دخلت حرب الإبادة التي تشنها الآلة العسكرية الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزة أسبوعها الثاني وبدأت معها فصائل المقاومة تحضر نفسها للمواجهة الكبرى مع ترقب اجتياح بري وشيك، ورغم عدم توازن القوى إلا أن حركة المقاومة الإسلامية أكدت أنها على استعداد لصد العدوان إلى آخر رمق دفاعا عن الشرف العربي، وقد تجاوز عدد الشهداء إلى غاية عصر يوم أمس 470 شهيد. واصلت إسرائيل أمس قصف قطاع غزة جوا وبحرا في بداية الأسبوع الثاني من عدوانها الهمجي على قطاع غزة، وقد حذرت حركة حماس من "مصير أسود" سيلقاه الجنود الإسرائيليون إذا شنت تل أبيب هجوما بريا، وهو ما حدث فعلا صبيحة أمس حين أعلنت حركة المقاومة الإسلامية أنها صدت توغلا حاول أفراد في القوة الخاصة الإسرائيلية القيام به على الحدود مع قطاع غزة، ونقلت وكالة الأبناء الفرنسية عن متحدث باسم كتائب عز الدين القسام قوله إن هذه العملية تمت فجر اليوم بمنطقة الشجاعية شرق غزة. وأضاف المتحدث أن كتائب القسام أطلقت قذائف "هاون" ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين تراجعوا، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل أي ضحايا، ومن جهته رفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق الفوري على هذه الأنباء. وتأتي هذه التطورات في وقت أفادت فيه مصادر في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي طالب في منشورات أسقطها أمس على غزة إخلاء مناطق سكنهم، وقالت المصادر إن المنشورات التي نقلت الرياح كمية كبيرة منها إلى البحر تدخل في إطار حرب نفسية يشنها الاحتلال ضد السكان. وتزامن ذلك مع مواصلة الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جديدة على أهداف متفرقة في القطاع استهدفت منازل شرق وشمال غزة دون وقوع إصابات، كما استهدف الطيران الإسرائيلي موقعين للتدريب تابعين لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية في غزة وشمال رفح ومنطقة الأنفاق على الشريط الحدودي جنوبي القطاع. وفي سياق متصل أكدت حماس استشهاد القيادي العسكري أبو زكريا الجمال متأثرا بجروح أصيب بها في غارة جوية إسرائيلية في الليل، وقد ارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع إلى ما يزيد عن 470 شهيد بعد استشهاد مقاتلين اثنين من كتائب عز الدين القسام الليلة قبل الماضية، بينما بلغ عدد الجرحى نحو 2300. ونفذت المقاتلات الإسرائيلية عشرات الغارات الجوية منذ بداية العدوان السبت الماضي دمرت ستين منزلا وعشرة مساجد، إضافة إلى إصابة مساجد أخرى بأضرار، كما ذكرت وكالة تابعة للأمم المتحدة أن أكثر من ربع الذين استشهدوا في غزة مدنيون وقدرت جماعة حقوقية فلسطينية بأنهم يمثلون 40% من الشهداء. كما سقط نحو عشرة شهداء وعدد كبير من الجرحى في قصف جوي استهدف مسجد إبراهيم المقادمة في بيت لاهيا خلال أداء عشرات المصلين صلاة المغرب مساء أمس، وفي مؤشر قد يدلل على اجتياح بري وشيك لقطاع غزة كثفت إسرائيل الهجمات البرية والجوية والبحرية على مختلف أنحاء قطاع غزة، فمنذ بدء الهجوم على غزة, فقد تدخل سلاح المدفعية وبدا بقصف مدينة غزة من جميع جهاتها. وفي المقابل تواصل المقاومة الفلسطينية استهداف البلدات والمدن الإسرائيلية بالصواريخ ردا على العدوان الإسرائيلي، وجرح أربعة إسرائيليين جراء سقوط صاروخين أطلقتهما المقاومة الفلسطينية أمس على حي سكني في عسقلان. وكان أربعة إسرائيليين قتلوا بسبب سقوط صواريخ المقاومة في جنوب إسرائيل. ومن جهة أخرى أفادت مصادر صحفية في القطاع أن بارجة وغواصة إسرائيليتين تتحركان قبالة سواحل غزة في وقت يزداد فيه الترقب باحتمال شن قوات الاحتلال حربا برية على القطاع، وقالت إنه ظهرت للمرة الأولى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة غواصة إسرائيلية في سواحل القطاع، كما أضافت أن زوارق حربية إسرائيلية استهدفت بقذائف مرفأ الصيادين ومنطقة شمال غربي غزة ما أدى إلى حدوث أضرار مادية دون تحديد إصابات. وعلى الصعيد السياسي صرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرر تأجيل رحلته إلى نيويورك للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووفد الاتحاد الأوروبي غدا الاثنين في رام الله في الضفة الغربية، كما أعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن ساركوزي "يحمل مبادرة سياسية مهمة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة". وطالبت الفصائل الفلسطينية في سوريا الدول العربية ودول العالم باتخاذ "موقف حاسم وواضح وفاعل" في مواجهة الهجوم الإسرائيلي على غزة لوقف حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني، وأعلن أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية القيادة انه سيفتح "جبهات عسكرية جديدة" في ظل تطورات المعركة الميدانية في غزة واستمرار إغلاق معبر رفح.