لم يعد البحث عن الملابس للخروج اليومي أو الفساتين الخاصة بالسهرات والحفلات والمناسبات الخاصة شيء يؤرق الفتاة المتحجبة فبعدما كانت تضطر معظمهن إلى اللجوء إلى الخياطات لوضع تصاميم تليق بهن أضحت اليوم تجد كل ما هن بصدد البحث عنه بالكم والكيف بفضل توفر معظم المحلات والأسواق على ملابس صممت خصيصا للمرأة والفتاة المتحجبة. إن المتجول في معظم شوارع العاصمة يلاحظ عرض المحلات أو الأسواق ألبسة بمختلف الأشكال والألوان والأحجام على عارضات خاصة بالفتاة المتحجبة وقد لاقت هذه الفكرة استحسان كبير وتجاوب للكثير من الفتيات والنساء اللواتي كن يعانين في فترة سابقة من نقص الموديلات والأزياء الخاصة بهن بدءا من الخمارات وصولا إلى باقي الألبسة. ملابس المتحجبات موضة تغزو الأسواق والمحلات في جولة استطلاعية قادت الحوار لبعض محلات وأسواق العاصمة استقصينا آراء بعض المواطنات وأصحاب المحلات حول هذه الظاهرة التي انتشرت بسرعة ولاقت تجاوب كبير واستحسان تقول السيدة مريم: ''إن وجود مثل هذه المحلات شيء إيجابي ومهم ففي فترة ماضية لم نكن نحظى بمثل هذه الخيارات فقد كان يقتصر لباس المتحجبة على موديل واحد وبسيط معروف لدى الكثيرات ممن ترتدين الحجاب فيكون على شكل فستان طويل وعريض بألوان داكنة كذلك هو الحال بالنسبة للخمارات فقد كانت على شكل مربع نوع قماشها ''لاكراب'' المعروف عند الجميع أما اليوم حقيقة نبقى حائرات أمام هذا الكم الهائل من الألبسة من معاطف وسراويل وتنورات ناهيك عن الخمارات التي أضحت على شكل شالات باهية الألوان مختلفة الأحجام وتوافقها الرأي ''أسماء'' التي تقول: ''لم تعد لدي أي شكلة مع اللباس كما في السابق فقد أصبحت أنسق في الألبسة وأغير في هندامي متى أشاء بفضل السلع المعروضة والمتواجدة بكثرة في الأسواق والمحلات أما الأسعار فهي في متناول الجميع خصوصا في الأسواق الشعبية''. من جهتها تقول ''نصيرة'' لقد انتزع لباس المتحجبة مكانته في خضم الألبسة النسائية الجاهز بعد سنوات من الغياب فالآن تجد الزبونة نفسها منذ الوهلة الأولى أمام محلات تتميز معروضاتها بالأصالة والجدة وتعرض اليوم بعد الآخر كل ما استجد في عالم الموضة الخاصة بهذا النوع من الأزياء من ألوان زاهية ومتناسقة ستستجيب لحاجيات كل الأذواق وبأثمنة تتناسب مع مختلف القدرات الشرائية''. عرض فساتين السهرة والعروس الخاصة بالمتحجبة وبيعها من طرف النساء يلقى رواجا كبيرا إلى جانب تخصيص أروقة خاصة لعرض ملابس للمتحجبات في معظم المحلات والأسواق الجزائرية عمد بعض أصحاب المحلات إلى تشغيل فتيات للقيام بعرض وبيع الألبسة خاصة الداخلية منها وتقول في هذا الخصوص وهيبة: ''أنا أؤيد فكرة عمل المرأة في هذا المجال مجال بيع الملابس بكافة أنواعها لأنه من الذوق والحشمة منح المرأة الفرصة الكاملة في التسوق، واختيار ما يناسبها من ملابس وأدوات التجميل دون أي إحراج. وفي نهاية المطاف البائعة ستتفهم أكثر وستلبي متطلباتي وتساعدني في اختيار ما يناسبني خصوصا وأنني متحجبة''. وفي نفس اليساق تقول نور الهدى: ''إن فكرة تخصيص ملابس للمرأة المتحجبة هي فكرة رائعة خاصة وأنها أزاحت عنا عناء الذهاب إلى شراء القماش والبحث عن خياطة ذات كفاءة وأخذ المقاسات والذهاب في كل مرة لعندها للسؤال عن اليوم الذي تنتهي من تجهيزه. كذلك لا يمكن أن ننسى دور بعض القنوات التلفزيونية العربية منها خاصة التي أسهمت في جعل مشاهديها من النساء يتاهفتن على هذا النوع من الألبسة فضلا عن عدد من مواقع شبكة الأنترنيت التي فتحت بعروضها المتتالية الباب للاطلاع على آخر صيحات الموضة وما تحمله من لمسات تعكس فنية المصمم العربي خصوصا.من جهة يقول ''صديق'' صاحب محل لبيع الألبسة: ''بصراحة بعد موجة ارتداء الفتيات من مختلف الأعمار للحجاب لم يعد يخلو أي محل من هذه الألبسة سواء يومية أو للسهرات فالمرأة أصبحت تملك الخيارات الكثيرة وبأثمان منابسة وقدرتها الشرائية فلم تعد مقيدة بموديل واحد كالسابق فيمكنك أن تتطلعي إلى حجم الشالات المعروضة بمختلف الألوان سواء اليومية أو الخاصة بالخرجات والمناسبات السعيدة فهناك فتيات تلتزمن بارتداء الحجاب حتى في الأعراس والأفراح ولهذا فنحن نعرض ملابس خاصة لهن بهذه المناسبات ناهيك عن الاكسسوارات التي تتماشى معها وتعرف إقبالا كبيرا فبغض النظر عن التباين في القدرة الشرائية فإن تعدد الواجهات المختصة في هذه الألبسة يساهم في الانفتاح على هذا النوع من الموضة التي تجاوز إشعاعها المدن الكبرى ليشمل المدن الصغيرة والقرى''.