نأمل في بناء لبنان جديد يسع الجميع ،جو أصلان للاتحاد : فساد السياسيين و شح الدولار …أنهى اقتصاد لبنان نحن نعيش مخاضا مجمله امتداد لحالة القهر والظلم أي قرار خارجي في هذا الظرف سيكون ضد مصلحة لبنان لا يزال مستقبل الاقتصاد اللبناني غامضا في ظل اشتعال الغضب الشعبي على خلفية الانهيار المتواصل لليرة و تبدو الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان ماضية نحو المزيد من التعقيد، بحيث أصبحت الأسئلة الصعبة حول مستقبل الاستقرار في البلاد تتناسل باحثة عمن ينتشلها من أزمة بدأها انتشار فيروس كورونا، وأُضيفت إليها أزمة مالية خانقة. و في خضم هذا الطرح كان لجريدة "الاتحاد الجزائرية " حديث مع الناسط اللبناني في المجتمع المدني "جو أصلان" حديث حول ما يجري في عروس الشرق الأوسط "بيروت" . حاورته :رتيبة _عبديش الاتحاد : كيف تعامل لبنان حكومة و شعبا مع جائحة كورونا و ما مخلفات الازمة الصحية ؟ عشنا فترة صعبة للغاية ، بعد ان تم اغلاق البلاد لمدة ثلاثة أشهر لكل الانشطة الاقتصادية التجارية " محلات ، فنادق ، مدارس ، جامعات حتى العمل اذ ان هناك مؤسسات قللت عدد العمال ، ما ولد على البعض ازمة بطالة . الشعب كان واعيا و التزم بالحجر المنزلي وكل التدابير التي أعلنتها الحكومة والسلطة و ارشادات المجتمع المدني ووسائل الإعلام ،بيد ان الحكومة لم تقدم شيئا غير التعليمات و التوصيات ،اذ أنها لم تستطع تأمين ابسط متطلبات الحياة " الاكل ، او حتى معونات مالية للمتضررين من الحجر ، الشعب فقط من ساعد و احتوى بعضه البعض لمجابهة جائحة كورونا . الاتحاد : في ظل الجائحة و ارتفاع سعر الدولار هل يواجه لبنان خطر انهيار اقتصادي تام ؟ نعم لكورونا دور كبير في الانهيار الاقتصادي الذي نعيشه اليوم ، خاصة بعد تعليق كل النشاطات الاقتصادية و اغلاق المطارات و التعاملات و شح الدولار داخل المصارف العمومية ، و غلائه لدى الصرافين بالسوق السوداء ، اصبحنا في وقت أقصى طموح المواطن اللبناني تأمين خبزه، ودوائه. نعم لبنان اليوم اضحى يواجه انهيارا اقتصاديا تاما ، فرضته الأزمة الاقتصادية والمالية الأسوأ في تاريخه، بسبب الفساد الذي ظل ينخر في البلاد لعقود، مدمراً الحيوية الكبيرة التي يتمتع بها الشعب اللبناني ، بعد سرقة ونهب خيرات البلاد والمواطن البسيط ، ليبقى منبع العلل الأساسي في لبنان الفساد المستشري في إدارات الدولة كما في القطاع الخاص، وأحياناً كثيرة بتواطؤ بينهما، مقروناً بالطائفية التي رسّخها "اتفاق الطائف" مع ما يستتبعها من تقسيم للنفوذ وإنعاش للمحسوبيات، والانطلاق في إدارة شؤون البلد من ذهنية المصالح الضيقة والشخصية والمذهبية على حساب الصالح العام في شتى الشؤون والمجالات، ومن ضمنها كل ما يهم المواطن الذي يدفع في نهاية المطاف ثمن سوء الإدارة ومراكمة أعباء الدين العام، على خزينة الدولة المرهقة والقريبة من الإفلاس، في انتظار حدوث معجزة لاحياء اقتصاد وطننا من جديد . الاتحاد : الشارع اللبناني اليوم يعيش "مغاضا" من جراء تدني المستوى المعيشي وغلاء فاحش داخل اسواقه ،هل ستكون هناك انتفاضة جديدة بلبنان في هذا الظرف الحساس ؟ لانتفاضة لبنان المبدعة في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 قيم كثيرة، أولها إعادة تأكيد أن الجيل الجديد من الشبان والشابات يسعون لتغيير الوضع الراهن بوسائل سلمية بهدف بناء دولة مساءلة ومجتمع قادر على المراقبة. ما يقع في لبنان اليوم من مخاض هو في مجمله امتداد لحالة القهر والظلم الجالس و الفساد على كاهل كل مواطن لبناني ، يأمل في بناء لبنان جديد يسع الجميع ، بمختلف طوائفهم و معتقداتهم ، يحمل جميع آمالهم و أحلامهم المبنية على رؤية وطن بمبادئ قانونية ،ديمقراطية لترسم من جديد معالم بلد يحلم الجميع بزيارته . بعد ان صار فقط صورة خيالية ، اليوم لا أمل في التغيير بديل عن الثورة . الحديث عن صراع سياسي داخل الحكومة اللبنانية الى ما ترجح ذلك ؟ طبعا أكيد ، هناك صراعات داخلية بين وزراء الحكومة الجديدة ممن نصبوا بعد ثورة 17 أكتوبر و قيل لنا انهم مستقلون سياسيا و بعيدون كل البعد عن العمل و الانتماء الحزبي السياسي همهم الوحيد خدمة لبنان ، بيد أن حقيقة الأمر كشفت عن كي ذلك! اذ اتضح أن مجمل القرارات الصادرة عنهم تنبع من احزابهم .ليبقى الفساد مستمرا في ظل غياب حلول واضحة او خارطة طريق للخروج من هذا النفق المظلم ، الذي جملوه بوعود كاذبة بعيدة عن التجسيد بكلمات دائما ما كانت و لا تزال حبرا على ورق . الاتحاد : ما تعليقك على التدخلات الخارجية في ما يحدث بلبنان ؟ على الطبقة السياسية اليوم على ابقاء ما يحدث في لبنان شأنا داخليا و أن لا تسمح بتدخل أي حليف سياسي تابع لدولة أخرى ، من سيبني لبنان هو شعبه فقط ، لانريد اليوم أي قرار سياسي من الخارج. على السلطة العمل على ارجاع الثقة بينها و بين المواطن ، غير ذلك كل قرار خارجي سيخدم طرفه سياسيا على حساب مصلحة لبنان ، هذا البلد هو لكل لبناني مسيحي ،مسلم، سني ، شيعي . لا تريد تبعية اي بلد آخر نحن للبنان و لبنان لنا . الاتحاد : كلمة أخيرة مطالبنا و مطالب الثورة واضحة، تغيير كامل لنظام فاسد نخر و نهب خيرات "سويسرا" الشرق الأوسط .