سينتظر المواطنون في الجزائر أسابيع أخرى إضافية للتلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية، بسبب تأخر وصول الكميات من اللقاح المضاد إلى الصيدليات التي كانت في وقت سابق تلجأ إلى الإشهار لتوفرها على اللقاح بغية تسويق الكميات المتوفرة منه لديها، لتنقلب الآية هذه السنة ويتحول المواطن إلى طالب، وملح في طلبه، على اللقاح المفقود في الصيدليات، باستثناء المليون جرعة التي تم توزيعها على المستشفيات العمومية· كشفت مصادر عليمة ل''الفجر'' أن اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية غائب هذه المرة على مستوى الصيدليات، عكس السنوات الماضية التي كانت فيها الصيدليات تعرض اللقاح على المواطنين مثلما جرت عليه العادة نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر، إلا أنه ولحد الآن لم تصل الكميات اللازمة إلى الصيدليات· وتضيف نفس المصادر أن المليون جرعة التي وصلت ووزعت على المؤسسات الاستشفائية العمومية لن تكفي لحماية المواطنين، الذين اعتادوا على التزود به على مستوى الصيدليات، ومن شأن ذلك أن تكون له تأثيرات وخيمة على الصحة العمومية، حيث تشير ذات المصادر إلى تسجيل حالات متزايدة من فيروس الأنفلونزا المصحوب بحمى شديدة وسعال حاد، على المستوى الوطني· وعجز الأطباء على مستوى المؤسسات الاستشفائية العمومية على التكفل بالحالات المتزايدة من المصابين، خصوصا المسنين منهم وذوي الأمراض المزمنة، بسبب قلة الكمية الموزعة على المستشفيات، وانعدامها أساسا على مستوى الصيدليات نتيجة تأخر وصول الكميات المستوردة· وتؤكد مصادرنا أن موزعي الأدوية على المستوى الوطني اتصلوا مؤخرا عدة مرات بمعهد باستور للاستفسار عن تأخر وصول اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية، إلا أن هؤلاء لم يحصلوا على إجابات مقنعة عن سبب تأخر اللقاح، أو حتى عن تاريخ توزيعه على الصيدليات· وقالت مصادرنا إن تأخر حماية المواطنين من فيروس الأنفلونزا الموسمية (الزكام) ستكون له آثار جانبية، وتفشي العدوى بين السكان والعائلات سيكون بسرعة لن يمكن التحكم فيها خلال الأيام القليلة القادمة، في الوقت الذي شرعت فيه الصيدليات بفرنسا في تلقيح السكان من الفيروس منذ 25 سبتمبر الماضي· وقال أطباء وصيادلة ل''الفجر'' إنه حتى عندما يصل اللقاح، ولو متأخرا، ستكون الأولوية حسب برنامج وزارة الصحة للحجاج وأصحاب الأمراض المزمنة، فيما سينتظر المواطنون دورهم في أيام تالية، وربما لأسابيع أخرى· وأكد عدد من الصيادلة أن انعدام هذا اللقاح يقابله حاليا إقبال كبير للمواطنين على اقتناء هذا الدواء، خاصة بعد تسجيل تغييرات مناخية من يوم لآخر، وفي هذا الشأن أكد أحد الصيادلة أنه استقبل خلال الأسبوع الأخير ما يقارب 100 طلب على اللقاح، لكنه في كل مرة يؤكد للزبائن بأنه غير متوفر، ويستوجب عليهم الانتظار· وتؤكد مصادرنا أن الجزائر تتأخر سنويا في استيراد اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية عكس الدول الأخرى، لكن هذا الموسم طال التأخر بحيث يمكن أن تحدث كارثة صحية يصعب التحكم فيها· وفي هذا السياق، أشارت ذات المصادر إلى أن فيروس الأنفلونزا يتغير من موسم لآخر، غير أن وزارة الصحة تستورد في كل موسم نفس اللقاح، ما يجعله عديم المفعول، حيث لا يعطي أي تقدم في معالجة المرضى· وتساءلت مصادرنا عن نوعية اللقاحات التي تستوردها الجزائر، فرغم كون اللقاح المذكور تستورده الجزائر من فرنسا وأن الفيروس الذي يصيب الجزائريين ليس نفسه ذلك الذي يصيب أجناسا أخرى في بلدان أخرى، إلا أن الجزائر ومؤسساتها العمومية المتخصصة في الصحة لا تملك دراسات جادة عن نوع الفيروس الذي يصيب المواطنين كل موسم، وبالتالي تقع الوصاية كل مرة في خطإ استيراد لقاحات مضادة للأنفلونزا عديمة المفعول· وقال نفس المتحدث إن مرض الزكام لدى الأشخاص المسنين الذين تتجاوز أعمارهم ال60 سنة من شأنه أن يشكل خطرا كبيرا على صحتهم، باعتبار أن جهاز المناعة لديهم ليس بنفس القوة عند الشباب وصغار السن، وهو ما قد يضاعف من خطر الإصابة ويجعلها أكثر خطورة· ونفس المشكل نجده عند الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل القلب والقصور الكلوي والمصابين بأمراض تنفسية ومرضى السكري سواء منهم الشباب أو كبار السن·