شهدت الأسواق الجزائرية في السنوات الأخيرة انتشارا منقطع النظير لتجارة الألبسة الشرعية النسائية التي تحاول تصميم موديلات متنوعة للحجاب تلبية لذوق النساء المحجبات نظرا لعددهن الكبير في مجتمعنا المحافظ، لهذا تعكف محلات بيع اللباس الشرعي في الجزائر على طرح - في كل مرة- نماذج جديدة من الجلابيب والفساتين والخمارات بمختلف الألوان والأنواع. لقد أدرك المستثمرون في مجال بيع الألبسة الجاهزة أهمية الاستثمار في السوق الجزائرية، كوننا بلدا تعيش فيه ملايين المحجبات، وهو الأمر الذي زاد من الحاجة إلى هذا النوع من اللباس، إذ عرفت الجزائر قفزة كبيرة في هذا المجال غطى الى حد كبير النقص الذي كان مطروحا في السنوات الماضية في مجال اللباس الشرعي حين كانت المرأة الجزائرية مضطرة إلى الاستنجاد بالمنتجات العربية ولو بأسعار باهظة أو بالخياطة. وهو المشكل الذي لم يعد مطروحا اليوم فمعظم محلات العاصمة كما في العديد من شوارع المدن الأخرى كشارع الأمير عبد القادر وديدوش مراد عرفت انتشار مثل هذه المحلاتٌ المتخصصة في بيع الألبسة الشرعية فقط والتي تتلاءم والتعاليم الإسلامية في مجتمعنا الجزائري رغم ما تتعرض له من انتقادات من طرف بعض المتشددين، وحسب أصحاب هذه المحلات المختصة فإن هذا النوع من السلع مطلوب بكثرة في السوق المحلية، خاصة في الآونة الأخيرة لارتفاع عدد النساء والفتيات اللواتي يرتدين الحجاب، وبالتالي فإن مثل هذه المحلات ضرورية في عصرنا الحالي حتى تغطي طلب الزبائن على مثل هذه الألبسة، ولذلك أصبحت تعج بمختلف الأزياء المحلية المحتشمة إلى جانب تصاميم حديثة تقوم بانجازها شركات مختلطة مع مؤسسات أزياء شرقية، سورية وفلسطينية، على وجه الخصوص، وهي التصاميم التي تلقى ترحيبا كبيرا لدى النساء والفتيات الجزائريات، وبتالي فان الطلب عليها في تزايد مستمر. وهذه أمينة واحدة من المحجبات اللواتي يفضلن اللباس المحتشم الفلسطيني المطرز كونها تراه الأنسب لها لأنه يجمع بين الأناقة والاحتشام .كما تتوفر فيه ميزتان أساسيتان في اللباس الشرعي وهي أن يكون طويلا وفضفاضا زيادة على أنه يحتوى على أكمام الطويلة وزركشة دقيقة ومتقنة تزيد من جماله، في حين ترى أحلام أن العباءة الخليجية هي الأمثل والأجمل كلباس في الشارع،كونها لا تظهر تفاصيل الجسم لأنها تغلق من خلال زرِّين اثنين في الغالب، أحدهما عند العنق والثاني عند الركبة وهذا ما يسمح بارتداء أي نوع من الألبسة تحت هذه العباءة سواء أكان بنطلون جينز أو تنورات أو فساتين أو أي لباس آخر دون أن يظهر. ويقول مراد أحد تجار محلات ''ساجدة'' في العاصمة إن الكثير من النساء يبحثن عن لباس يكون محتشما وأنيقا في الوقت نفسه كما يكون مسايرا للموضة، وذلك لحضور الحفلات والأعراس والمناسبات السعيدة. ولهذا تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن وجود هذه المحلات المتخصصة في تلبية الطلبات النسائية من مختلف الأزياء الشرعية، بات أمرا ضروريا ، لهذا فان تجارة اللباس الشرعي في الجزائر كللت بنجاح لا يوصف ولم يكن في تصور أكثر التجار الذين خاضوا هذا الميدان، حيث عرفت محلات ''ساجدة'' شهرة واسعة بين النساء الجزائريات رغم غلاء أسعارها الفاحش فلا يقل ثمن العباءة أو الحجاب عن 6 آلاف دينار جزائري وقد يصل ثمن الخمار إلى 500 دينار، أما عن ثمن طاقم مكون من قطعة عليا وتنورة طويلة فيصل إلى 10 آلاف دينار، وثمن المعطف مرفقا بسروال إلى 13 ألف دينار.