يواجه سكان حي ''فايزي'' ببلدية برج الكيفان شرق العاصمة، منذ أكثر من أسبوع، خطر تلوث المياه الصالحة للشرب بالمياه القذرة، الأمر الذي تسبب في ظهور حالات إسهال عديدة عند المواطنين، بعد أن أصبحت مياه الحنفية تميل إلى السواد ومحملة بروائح كريهة، ما صار ينبئ بوشك وقوع كارثة صحية في المنطقة. أحدثت قضية تلوث المياه الصالحة للشرب، بالمياه القذرة بحي فايزي حالة من الذعر والسخط لدى السكان، حيث لا يزال بعضهم يتوجس خطورة الإصابة بالأمراض الناجمة عن تلوث المياه، خاصة بعد ظهور حالات من الإسهال عند بعض المواطنين، فمنذ أكثر من أسبوع اكتشف السكان رائحة غريبة في مياه الحنفيات ليتم بعد ذلك تغير لون وطعم هذه المياه. وفي هذا الشأن أكد لنا العديد من سكان الحي، أن '' أغلب قنوات مياه الشرب في المنطقة لا تستجيب للمعايير الصحية، بسبب القرب الشديد لأنابيب مياه الشرب من قنوات صرف المياه القذرة ''، '' إضافة إلى قدم هذه الأنابيب التي أصابها الصدأ مع مرور السنين مما أدى إلى تآكلها. وكان سكان الحي في وقت سابق قد تقدموا بشكاوي لدى مصالح البلدية، لكن لم يتم الرد عليها، ومع تفاقم الوضع، استدعى الأمر تدخل المكتب البلدي للنظافة والتطهير، التابع لبرج الكيفان والممثل برئيسه مولود بن دوي الذي أكد لنا أنه ''تم إنجاز تقرير حول الوضع الطارئ، وقد سلم إلى مصالح ''سيال''، باعتبارها المؤسسة المكلفة بتسيير وتوزيع المياه على مستوى بلدية برج الكيفان''. حيث قامت أول أمس مصالح ''سيال'' بتوقيف تموين السكان بمياه الشروب في ستة عمارات، كإجراء احترازي مخافة من حدوث إصابات إسهال أخرى وسط السكان، وهذا بعدما قامت بأخذ عينات من مياه الحنفيات والتي أكدت نتائج التحاليل بعد ذلك عن وجود تلوث فعلي للمياه، ناجم عن تسربات مياه قذرة في قنوات المياه الصالحة للشرب، لتقوم مباشرة ذات المؤسسة ببدء عمليات الحفر للبحث عن موقع هذه التسربات. وفي نفس الوقت، اكتفت مصالح ''سيال'' بتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب عن طريق الصهاريج، بمعدل ثلاثة صهاريج بسعة ألفين لتر في اليوم الواحد، الأمر الذي اعتبره السكان غير كاف، حتى لإشباع حاجيات عمارة واحدة بهذه المادة الحيوية، بسبب الاستعمالات الواسعة للمياه في جميع ميادين الحياة، في حين تلجأ بعض العائلات الأخرى بجلب المياه من المناطق المجاورة، في انتظار أن يتم تصليح قنوات المياه ومعالجتها.