زنا المحارم أو زنا الأقارب، هي القنبلة الموقوتة من داخل البيت،ظاهرة طفت إلى السطح مؤخرا لتنخر المجتمع الجزائري،وبالرغم من عدم وجود أرقام صحيحة لعدد حالات زنا الأقارب،و ما هو موجود منها لا يعبر عن حجم الكارثة لان ما خفي أعظم في مجتمع يحكمه العرف،باعتبارها من الطابوهات المسكوت عنها ارتأت يومية الاتحاد تسليط الضوء عليها،وتوقفت عند بعض القصص المؤثرة ومنها ما بقيت في طي الكتمان خوفا من الفصيحة. عندما يتجرد الأب من إنسانيته وينسى الخال والعم قرابته،ويجري الأخ وراء نزواته فلا يمكن أن نقول إلا أن القيم والأخلاق تلاشت وحل محلها الانحلال و الفساد،فلكم أن تتصوروا أبا يمارس المحظور على ابنته و يعاشرها مثل زوجته،فهذه ليست رواية لمسلسل تركي أو جزائري لكنها للآسف حقيقة دخلت بيوتا جزائرية بدون استئذان. جريمة اهتز لها عرش الرحمان المتهم فيها الأب و الضحية ابنته صاحبة الخامس عشر سنة، القاطنة في حي من أحياء العاصمة،هذه الأخيرة قررت أن تعاقب والدها على خطيئته حيث كشفت انه كان يعاشرها منذ أن كانت في العاشر من عمرها، وبعدها زوجها لصديق له في العقد الخامس،لم يكتف بهذا فبلل صافة لتدنيسه لعلاقة الأبوة التي تربط ابنته راح يزورها في بيتها ويمارس عليها شذوذه في منزلها إلى أن اكتشف الزوج المخدوع و طلب الطلاق، لتودع البنت شكوى ضد والدها الذي أنكر كل ذلك لدى وقوفه أمام المحكمة واتهم ابنته بفساد الخلاق. مثقف تجرد من الأخوة قصة رواها لنا احد المحامين بالعاصمة،شقيق كان يعاشر شقيقته،ورغم اكتشاف أمرها بعد حملها المفاجئ دون زواج إلا ان والدتها هددتها أن بلغت الشرطة بالطرد من المنزل،لتكتشف الفصيحة بع قتل المولود غير الشرعي لحظة ولادته بمشاركة شقيقها و أمها بعد التحريات اعترفت الأم بالجريمة لتعاقب عن جريمة قتل طفل حديث العهد بالولادة و شقيقها بجريمة زنا المحارم والمشاركة في القتل. وهكذا ويكشف الواقع بان العديد من قضايا زنا المحارم تبقى حبيسة جدران المنزل،وهذا خوفا من الفضيحة. خوفا من الفضيحة اختار ابغض الحلال عند الله ما حدث لزوج من العاصمة اكتشف أن زوجته تخونه مع شقيقه و خوفا من الفصيحة لجا إلى محام لرفع دعوى الطلاق ضد زوجته،ليتحمل مصاريف الدعوى وتعويض 15 مليون على الطلاق التعسفي لأنه لم يذكر السبب لقاضي المحكمة. نظرة المختصين الاجتماعيين ما يراه علماء الاجتماع أن لظاهرة زنا الحارم أسباب عديدة نفسية،أخلاقية،اقتصادية تلعب دورا هاما في انتشار مثل هذه الظواهر،كالفقر الذي يجعل العائلة تنام في غرفة واحدة،و مصاحب الفقر حالة من البطالة وتأخر سن الزواج،والشعور بالتعاسة والشقاء مما يجعل التمسك بالصفات الأخلاقية ضعيف جدا،إضافة إلى وجود عامل الإدمان على الكحول و المخدرات. وتلعب الضغوط البيئية والعائلية دور كبير في التقليل من هذه الظاهرة بإشباع أبنائهم بالعطف والحنان.