تعرف مظاهر التضامن والتآزر مع أهالي قطاع غزة (فلسطين) من يوم لآخر أشكالا مختلفة فمن المسيرات التي يشارك فيها آلاف المواطنين عبر القطر الى جمع التبرعات العينية وتنظيم تجمعات شعبية، بادرت بها عدة أحزاب سياسية وكذا إقامة نشاطات ثقافية للتحسيس بحجم العدوان الإسرائيلي الذي خلف منذ ما يقارب الثلاثة أسابيع 1.013 شهيدا و4.580 جريحا. فقد أكد السيد ميلود شرفي الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي خلال تنشيطه لتجمع تضامني مع الشعب الفلسطيني بولاية عين تموشنت على ضرورة "تدعيم كفاح الشعب الفلسطيني ضد العدوان الصهيوني لاسترجاع استقلاله". وندد بشدة بالأعمال الإرهابية للجيش الصهيوني الذي "يقتل الأطفال والنساء والمسنين في بلد يعرف حصارا متواصلا لأكثر من 60 سنة". وذكر السيد ميلود شرفي -الذي نوه بوحدة الموقف الجزائري "حكومة وأحزابا وشعبا" تجاه القضية الفلسطينية - بالعمليات التضامنية التي بادرت بها الجزائر لمساعدة غزة منها الجسر الجوي الرابط بين الجزائر العاصمة وغزة مضيفا أن "الشعب الجزائري سيواصل تنديده -من خلال المسيرات الشعبية- بالمجازر التي يتعرض لها سكان غزة العزل". ومن جهته حيا ممثل سفير فلسطين في الجزائر السيد مروان كريم تضامن الجزائر مع الشعب الفلسطيني في هذا التجمع وندد "بتكالب الصهاينة على فلسطين"، مذكرا في هذا السياق بالحصار الذي عرفه خلال أكثر من ثلاثة سنوات الرئيس الراحل ياسر عرفاتبرام الله ومجزرة جنين. وكان السيد شرفي قد شارك أيضا مواطني ولاية مستغانم مسيرة شعبية جابت مختلف بلديات الولاية رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي وممثلي بعض منظمات المجتمع المدني. وعرفت ساحة البلدية حشدا ضخما تعالت منه الهتافات والأصوات الداعمة لسكان غزة والمقاومة ومطالبة بتحرك دولي وعربي فاعل لإيقاف المذبحة الصهيونية. وقد ردد المتجمعون شعارات مساندة للقضية الفلسطينية ومتعاطفة مع أهالي غزة حاملين العلم الوطني الجزائري والعلم الفلسطيني والعلم الأخضر الذي يرمز الى المقاومة الفلسطينية. وفي غمرة تلك الشعارات أحرق المتظاهرون العلم الاسرائيلي مرددين عبارات "الموت لبني صهيون". وتم بالمناسبة أيضا قراءة بيان مساندة لسكان ولاية مستغانم مع أهالي غزة حيث عبروا من خلاله عن تضامنهم ووقوفهم الى جانب الشعب الفلسطيني وطالبوا بالاسراع لإيقاف هذه المجازر المقترفة على مرأى من العالم بإسره. وضمن النشاطات الثقافية الرامية الى توعية المواطنين وحشد هممهم وتحسيسهم بالمعاناة اللاإنسانية التي يلاقيها سكان غزة افتتحت بولاية وهران سهرة اول امس التظاهرة الثقافية "السينما والمقاومة "بمتحف السينما الجزائرية تميزت بعرض أفلام تاريخية مشهورة جسدت معاني الكفاح والنضال ضد أشكال الاستبداد والاستدمار التي واجهت بها الشعوب همجية وغطرسة قوى الشر والترهيب في العالم على مر الأزمنة. ويضم برنامج هذه التظاهرة عرض فيلم المقاومة "العصفور"( 1973 ) للمخرج المصري يوسف شاهين وكذا فيلم "معركة الجزائر" (1966) لمؤلفه ياسف سعدي وللمخرج جيليو بونتيكورفو وهو الفيلم الذي يصور بسالة المقاومة الجزائرية وصمودها التاريخي ضد العدوان الفرنسي وثباتها أمام محاولته لقمع النضال الجزائري وطمس هويته. وبولاية بومرداس جابت مسيرة حاشدة كان يتقدمها تلاميذ المدارس مختلف شوارع المدينة حاملين معهم شعارات وصور مؤلمة لأطفال ونساء غزة العزل الذين يتعرضون يوميا لمجازر رهيبة يقترفها ضدهم جنود مدججين بمختلف الأسلحة المتطورة. وتنطلق اليوم بالولاية حملة لجمع التبرعات بالدم وحملة أخرى لتوزيع 60 ألف طابع بريدي بمختلف مدارس الولاية مقابل سعر رمزي تضامنا مع تلاميذ غزة. كما ستشرع مع بداية الأسبوع القادم لجنة تضم الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية ومديرية النشاط الاجتماعي في حملة واسعة تشمل كل تراب الولاية لجمع التبرعات من الأغطية والألبسة ومختلف المواد الغذائية غير القابلة للتلف وغيرها.