رفض مجلس الأمن الدولي مشروع بيان رئاسي تقدمت به المجموعة العربية يدعو لوقف الهجوم على غزة ويندد به، وذلك بعد أن أجهضت الولاياتالمتحدة طلبا الجماهيرية الليبية عضو المجلس التابع للأمم المتحدة حاليا بهذا الصدد. أنهى مجلس الأمن الدولي صباح أمس الأحد جلسة طارئة لبحث تطورات الوضع في غزة، دون التوصل إلى اتفاق أو إصدار قرار ، في الوقت الذي توغلت فيه القوات الإسرائيلية البرية في قطاع غزة. ورفضت الولاياتالمتحدة مسودة قرار تقدمت به الدول العربية عبر العضو العربي في مجلس الأمن، ليبيا، يطالب إسرائيل بوقف فوري لإطلاق النار، وقال السفيرين الأمريكي والبريطاني :''إن مسودة القرار متحيزة للغاية حيث لم تذكر الصواريخ التي تطلقها حماس باتجاه إسرائيل". وقال السفير الأمريكي أليخاندرو وولف أن واشنطن لا ترى مؤشرا على التزام حماس بدعوة مجلس الأمن الأسبوع الماضي لوقف إطلاق النار وأعمال العنف وبالتالي فإن صدور بيان كهذا لن يعطي مصداقية للمجلس، ومن جانبه ، قال سفير فرنسا جان موريس ريبير إنه بعد حوالى أربع ساعات من المشاورات في مجلس الامن ''لم يتم التوصل إلى اتفاق بين أعضاء المجلس''، وأضاف :'' كان ثمة تلاقي كبير جدا في وجهات النظر للتعبير عن قلقنا الكبير من التصعيد ومن تدهور الوضع وللدعوة الى وقف فوري ودائم لإطلاق النار". من جانبه قال السفير الليبي جاد الله الطلحي إن الولاياتالمتحدة عرقلت مشروع القرار ، مشيرًا إلى أنه تم بذل الجهد للوصول إلى تسوية والموافقة على بيان ضعيف ولكن من سوء الحظ لم يتم التوصل إلى إجماع، وكان رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة ميجيل داسكوتو انتقد عدم فاعلية المجلس والتي تولدت حسب قوله عن عجزه عن للتوصل لتوافق حول أسلوب لمعالجة الأزمة في غزة، وإن ما يحدث في القطاع هو ''جريمة''، وقال المندوب الفلسطيني لدى الأممالمتحدة رياض منصور إن مهمة مجلس الأمن هي إخضاع إسرائيل للقانون الدولي عبر وقف العملية العسكرية على قطاع غزة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد تحدث في وقت سابق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حيث أبلغه قلقه العميق وخيبة أمله تجاه العملية البرية في غزة، وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه مقتنع بان التصعيد سيضاعف معاناة المدنيين في القطاع. وطالب بان كي مون بوقف فوري للعملية البرية. ودعا إسرائيل إلى بذل قصاري جهدها لضمان حماية المدنيين. وأكد أن التطورات الأخيرة تصعب إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع، كما حث الأمين العام للمنظمة الدولية قادة العالم على تكثيف جهودهم من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يتضمن وجود مراقبين دوليين لفرض الهدنة.، ويتوجه العديد من وزراء الخارجية العرب إلى نيويورك لحث مجلس الأمن على تبني مشروع قرار عربي بإدانة إسرائيل ووقف قصف غزة. وكان من المقرر أن يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى نيويورك أيضا للغرض ذاته لكنه أجل ذلك انتظارا لزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للضفة الغربية اليوم الاثنين.