شرعت هيئة الحوار والوساطة في مشاوراتها مع الأحزاب السياسية والمنظمات والمجتمع المدني بهدف التوصل إلى حلول للأزمة التي تعيشها الجزائر منذ ال 22 فيفري الماضي، واستهلت الهيئة لقاءاتها مع الأحزاب حيث كانت جبهة المستقبل أول الواصلين إلى طاولة الحوار، ليليها حزب طلائع الحريات الذي يترأسه علي بن فليس هذا الأخير الذي إلتقى أمس بفريق الحوار والوساطة وأكد على أهمية التعجيل في الرئاسيات وضرورة ذهاب حكومة الوزير الأول نور الدين بدوي، فيما تلتقي الهيئة اليوم برئيس حزب جيل جديد، سفيان جيلالي، فهل تتمكن مشاورات هيئة كريم يونس من إنهاء الأزمة؟. * خديجة قدوار * كريم يونس: ..هذه مواصفات رئيس الجزائر القادم يرى منسق الهيئة الوطنية للوساطة والحوار، كريم يونس، أن رئيس الجزائر القادم يجب أن يكون مستواه عالميا، مؤكدا عقب لقائه مع رئيس حزب طلائع الحريات، أن “الرئيس الشرعي الذي سيتم إنتخابه عبر الصندوق، ستكون أحد أبرز المهام المكلف بها هو العمل على تحسين مختلف الأوضاع والظروف السيئة التي تعيشها الجزائر”، كما تعهد منسق هيئة الحوار و الوساطة على أن الهيئة التي يشرف على إدارتها والتي تتكفل بإدارة الحوار الوطني الشامل تعمل بجهد من أجل تحقيق الهدف المنشود بتنظيم انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة، تفرز سلطة شرعية تحطى برضى الشعب. * بن فليس يؤكد على التسريع في الرئاسيات لحلحلة الأزمة أكد رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، اليوم، أن الاقتراع الرئاسي هو الطريق الأكثر واقعية والأقصر زمنا والأقل خطرا وكلفة للبلد في جميع الأصعدة، مشددا على تهيئة مناخ مساعد على نجاح الاقتراع بتبني تدابير الثقة والتهدئة ، وشدد بن فليس في ندوة صحفية عقب إجتماعه مع أعضاء هيئة الحوار والوساطة بمقر الحزب في العاصمة على ” رحيل الحكومة الحالية المعينة من طرف الرئيس المخلوع والتي أصبحت عاملا أساسيا في الانسداد الحالي، وحاجزا معطلا لإجراء هادئ وجدي للحوار الوطني ومعوق حقيقي للتسيير الحسن للشؤون العمومية، واستبدالها بحكومة كفاءات وطنية لتصريف الأعمال”، مؤكدا على تأسيس سلطة انتخابية مستقلة خاصة” تكلف بمجمل الصلاحيات المتعلقة بتحضير وتنظيم ومراقبة المسار الانتخابي الرئاسي، من مراجعة القوائم الانتخابية إلى الإعلان عن النتائج”، وتعديل التشريع الانتخابي الحالي لاستئصال بؤر التزوير وسد الثغرات و إعادة النظر في هيكلة تأطير المسار الانتخابي، ورفع المعوقات التي تعترض الخيار الحر للناخبين وضمان اقتراع نزيه و صحيح وشفاف، وقال:” إجراء انتخابات رئاسية وفق هذه الشروط من شأنها تمكين الشعب من ممارسة الصلاحيات التي يخولها له الدستور من خلال مادتيه7 و 8″. وبالمقابل رفض رئيس حزب طلائع الحريات إشراك أحزاب الموالاة التي أيدت العهدة الخامسة في الحوار الوطني، مبديا تمكسه الشديد بأرضية عين البنيان التي تفصل في هذه النقطة، وقال “أرضية عين بنيان واضحة وتبين أن مشاركة أحزاب الموالاة في الحوار الوطني سيتسبب في انسداد سياسي”. ودافع رئيس الحزب على منسق هيئة الحوار والوساطة كريم يونس، مؤكدا بأنه شخص كان ضد الفساد منذ العهدة الثانية للرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، وهذا الذي يجعله الشخص المناسب في المكان المناسب، نافيا بالمناسبة الأخبار التي روجت بأن يكون مرشحا للرئاسيات المقبلة، قائلا:” هكذا إن ترشحت سأكون مرشح النظام، يريدون حتى حرماني من حقوقي المدنية”، موضحا أن اللقاء الذي جمعه مع كريم يونس، تخلله نقاش حول 3 نقاط مهمة، وذلك بالقول” تحدثنا على ضرورة إجراء الحوار من أجل تسريع وتيرة إجراء الرئاسيات لأنها الحل الوحيد الذي يخرج الجزائر من الأزمة السياسية”. * هيئة كريم يونس تلتقي “جيجل جديد ” غدا تلتقي هيئة الحوار والوساطة غدا في إطار اللقاءات الماراطونية مع الأحزاب السياسية رئيس حزب جيل جديد، سفيان جيلالي، بمقر حزبه الكائن بمدينة زرالدة، وقال البيان :” ..مواصلة لجولات الحوار مع الأحزاب السياسية التي باشرتها الهيئة الوطنية للوساطة والحوار، تنهي إلى علمكم أنها ستلتقي الخميس 22 أوت 2019، رئيس حزب جيل جديد، الدكتور سفيان جيلالي، بمقر حزبه الكائن بمدينة زرالدة وذلك على00 15″. * نائب عن الجالية يحذر لجنة الحوار من “المحتالين” يرى النائب البرلماني عن الجالية الجزائرية بالخارج، نورالدين بلمداح، أن وجود هيئة الوساطة والحوار دليل على إخفاق الطبقة السياسية ، محذرا من إشراك محتالين كممثلين عن الجالية في الحوار الذي يشرف عليه كريم يونس، ودعا النائب عن الجالية إلى “الإسراع في تسطير خارطة الطريق تكون غايتها تحضير الظروف الملائمة لإنتخابات رئاسية في أقرب الآجال لأن الأزمة الإقتصادية بالجزائر تتفاقم يوما بعد يوم وإحتياطي الصرف يتهاوى بشكل مخيف”، وأوضح نور الدين بلمداح ،اليوم، في منشور له عبر صفحته الرسمية بشبكات التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” أنه “يتعين على هيئة الوساطة والحوار التي يشرف عليها كريم يونس ضرورة إعطاء قيمة للجالية الوطنية بالخارج والتواصل معها خاصة وأن الجزائر تملك خزانا من الكفاءات التي مارست مناصب سامية في الدول الغربية ولدينا جمعيات ومنظمات تظم آلاف المنخرطين وهم من كانوا يؤطرون الحراك بالخارج”. وأضاف النائب أنه ” كان لزاما على اللجنة إعطاء قيمة للجالية مثلا التواصل مع البروفيسور زرهوني الذي كان يسيّر الصحة بالولايات المتحدةالأمريكية أو البروفيسور صنهاجي والدكتور مليكشي وهؤلاء مزجوا بين العلم والسياسة وما أكثر كفاءاتنا التي مارست مناصب سامية في الدول الغربية ولدينا جمعيات ومنظمات تظم آلاف المنخرطين وهم من كانوا يؤطرون الحراك بالخارج وبالتالي فإن جاليتنا تعتبر نفسها مغيّبة تماما في هذه الهيئة لحد الساعة وتشجب أن يتم تمثيلها من طرف الرداءة”، مشيرا أن “وجود هذه الهيئة أصلا هو دليل إخفاق الطبقة السياسية بالجزائر فقد كانت لديهم الفرصة لعقد لقاء جامع بينهم يقدمون من خلاله مطالبهم للسلطة لإجراء إنتخابات رئاسية شفافة ونزيهة ولم يفعلوا ثم دعتهم رئاسة الدولة للحوار المباشر معها ولم تكن لأغلبهم الشجاعة في ذلك وهاهم الآن سيحاورون السلطة عن طريق وسيط وهي الهيئة الوطنية للوساطة والحوار”. * أغلب لجان الهيئة لم يمارسوا السياسة.. قال بلمداح إنه “لا يمكن لهيئة لها دور سياسي كبير وتشكيلة أغلب لجانها من أشخاص لم يمارسوا السياسة قط ويسمونهم زورا شخصيات وطنية رغم أننا طبعا لا ننفي أن الهيئة بها قامات محترمة مثل عمار بلحيمر والأستاذ سعيد مقدم وبوزيد لزهاري وغيرهم”، مؤكدا بالقول:” ..بالنسبة للجالية فالجميع تابع خروج جاليتنا حاملين العلم الوطني في كل الدول وكانوا يخرجون كل أسبوع ولم يتخلفوا عن ذلك حتى في درجات حرارة 25 تحت الصفر وبالتالي كان لزاما إشراك هؤلاء من جاليتنا والإستماع إليهم وبل بدل كل الجهود لإقناعهم بضرورة المشاركة رغم أنه ولا واحد من هؤلاء تم التواصل معه”. وأشار بلمداح أنه “لا يمكن إشراك الجميع فلا يمكن إشراك من هب ودب من جاليتنا فلدينا جمعيات وكفاءات ونخبة لها وزن وتأثير ولدينا أيضا الرداءة للأسف منهم بعض “النصابين” الذين يتفننون في التغليط وينصبون أنفسهم أوصياء على الجالية ومنهم حتى المسبوقين قضائيا وللأسف نجدهم حاضرين في بلاتوهات بعض القنوات وهم يملكون فقط ختم وإعتماد جمعية تم تأسيسها بثلاث أشخاص”. * لا يمكن أن نسمح “لعملاء” دول أجنبية إختراق الهيئة قال بلمداح إنه “عندما ترى جاليتنا محتالين يتم إستقبالهم وتعيينهم باللجان لسماع رأيهم في مستقبل البلاد فكيف سيكون رأيهم حول هذه الهيئة وأيّ أمل يبقى عندهم ؟!”، مبرزا أن”هؤلاء لن يفيدوا اللجنة في شيء ولن يقدموا أي إقتراح لأنه لا مستوى لهم ويسعون إلى الظهور الإعلامي و يقتاتون من النصب على جاليتنا وهنا أنصح الهيئة بمراجعة ذلك وتدارك هذه الأخطاء بشكل سريع بينما لم تقدم الدعوة لأيّ من الكفاءات والجمعيات التي لها مصداقية كبيرة لدى جاليتنا”، مقترحا :” أن تطلب السيرة الذاتية مسبقا وتتحرى جيّداً وبدقة نوعية الأشخاص الذين يتم إستقبالهم حتى لا تضرب مصداقيتها عرض الحائط لأن هذا لن يخدم أحدا طبعا”، قائلا “يمكنها التواصل مع مصالح الأمن ووزارة الخارجية وأنا أنصحهم بذلك ولا يجب أن يكون أي حرج في هذا لأن الأمر يتعلق بمصير الوطن ولا يمكن أن نسمح لعملاء دول أجنبية إختراق الهيئة ووزارة الخارجية لديها بنك معلومات حول جمعياتنا ونخبتنا بالخارج خاصة أن المشوار لا يزال شائكا وطويلا”، مثمنا بالمناسبة المجهودات الجبارة التي يقوم بها الجيش الوطني الشعبي والعدالة.