شهدت السويعات الأخيرة تسارعا رهيبا للأحداث المرتبطة بالعدوان الصهيوني على غزة، لاسيما على الساحة العربية التي ازدادت تفتتا وشرخا على شرخ، ناهز الشروخ التي تحدثها القنابل الصهيونية على اجساد الفلسطينيين. فبعد أن اتهمت جملة من الدول العربية المصنفة في خانة ''الاعتدال'' إيران بالسعي في بث البلبلة والفتنة في منطقة الشرق الأوسط من خلال تأثيرها على القرار السياسي لحركة حماس الفلسطينية. وبالتالي عرقلة المبادرة المصرية المزكاة من قبل الصهاينة، وتأجيل الحلول إلى موعد آخر. وفي خضم هذه الأحداث رفضت كل من مصر والسعودية وتو نس والمغرب وغيرها من الدول دحوة الدوحة إلى قمة عربية طارئة هذا الجمعة، حفاظا على الصف العربي، وأملا في نجاح القمة الاقتصادية في الكويت بعد أيام، وهو ما صرح به وزير الخارجية المصري أبو الغيط مساء أمس، ليعقبه مباشرة دعوة سعودية لعقد قمة خليجية طارئة اليوم الخميس لمناقشة الوضع في غزة، بعد أن لاح في الأفق إمكانية تمكن الدوحة من احتضان القمة العربية الطارئة رغم تلاعب بعض الدول العربية بمواقفها تارة ذات اليمين وأخرى ذات الشمال، رغم أن السعودية ومصر قد أكدتا أكثر من مرة عدم الجدوى من عقد القمة تعقبها قمة أخرى في الكويت، لاسيما وأن جزء من الهامش سيخصص للتشاور حول الوضع في غزة والعدوان الصهيوني على القطاع، وهاهم ينقضون ويناقضون أنفسهم في أقل من 12 ساعة، في دلالة واضحة على أن التبريرات المقدمة لدول غير الاعتدال ما هي إلا ذر للرماد في أعين من فقدوا اعينهم بفعل القنابل الفسفورية. وتأكيدا لما كتب سابقا في هذه المساحة من أن بعض العرب حولوا المنطقة العربية إلى ماخور كبير، مخصص لعربدة ابن الزنا المتمثل في دولة ''الكيان الصهيوني''، نبين لهم أن طهران لا تحتاج إلى مواخير، وهي تتبنى المذهب الشيعي الإثنا عشري المشرعن لزواج المتعة، وتبقى تبريرات بعض العرب للبعض الآخر بجدوى التشاور الهامشي حول الوضع الفلسطيني بالكويت، وكأنهم رأوا حلما مزعجا، كحال ''عجايزنا'' اللواتي أفتين في ثقافتنا الشعبية من أن مفعول الرؤى والأحلام غير السارة، يزول مباشرة بعد حكايته في الكنيف أو ''بيت الما'' بالجزائرية الفصيحة، وهو كما ينوي هؤلاء فعله بمبادرتهم التشاورية على هامش الهامش.