استقبل أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كلا من رئيس مجلس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي قام بزيارة مقتضبة للجزائر يعتقد أن تكون التطورات الحادثة في غزة و إمكانية قيام الجزائر وقطر بوساطة بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين أهم المحاور التي تناولهما اللقاء . وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن الوفد القطري الذي حظي باستقبال من طرف رئيس الجمهورية قد وجد في انتظاره لدى وصوله مطار هواري بومدين الدولي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، وذلك دون أن تشير إلى أي معلومة عن فحوى المباحثات التي دارت بين الجانبين، إلا أن التوقع الكبير أن يكون ما حدث في غزة من خراب على يد الاحتلال الصهيوني ، والتطورات التي أعقبت ذلك بعد وقف إطلاق النار هو صلب الموضوع الذي دار بين الطرفين ، خاصة وان رئيس الوزراء القطري ستكون له اليوم وقفة بباريس حسبما أعلنته أمس الرئاسة الفرنسية التي قالت أن نيكولا ساركوزي سيستقبل رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني اليوم الاثنين، و ''أن اللقاء سيتناول العلاقات الثنائية بين الدولتين وعددا من الملفات الدولية، لاسيما الوضع في الشرق الأوسط ودارفور". وما يرجح أن يكون الوضع في غزة وراء قدوم الوفد القطري هو تتقارب نظرتا الجزائروالدوحة إلى كيفية معالجة الأوضاع في فلسطين، وهو ما ترجم في حضور الجزائر لقمة غزة التي احتضنتها العاصمة القطرية وعرفت الحضور الشخصي لرئيس الجمهورية الذي وصف قمة الدوحة بأنها قمة وقوف مع الضمير العربي ،وان عهد التنازلات لصالح الكيان العبري قد ولى ،وذلك في رسالة الشكر التي وجهها لأمير قطر عند مغادرته الدوحة متوجها إلى الكويت. وتأتي زيارة الوفد القطري إلى الجزائر في وقت تتعالي فيه الدعاوى الفلسطينية سواء من فتح أو حماس لعقد قمة تصالحية بينهما بالجزائر، منادين في الوقت ذاته بعودة الجزائر إلى لعب دورها في القضية الفلسطينية كما كان في السابق ، وذلك بالنظر إلى لموقفها الحيادي بخصوص ما يحدث بين الفصائل الفلسطينية ، إضافة إلى أن قدوم الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى الجزائر باتي في وقت أعلن فيه وزير الخارجية المصرية احمد أبو الغيط أن القاهرة عملت على إفشال قمة غرة بالدوحة، وفي وقت تسارع فيه كل من حماس وفتح إلى توسيع دائرة تحالفاتها الدولية ،حيث توجه أمس الرئيس محمود عباس إلى القاهرة للقاء مبارك ، في حين توجه رئيس المكتب السياسي لحماس إلى إيران ،وذلك وسط تهديدات إسرائيلية من طرف أيهود باراك وليفني بإعادة محرقة جديدة في غزة بعد الهزيمة التي تلقتها إسرائيل على أيدي عناصر المقاومة.