كشف المكلف بالإعلام بالنقابة الوطنية للصيادلة الخواص كريم مرغمي، أن كمية لقاح انفلونزا الموسمية التي استوردتها وزارة الصحة هذه السنة، غير كافية ولا تغطي الاحتياج الوطني، خاصة في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد. وفي هذا الصدد، أوضح مرغمي في تصريح خص به "الاتحاد"، أن الكمية المستوردة هذه السنة أقل من الكميات المعتمدة خلال السنوات الماضية، حيث تم توفير مليون وثمان مائة جرعة مقابل 3 ملايين جرعة خلال السنة الماضية، وهي كمية قليلة جدا لا تتوافق مع الطلب العادي فما بالك في موسم كورونا أين تضاعف الطلب بشكل لافت. وأورد المتحدث: "لدينا أزيد من مليونين وخمس مائة ألف مصاب بداء السكري يحتاج إلى لقاح الانفلونزا الموسمية، دون الحديث عن باقي المرضى على غرار مرضى القلب، الروماتيزم وأمراض السرطان وغيرها من الأمراض المزمنة، والامر الجديد هذه السنة، حتى المواطنين الأصحاء يطالبون بحقهم في الحصول على اللقاح، لكن للأسف الصيدليات تلقت كميات قليلة جدا لا تلبي احتياجات المرضى والمواطنين على حد سواء". وتابع مرغمي: "نحن كصيادلة اليوم نعيش مرحلة صعبة جدا في تسيير أزمة نقص اللقاح، حيث أن معظم الصيدليات تفتقر للقاح، وفي نفس الوقت هناك العديد من المواطنين الذين يطلبون اللقاح ولم نجد تفسيرات نقدمها لهم". وفي هذا الإطار، أشار المكلف بالإعلام في نقابة الصيادلة، أن وزارة الصحة وعدت باستيراد دفعة ثانية من لقاح الأنفلونزا الموسمية، بحلول نهاية شهر ديسمبر أو بداية شهر جانفي المقبل. * "سعر اللقاح تضاعف هذه السنة أكثر من 100 بالمائة" وفيما يخص السعر الباهظ للقاح الأنفلونزا الموسمية هذه السنة، أوضح المتحدث، أنه تضاعف أكثر من 100 بالمائة، حيث لم يتجاوز سعر الجرعة الواحدة العام الماضي ال 600 دينار جزائري، فيما استقر هذه السنة في حدود ال 1400 دينار جزائري، وهذا راجع أساسا إلى ان لقاح هذه السنة يختلف عن لقاح السنة الماضية، حيث انه لقاح رباعي ونجاعته تفوق نجاعة لقاح الموسم الماضي، إضافة إلى أن الطلب العالمي المتزايد على اللقاح بالتزامن مع وباء كورونا بطبيعة الحال جعل السعر يتضاعف. وفي هذا الشأن، قال مرغمي: "ارتفاع سعر اللقاح أرهق كاهل المواطن والمريض بصفة خاصة، بالنظر إلى عدم تعويضه من طرف صناديق الضمان الاجتماعي، إذ لم يتم إدراجه إلى غاية اليوم في قائمة الأدوية التي يمكن تعويضها من خلال تطبيق الشفاء الخاص بصناديق الضمان الاجتماعي، فمعظم المواطنين والمرضى يجدون أنفسهم مجبرين على اقتنائه من مالهم الخاص رغم ارتفاع سعره". وتجدر الإشارة إلى أن هناك دراسات جديدة أكدت أن الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمي قد يوفر الحماية الحيوية ضد مرض كوفيد -19، الناتج عن فيروس كورونا المستجد، وهذا ما يفسر زيادة الطلب على اللقاح خلال هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية.