يواجه العدوان البري الإسرائيلي على قطاع غزة على جميع المحاور استبسالاً من قبل رجال المقاومة لمنع العدوان من تحقيق أي هدف من أهدافه. وعلى جبهات المواجهة مع قوات الاحتلال وفي المناطق التي تتعرض للقصف يتواجد مقاومو الفصائل متحدين تلك القوات، وليس في قاموسهم الخسارة رغم معرفتهم أن إمكاناتهم متواضعة جداً ولا تكاد تذكر أمام ما تمتلكه إسرائيل من ترسانة حربية هائلة. وقال مقاومون في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة إنهم لا يهابون المواجهة البرية وإن أسمى أمانيهم ''أن يموتوا شهداء دون أن تتمكن إسرائيل من أرضهم'' ويشيرون أيضاً إلى أن ''الاحتلال ضعيف رغم ما يمتلكه من قدرات وترسانة أسلحة". وفي آخر التطورات قامت المقاومة بالتصدي لمحاولات قوات الاحتلال بالتوغل تجاه مدينة غزة وفي عدة مناطق بالشمال الغربي وجنوب القطاع، وسط تحذيرات بارتفاع عدد الضحايا من المدنيين لدخول الاشتباكات مناطق مدنية ذات كثافة سكانية مرتفعة، واعترفت إسرائيل العدو بإصابة 37 إسرائيليا بجروح جراء قصف المستوطنات بصواريخ القسام وإصابة 19 جندياً خلال الاشتباكات بغزة. وأكد أحد المقاومين من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس أن المقاومة متوحدة في ميدان المواجهات مع الاحتلال ولا يفرقها أحد مضيفاً كلنا خرجنا في سبيل الله ونريد النصر أو الشهادة'' مشيراً إلى أن معارك المقاومة مع الاحتلال المتوغل برياً في مناطق محدودة ''دليل على فشل التقديرات الإسرائيلية وفشل قوة العدو في ضرب المقاومة رغم كل ما يفعله لهذا الهدف، وأوضح مقاوم سرايا القدس أن كل فصائل المقاومة تواجه الاحتلال بتكاثف وتعاضد مشيراً إلى أن الهدف الأساسي هو ''صد العدوان وتكبيد الاحتلال المزيد من الخسائر". وكان محللون قالوا إن المقاومة الفلسطينية أخذت أبعاداً متقدمة في استخدام أساليب جديدة ومتطورة في استهداف الجنود الإسرائيليين الذين يشاركون في العدوان البري على غزة وساعد في حدوث هذه الأبعاد امتلاك قوى المقاومة للمزيد من الإرادة والثبات، وأشار المحللون إلى أن عمليات إطلاق النار والكمائن المسلحة من جانب المقاومة تنوعت لتأخذ شكل إطلاق النار على دورية حيناً وعلى موقع أو برج عسكري حينا آخر وعلى سيارة عسكرية مصفحة حيناً ثالثاً أو أي هدف إسرائيلي يتاح لفصائل المقاومة. ورأى المراقبون للوضع على الأرض في غزة أن هذا اللون من العمل العسكري المقاوم لا غنى عنه للمقاومة رغم بساطته وقلة التعقيدات الكامنة فيه فهو يكرس شكلاً أساسياً من أشكال العمل المقاوم التقليدية في ذات الوقت الذي يحقق فيه مستوى واسعاً من الانفتاح الشعبي على الانخراط في المقاومة عبر تبني هذا الأسلوب الذي يقترب من إمكانات وقدرات الجماهير.