يبعث وضع الصحافة الجزائرية في الوقت الراهن على الأسف، فبعد قرابة ثلاثة عقود من صحافة "السلطة" في الحزب الواحد، فتح هامش للحرية و مضيق للتعددية الإعلامية في سنة 1989. يرى متتبعون أن الصحافة الجزائرية بكل أنواعها سواء المكتوبة أو المسموعة و حتى المرئية، أضحت تميزها صفة "الجافة" بسبب تجريدها من الرسالة الإعلامية و اعتماد الصحفيين مع الأسف على الثقافة الجديدة و المتمثلة في "النسخ و اللصق" اعتقادا منهم أن هذا ما تستدعيه الممارسة الإعلامية، و بالمقابل لا يكترث البعض لعواقب تهديم الإعلام بدل بنائه و تطويره بعد أن أصبح مطلبا شعبيا لا يقل أهمية عن "الخبز". و الغريب في الأمر أن الصحفيين الجزائريين الآن لا يهتمون كثيرا بمصير الصحافة الجزائرية و لا يعملون على تطويرها و لا إخراجها من دائرة البؤس و الفقر الفكري مع الأسف، فشتان بين ما عرفوا ب"الصحافيون الناطقون باسم النظام" وبين ما يوصفون ب"صحافة السلخ و اللصق" علما أن هؤلاء الجدد يحرصون بشدة عن توقيع مقالات منقولة ب"أخطائها" أحيانا بأسمائهم و يحتجون في حالة حذف أسمائهم من المقالات "المسلوخة".