تزايدت في الفترة الأخيرة في الشوارع الجزائرية وبشكل ملفت للانتباه، ظاهرة اصطحاب الكلاب الشرسة من طرف بعض الشباب في الأحياء والطرقات وذلك اتباعا لصيحة أخرى من صيحات الموضة التي يعشق الشباب الجزائري اتباعها بكل ما هو جديد وغريب، فالمهم هو لفت الانتباه. أصبحت مرافقة حيوان ضخم ومرعب كالكلب خاصة إذا كان من فصيلة تمتاز بالخطورة والشراسة ''كالبيت بول '' يبعث في نفس مالكه إحساسا بالقوة والعظمة و الفخر و هو يتجول في الشوارع رفقة حيوانه الذي يرعب الكثير من المارة. وهذه هي الظاهرة التي استفحلت بين أوساط الشباب حيث انتقلت العدوى بين الكثيرين الذين يقبلون اليوم على شراء أنواع مختلفة من الكلاب لاصطحابهم معهم أثناء التجول على الرغم من أن أثمانها غالية جدا ، إلا أن هذا لا يقف عائقا أمام رغبتهم الملحة في امتلاك كلب يتباهون به في الشوارع والطرقات حتى يثيروا اهتمام المواطنين من جهة وخوفهم وهم يمرون من أمام هذه الحيوانات، والأدهى في هذه الظاهرة أن البعض من هؤلاء المتباهون يتركون كلابهم تمشي بكل حرية ومن دون قيد أو حتى تكميم أفواههم الكبيرة التي تحتوى على أنياب حادة تنغرز بسهولة في جسم الإنسان، غير أن كل ذلك لا يعني شيئا لأصحاب الكلاب مقابل التباهي والافتخار بامتلاكهم حيوانا يثير الاهتمام والدهشة ، وهو الأمر الذي يجعل المارة في خطر حقيقي خاصة عند انقلاب مزاج الكلب بين الفينة و الأخرى لأنه وبشهادة مالكيه قد يتحول في لمح البصر إلى حالة هيجان ، فهو لا يؤتمن وقد ينقلب فجأة على أحدهم فينقض عليه بكل شراسة دون أن يتمكن أحد من التدخل لإنقاذه لما تتصف به تلك الكلاب من قوة وعدوانية، وهو ما يضايق العديد من المواطنين الذين اشتكوا من مثل هذه المظاهر التي أصبحت تمثل ديكورا يوميا.إذ لا يكاد يمر يوم يغيب فيه تجوال هذه الكلاب الشرسة في الطرقات، في ظل غياب الرقابة الأمنية والقانونية التي من المفروض أن تمنع ممارسة هذه الهواية التي صار يحترفها العديد من الشبان نظرا لما تشكله من خطر على المواطنين بشكل عام والنساء والأطفال والمسنين بشكل خاص ناهيك عن ما يثيره منظر تلك الحيوانات من رعب وخوف في نفوسهم عند الالتقاء معهم في الشارع فتراهم يتجنبون لحظة الالتقاء بالهروب و الفرار من رصيف إلى آخر حتى وان استلزم الأمر مزاحمة السيارات في الطريق، كما أن المواطنين الذين التقت بهم ''الحوار'' رجحوا سبب تفشي ظاهرة تجول الكلاب في الشوارع رفقة ملاكها بغرض استعمالها في غاية أخرى غير مشروعة كالاعتداء على الناس والسطو على ممتلكاتهم أو تحريضها للانقضاض على المواطنين، وهو ما يحدث كثيرا بين شباب الأحياء التي تشهد حساسية كبيرة بين الأفراد، وبهذا فإن استفحال هذه الظاهرة أصبح يطرح تخوفا ويشكل خطرا للغاية خاصة عند جلب أنواع عديدة وخطيرة من هذه الكلاب التي يحاول ملاكها إظهار قوتهم ولو كانت بشكل سلبي، وهذا ما ساه في تزايد أعدادها بشكل كبير، ما يستدعي إيجاد صيغ قانونية للحد من استفحال هذه الظاهرة قبل أن تتطور إلى ما لا يحمد عقباه أو تتسبب في حوادث وإصابات مميتة يكون ضحاياها أشخاص أبرياء وفي الغالب أطفال صغار.