في إطار سلسلة الوقفات التضامنية لمساندة الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الحصار منذ 18 يوما ارتأت مؤسسة فنون وثقافة استضافة الأستاذ سعدي بزيان الذي زاول دراسته بثانوية الإبراهمية بالقدس الشريف تحت إدارة المملكة الأردنية الهاشمية، واستحضر بزيان في محاضرته '' يوميات طالب في القدس '' التي ألقاها أول أمس بقاعة ميدياتك بشير منتوري مسيرته الدراسية رفقة ثلاثة من زملائه الذين ذهبوا إلى فلسطين في بعثة لاستكمال دراستهم الثانوية تحت إشراف جبهة التحرير الوطني. أشار بزيان إلى أنه لم يخطر بباله أنه سيأتي يوم ويزور هذه الارض المقدسة التي تتعرض لهمجية ووحشية الصهاينة الذين جعلوا منها محرقة حقيقية وأبادوا أهلها بمختلف الأسلحة الفتاكة ولم يرحموا أطفالها ونساءها.. . وتوقف بزيان في سرد ذكرياته في فلسطين عند كرم ابناء الحجارة الذين خصوا الطلبة الجزائريين بترحيب مميز لدرجة تفضيلهم على بقية الطلبة العرب الذين يدرسون في ذات الثانوية التي كان يديرها الأستاذ نهاد أبوغربية أحد أعيان القدس. هذا وقد استعرض بزيان حادثة طريفة حدثت لهم أثناء تواجدهم بالقدس عند سماع احد الطلبة الفلسطنيين طالبا جزائريا يتحدث بالعامية الجزائرية فأسرع اليه يطلب منه اخذ صورة تذكارية معه تبركا - كما قال لهم- بالثورة الجزائرية التي تعد من أعظم الثورات على وجه المعمورة وقدوة لكل العرب. وعن أهم ذكرى طبعت في ذهن بزيان والتي مازال يحتفظ بها الى اليوم قال إنه من المحظوظين الذين سنحت لهم الفرصة بأداء الصلاة برحابة مسجد القدس وهي أولى ربوة شريفة بعد الحرم المكي الشريف. ودعا بزيان الضمير العربي والعالمي للإسراع إلى مناصرة الإخوة في غزة ومدهم بيد المساعدة ماديا ومعنويا لفك الحصار العسكري والاقتصادي عن هذه الارض المباركة. وبهذا الخصوص أكد المحاضر بمواقف الجزائر الثابتة تجاه القضية قبل أن يقول إن ارتباط الجزائر بالأرض المحتلة لم يكن وليد الأحداث الأخيرة إنما سبق وأن تطوعت الجزائر ووقفت الى جانب الصفوف الأولى لمحاربة العدو الصهيوني إبان الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948، مذكرا بموقف الجزائر المدعم ايضا إلى جانب المقاومة السورية عام .1925 وكرر بزيان دعوته للمنظمات والهيئات العالمية الى كفل الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ووضع حد لتلك الانزلاقات الخطيرة التي بات يتكبدها شعب ذنبه الوحيد أنه ظل يتمسك بحقه في الأرض.