وعد أمين عام وزارة الثقافة اسماعيل أولبصير بدعم هيئته لفرق بحث علم الآثار الجزائرية المكلفة بإعداد مشروع الخريطة الأثرية للشرق الجزائري وتسهيل عملها بالنظر إلى الصعوبات التي تعترض طريق تجسيد المشروع، من خلال توفير الظروف والمستلزمات الضرورية لإنجاحه. وأكد اسماعيل أولبصير خلال افتتاحه أمس أشغال اليوم الدراسي حول ''مشروع الخريطة الأثرية للشرق الجزائري، حوصلة وآفاق ''بقصر رياس البحر بالعاصمة على أهمية هذا المشروع، إلى جانب مشروع الطريق السيار ''اس او اس'' الذي توليهما الوزارة المعنية اهتماما بالغا من أجل تجسيدهما على أرض الواقع في المستقبل القريب. في السياق نفسه ذكر أولبصير بالشراكة القائمة بين الجزائر وإيطاليا في مجال البحث والتنقيب في علم الآثار سيما وأن مشروع الخريطة الأثرية للشرق الجزائري أسند بالتعاون بين فرق بحث جزائرية وإيطالية. من جانبه نوه المديرالمكلف بحفظ وترميم التراث الثقافي بوزارة الثقافة مراد بتروني بجهود الباحثين الجزائريين ونظرائهم الإيطاليين لما بذلوه من جهود طيلة الثلاث السنوات الماضية 2003- 2006 في مجال المسح والتنقيب وإعداد الدراسة الخاصة بالخريطة الأثرية للشرق الجزائري. وبالمناسبة تطرقت مديرة المركز الوطني للأبحاث الجزائرية دحو كلثوم إلى ظروف نشأة البحث الأثري بالجزائر مذكرة بأهم المراحل التي واكبت هذا العلم. ودعت دحو إلى الاهتمام بكل مرحلة من مراحل ظهور علم الآثار بوصفه ذاكرة الشعوب وتاريخها وأساس بناء اقتصادها وثقافتها. وتواصلت أشغال اليوم الدراسي بتقديم الباحثين الجزائريين والإيطالين حوصلة عن الأبحاث الخاصة بإعداد مشروع الخريطة الأثرية للشرق الجزائري خلال فترة 2003-,2006 حيث تطرق الباحث كمال مداد في عرضه للمشروع إلى أبرز مناطق الشرق الجزائري التي تزخر بكثير من المعالم الأثرية في مقدمتها واد جنان، واد كوت وعين الكرمة مقدما شرحا مفصلا بالصورة والتعليق عن بعض هذه المعالم والحفريات المتواجدة بمنطقة الشرق. من جهتها توقفت الباحثة عادل وافية عند منطقة الطارف كعينة لدراستها بالنظرإلى ثراء المنطقة بتراثها وتصنيفها كولاية أثرية. أما الباحثة الإيطالية ماريات ديفوس فقد أجرت دراسة مقارنة حول المناطق الأثرية بالشرق الجزائر وتونس، وأوضحت أن الجزائر غنية من حيث تراثها ومعالمها الأثرية مقارنة بتونس، كما أشارت ديفوس إلى تقليد التونسيين للهندسة المعمارية الجزائرية، وهو ما استنتجته من خلال دراستها المعمقة حول قصر فاطمة بولاية الطارف الذي استوحى منه التونسيون الكثير من الأفكار الهندسية واستغلوها في بناء مسجد طبرقة المشهور.