العالم مازال يكتشف البربرية الصهيونية لقد كانت ساعات ما قبل دخول وقف إطلاق النار من جانب الطرف الاسرائيلي ساعات قاسية من القصف العشوائي والعنيف على مساجد ومدارس ومقرات وبيوت شملت كل المناطق في قطاع غزة تحت غطاء جوي من شتى انواع الطائرات.. * * المقاومة: نمهل العدو أسبوعا لسحب قواته * * وتفرغ الناس في وقت ما اعتقدوه هدنة ووقف لإطلاق النار بالعودة الى منازلهم مصحوبين بطواقم الانقاذ والاسعاف.. هذا وقد تم الإعلان أن الطواقم الطبية قد عثرت على جثث حوصر أصحابها في منازلهم أو تركوا ينزفون في الشوارع وتعرضت للتآكل بعد أن هاجمتها الكلاب الضالة، وخاصة في مناطق جبل الكاشف وجبل الريش وشرق جباليا والقرم وعزبة عبد ربه والعطاطرة والسلاطين والفخاري في شمال وشمال غرب القطاع. * وفي حي الزيتون شرق مدينة غزة، قال الدكتورمعاوية حسنين رئيس قسم الطوارئ بمسشفى الشفاء إن الطواقم الطبية عثرت على عدد كبير من جثث أبناء عائلة السموني التي فقدت ما لا يقل عن 30 شهيدا وعشرات الجرحى. * وكان أكثر من 110 من أفراد العائلة قد لجؤوا إلى منزل واحد هربا من القصف على منازلهم الأخرى، فأغارت الطائرات عليهم، ما أدى إلى سقوط نحو 30 شهيدا فيما أعلن عدد آخر في عداد الشهداء بسبب عدم تمكن الطواقم الطبية من العثور عليهم. * ومع استمرار العثور على جثث شهداء تحت الأنقاض يرتفع عدد شهداء الحرب الإسرائيلية التي بدأت في السابع والعشرين من ديسمبر على القطاع إلى أكثر من 1300 شهيد، بينهم ما لا يقل عن 430 طفل و108 نساء و108 مسن وخمسة صحفيين وخمسة أجانب و15 طبيبا ومسعفا، دون احتساب عدد الأطفال والنساء من الجثث التي تم انتشالها صباحا. * وكانت الطواقم الطبية قد منعت خلال الأيام السابقة من الوصول الى هذه المناطق، بسبب القصف المستمر وحجم الدمار الكبير الذي خلفته آلة العدوان الاسرائيلي في حين توقعت مصادر طبية ان يرتفع العدد لأكثر من ذلك. * من جهته، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم اثر العملية العسكرية على قطاع غزة إلى عدم العودة إليها بعد إعلان إسرائيل عن وقف أحادى الجانب لإطلاق النار. وذكرت صحيفة "يديعوت احرنوت" الإسرائيلية في عددها الصادر أمس الأحد، أن الجيش أوصى هؤلاء السكان، خاصة الذين يقطنون في مناطق تطلق منها الصواريخ نحو إسرائيل بعدم العودة في هذه المرحلة إلى منازلهم، مبررا ذلك بالقول "إن هناك خشية من تجدد القتال بين قواته والمسلحين الفلسطينيين". * واضطر عشرات الآلاف من الفلسطينيين خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة منذ 23 يوما إلى ترك منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل الذي استهدف منازلهم ومزارعهم. ويعيش كثير من هؤلاء في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وقال مسعفون شاركوا في انتشال الجثث إنهم رأوا مشاهد "تقشعر لها الأبدان"، وأن أغلب الجثث بدت مقطعة الى اشلاء وتظهر عليها بداية علامات التحلل وتنبعث من تلك المناطق روائح كريهة، مشيرين إلى أن غالبية الجثث التي عثر عليها كانت لاطفال ونساء مكثوا في بيوتهم مع بداية القصف. * وأكد المسعفون أنه يتم دفن الجثث التي يتم العثور عليها مباشرة ولا يتم نقلها الى المستشفيات نظراً لوضعها ووصولها الى درجة من التحلل، قائلين إن تحديد هويات الشهداء يرجع الى ذويهم الذين يتعرفون عليهم. * وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت أن وقفا لإطلاق النار من جانب واحد دخل حيز التنفيذ عند الساعة الثانية من فجر أمس، بالتوقيت المحلي. * * المقاومة تمهل العدو أسبوعا للانسحاب * * على صعيد اخر، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف إطلاق النار الذي اعلنته اسرائيل من جانب واحد، واصفا اياه ب"الهام والضروري ولكنه غير كاف"، مطالبا ب "انسحاب اسرائيلي كامل من قطاع غزة وبفك الحصار وفتح المعابر". وصرح عباس للصحافيين بعد اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة ان المباحثات "تركزت على الهدنة ووقف اطلاق النار الذي كان يتم التركيز عليه منذ اليوم الاول للعدوان فيما أبدت المقاومة الفلسطينية، أمس الأحد، موافقتها على وقف اطلاق النار الذي اعلنت عنه اسرائيل من جانب واحد، ممهلة اسرائيل مدة أسبوع لسحب قواتها من المناطق التي اعادت احتلالها في قطاع غزة. واعتبرت أن اسرائيل فشلت في فرض شروطها على المقاومة وعلى الشعب الفلسطيني. * وقالت الفصائل في بيان لها وصلت الشروق نسخة منه "نعلن نحن فصائل المقاومة الفلسطينية عن وقفٍ لإطلاق النار من طرفنا في قطاع غزة، ونؤكد على موقفنا ومطلبنا بانسحاب قوات العدو من قطاع غزة خلال أسبوع، مع فتح جميع المعابر والممرات لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات اللازمة لشعبنا في القطاع". * وأبدت الفصائل استعدادها للتجاوب مع أي جهود وخاصة الجهود المصرية والتركية والسورية والقطرية للوصول إلى اتفاق محدد يلبي مطالبنا المعروفة برفع الحصار بشكل نهائي وفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح. "مع تأكيدنا على القرارات الصادرة عن قمة غزة في الدوحة وتقديرنا لها". * قال الناطق باسم حركة حماس أيمن طه إن حماس أعلنت وقفاً فورياً لاطلاق النار من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مضيفاً أن الفصائل أمهلت اسرائيل أسبوعاً لسحب قواتها من القطاع. * وأكد داوود شهاب، الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، بأن قرار فصائل المقاومة بوقف اطلاق النار لمدة اسبوع يأتي انطلاقا من الحرص على المصلحة الوطنية العليا، ولإفساح المجال لإدخال المساعدات الانسانية لقطاع غزة. * وقال شهاب "إن المقاومة انتصرت في الميدان والآن نحن سنخوض غمار المعركة السياسية، وقرارنا هذا يأتي استكمالا لدور المقاومة ولتثبيت استحقاقات الشعب الفلسطيني من رفع الحصار والانسحاب وفتح المعابر التجارية وعلى رأسها معبر رفح البري". * ولدى سؤاله في حال لم تلتزم اسرائيل بما عليها من استحقاقات قال: "في حال لم تنسحب اسرائيل من القطاع وترفع الحصار، فإن كل الخيارات مفتوحة لدينا وعندها لن يجرؤ على الحديث معنا او مراجعتنا، لان قرارنا ليس من منطلق ضعف وانما للصالح العام". * وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت أعلن قبيل منتصف الليلة الماضية عن وقف إطلاق النار من جانب واحد يسري ابتداء من الساعة الثانية فجر امس الاحد، فيما يستمر بقاء الجيش الإسرائيلي منتشرا في محيط القطاع. * * إسرائيل تخرق وقف إطلاق النار * * رغم الاعلان عن وقف إطلاق النار من جانب واحد في قطاع غزة، إلا أن اسرائيل واصلت قصف مواقع واطلاق نار على المواطنين في أماكن مختلفة من القطاع، أسفرت عن استشهاد مزارع واصابة والده في الجنوب واصابة امراة وطفلتها في الشمال. * وسادت القطاع منذ صباح امس حالة من الترقب والهدوء المشوب بالحذر، ولم يلحظ أهالي غزة تغييراً يذكر مع استمرار طائرات الاستطلاع الاسرائيلية بالتحليق في سماء القطاع، عدا عن سماع أصوات انفجارات في مناطق متفرقة من القطاع، حيث قصفت الطائرات فجر أمس مجموعة من المواطنين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، كما اطلقت الطائرات القنابل الفسفورية على حي التفاح شرق غزة. * ومع ساعات الصباح الأولى توافد عشرات المواطنين على منازلهم في انحاء متفرقة من قطاع غزة لتفقد آثار الدمار الذي خلفته آلة الحرب الاسرائيلية، لكن الدبابات الاسرائيلية واصلت تمركزها في محيط ما كان يعرف بمستوطنة نتساريم دون انسحاب، الامر الذي يعني أن الطريق بين غزة والمنطقة الوسطى قد بقيت مغلقة، فيما تراجعت الدبابات من حي الزيتون والشعف شرق التفاح بعيداً عن منازل المواطنين.