تعرف صيدليات العاصمة، على غرار الصيدليات الموزعة عبر مختلف ولايات الوطن على غير عادتها وقبل حلول فصل الشتاء غيابا كليا للقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية، حيث تفاجأ المواطنون الراغبون في اقتناء هذا النوع من اللقاحات قبل حلول فصل الشتاء بعدم توفرها على مستوى الصيدليات وحتى بعض المؤسسات العمومية. وحسب مصدر طبي مطلع فإن من بين المليون و3 آلاف جرعة لقاح مقررة للاستيراد لم يتم استلام سوى 400 ألف جرعة. كما غابت الحملات التي تميزت بها السنوات الأخيرة القليلة الماضية والداعية إلى ضرورة تلقيح بعض الفئات في المجتمع كالمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة والأطفال ضد الأنفلونزا الموسمية. ورغم طمأنة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد سعيد بركات، على هامش جلسة طرح الأسئلة الشفهية على أعضاء الحكومة بالمجلس الشعبي الوطني الخميس الماضي، بتوفر اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية، إلا أن هذا التوفر لا يشمل في الوقت الحالي سوى بعض المراكز الصحية العمومية والمستشفيات وبكمية قليلة مقارنة بالسنة الماضية، التي كان خلالها اللقاح في متناول كل من يريد اقتناءه. وأثار قلق العديد من المواطنين ممن اعتادوا تعاطي هذا اللقاح مرور الأجل الأمثل المحدد للتلقيح وهو منتصف شهر سبتمبر، حيث تساءل هؤلاء وعلى الخصوص المصابين بالأمراض المزمنة والمسنين عن جدوى التلقيح وشهر أكتوبر يوشك على الانتهاء ليحل محله شهر نوفمبر ثم ديسمبر اللذاين يشهدان انتشارا واسعا لفيروس الأنفلونزا الموسمية، وكانت وزارة الصحة قد قررت بالنسبة لهذه السنة توفير اللقاح على مستوى مراكز الصحة العمومية فقط الأمر الذي يفسر غيابه من على رفوف الصيدليات. ومن جهة أخرى، أكدت مصادر طبية مطلعة ل"المساء" أنه من بين مليون و3 ألف جرعة، الممثلة لطلبية الجزائر لعام 2009 من اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية، لم يتم إستلام سوى 400 ألف جرعة لحد الآن، رغم قرب انتهاء شهر أكتوبر. وكان خبراء مختصون في الوقاية الوبائية تابعون لوزارة الصحة اقترحوا على وزير الصحة تخصيص كميات من اللقاح الأحادي "الذي يحوي جرعة واحدة مع توفر آخر يحوي عديد الجرعات" لأصحاب الصيدليات، وهو ما تم التعامل به على مدى السنوات الثلاث الماضية، خاصة أنه قابل للتعويض، وهو الاقتراح الذي لم يتم العمل به، واستغرب الخبراء قرار تحديد الكمية المستوردة من اللقاح الخاص بالأنفلونزا الفصلية بدافع اقتصادي، مؤكدين أن حالات الأنفلونزا المسجلة كل سنة خلال موسم الشتاء تكلف صندوق التأمينات الاجتماعية "كناس" أموالا كبيرة، علما أن نسبة ضحايا الأنفلونزا الموسمية تعتبر أكبر بكثير من ضحايا أنفلونزا الخنازير.