانت محكمة الجنايات بوهران المتهم، في حين أدانت جنايات بومرداس المتورطين في قضية تفجيرات الثنية بأحكام وصلت إلى 20 سنة سجنا نافذا، هذه القضية التي تعد واحدة من بين أهم القضايا التي خلفت خسائر بشرية ومادية، والتي تورط فيها مفتش جمركي بميناء الجزائر سهل تمرير السيارة المستعملة في التفجير، وهنا كشفت القضية عن الخبرة التي بات يتحلى بها المقدمون على تنفيذ التفجيرات الإرهابية من خلال إجراءات تزوير الوثائق والأختام، أما جنايات العاصمة فقد عالجت عدة قضايا من هذا النوع، حيث أدين أحد المتهمين لمحاولته تفجير سفارتي فرنسا والولايات، وترصده لعدة شخصيات معروفة لتنفيذ تفجيرات لمواكبهم، كما أدين إرهابي آخر بعامين حبسا نافذا لضلوعه في قضية التفجيرات التي مست المجلس الدستوري، فيما سيحاكم شقيقه في 2009 بصفته الرأس المدبر لهذا التفجير الذي خلف عدة ضحايا، من جهة أخرى أدانت محكمة جنايات العاصمة المتهمين المتورطين في قضايا التفجيرات التي مست منطقة سي مصطفى ببومرداس، تورط في القضية 7 متهمين توبعوا مجملهم بتمويل الجماعة الإرهابية بمواد متفجرة وتنفيذ العملية، كما تم الفصل في قضية تفجيرات قصر الحكومة ومركز الشرطة بباب الزوار، فيما لوحظ من خلال هذه القضايا أنها أخذت الأولوية ضمن سلم القضايا المتعلقة بالإرهاب، والدليل أنه تم الفصل فيها نهائيا. أما قضايا الأمراء الذين يؤرخون لعشرية الجزائر السوداء فقد تم الحكم على دوردكال غيابيا، فيما تم تأجيل القضايا المتعلقة بالبارا وحطاب رغم أن هذا الأخير غاب من سلم البرامج بعد أن كان يدون اسمه على أنه متهم فار، وقد غابت عن سلم المحاكمات القضايا التي كانت تعالج خلال السنوات الأخيرة التي تخص الإرهابيين المتورطين في قضايا إرهابية أرخت لسنوات التسعينات وباتت قضايا الإسناد والدعم تصنع الحدث في ملجس قضاء الجزائر، مجمل المتهمين توبعوا لتمويلهم للجماعات الإرهابية بمواد غذائية وبمعلومات عن تحرك الجيش ومصالح الأمن. كما ظهرت قضايا جديدة أو بالأحرى متابعة جديدة التي باتت تشمل كل الذين يشتبه في تورطهم مع مجموعة إرهابية، ويدخل هذا ضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، فعدد الذين توبعوا لفائدة الاشتباه كثير، وأغلبهم تورطوا على سبيل المزاح، وهذا ما حدث مع أحد الشبان الذي لم يتجاوز سنه العشرين، إذ اتصل في لحظة طيش بأحد المتعاملين للهاتف النقال وهدد بتفجير المقر في حالة عدم تقديم مبلغ من المال، فتوبع بتهمة الإشادة بالأعمال الإرهابية، وبتهمة الإشادة دائما توبع أحد الشباب إثر إشادته بأفعال انتحاريي قصر الحكومة من خلال تصريحات أدلى بها لفضائية أجنبية، كما لوحظ خلال ذات السنة متابعة الطلبة الذين تورطوا مع جماعات تنشط بالخارج للالتحاق بالمقاومة في العراق وأفغانستان، وفي هذا أكد معظم المحامين أن مثل هذه القضايا عددها معتبر لا تزال طور التحقيق ومعظم المتورطين فيها طلبة.