لا يزال سكان تفزيرت، خاصة قرى تسالست، الغرايب والعبلة، ذات الكثافة السكانية التي تقترب من 2500نسمة، والتابعة إداريا لبلدية تفزيرت بولاية تيزي وزو، يعانون الأمرين نتيجة المشاكل الكثيرة التي تعاني منها، خاصة النقص الفادح بالتزويد بالماء الشروب الذي يغيب عن حنفيات المواطنين، لأسابيع، كما أنهم يعيشون معاناة يومية مع محطة تصفية المياه القذرة المتواجدة بوسط مجمع سكاني كبير، إذ يضطر السكان -حسبهم- إلى غلق النوافذ وحرمان أبنائهم من الخروج إلى الحي، خاصة أيام العطل، وذلك خوفا من تأزم الأوضاع واستفحالها كون قرية تسالست تفتقر إلى قنوات الصرف الصحي، وهذا ما يزيد من تأزم الحالة السكان أكدوا في حديثهم، أن مشكل النقص في التزويد بالمياه الصالحة للشرب، المقدمة عبر الشبكات المنزلية، حول حياتهم إلى حياة بدائية، حيث يضطرون إلى البحث عن مصدر دائم للمياه الصالحة للشرب وذلك سواء بشراء المياه المعدنية من المحلات القريبة، أو باقتناء صهاريج المياه بأسعار ملتهبة، خاصة في فصل الصيف الذي يكثر فيه استعمال المياه في الحياة اليومية سواء للغسيل أو الطهي أو الشرب، ناهيك عن الطلب المتزايد في الحفلات والأعراس التي تعرفها المنطقة في موسم الاصطياف. أما فيما يتعلق بمياه الشبكة المنزلية، عند عودتها تحوم حولها العديد من الشكوك وتطرح الكثير من الأسئلة عن مدى صلاحيتها للاستعمال اليومي، نظرا للونها البني الداكن. ومن جهتهم تطرق السكان في حديثهم لجريدة البلاد إلى محطة تصفية المياه القذرة التي تتوسط القرى الثلاث السالفة الذكر ووسط التجمعات السكانية التي تضم حوالي 2500نسمة، بالإضافة إلى المشروع الذي هو قيد الإنجاز يقدر ب118 وحدة سكنية، الأمر الذي يهدد سلامة المواطنين بالإضافة إلى تلويث محيط هذه القرى، حيث تجاور هذه المحطة محطة أخرى هي محطة لتحلية مياه البحر، والمسافة بينهما لا تفوق 100متر، حسب تصريح السكان، ما يجعلهم متخوفين من اختلاط المياه القذرة بالمياه الصالحة للشرب، ما يجعل حياتهم في خطر مؤكد، كما يؤكد أحد كبار السن زيزداد تخوفنا عندما نرى تحول لون ماء الوادي إلى السوادس، حيث يتبادر إلى أذهانهم تسرب المياه القذرة، بالإضافة إلى ما وصفوه بمصنع الروائح الكريهة التي تنطلق من محطة تصفية المياه، وتزداد انتشارا خاصة في الأيام التي تعرف حرارة كبيرة، مثل هذه الأيام، مما يحرم أبناء المنطقة من التفسح في هذه المنطقة الجميلة، التي عاثت فيها هذه المحطة فسادا، حيث يلجأ السكان إلى المكيفات الهوائية للتقليل من الروائح الكريهة التي تنبعث من المحطة، وذلك آناء الليل وأطراف النهار، ما يكلفهم أموال طائلة، معلنين عن معاناة دامت أكثر من سنتين. كما لم ينس سكان القرية معاناتهم المتواصلة مع قنوات الصرف الصحي، التي تنعدم منذ فجر الاستقلال، وفي ظل هذا المشكل المطروح منذ عهد بعيد، اهتدى السكان إلى الحفر الصحي، الذي أصبح هو الآخر لا يفي بالغرض، نتيجة لطول المدة التي استعملت هذه الحفر الصحية، وهذا ما شوه أجمل الشواطئ السياحية بتفزيرت، هو شاطئ تسالست الذي يشهد إقبالا كبيرا للمصطافين، ولذا نطالب من منبر البلاد السلطات المحلية، لبلدية تفزيرت بالتدخل لتحويل محطة تصفية المياه القذرة، وإبعادها عن المجمع السكني.