أكد المقدم بن شهاب محمد أن الجزائر مازالت بعيدة عن التحول إلى بلد منتج للمخدرات مؤكدا أن زراعة الحشيش المنوم في تراجع مستمر منذ 2007 بعد اكتشاف41 هكتار من المساحات المزروعة في ولاية أدار والولايات الأخرى. وأشار إلى أن ترويج واستهلاك المخدرات يعد من إحدى المشاكل الكبرى في كل دول العالم والتي باتت هاجسا مزعجا ومرهقا يهدد الأجيال المعاصرة من الشباب وحذر من مدى خطورتها على الشباب. وبلغت الأرقام قدم المتحدث في اللقاء البرلماني الذي نظم أمس بالمجلس الشعبي الوطني إحصائيات قائلا :" أنه تمت معالجة 2553 قضية حول حيازة بلغت 80 بالمائة من المخدرات في عام 2012 ،أما المخدرات الصلبة فقد حجزت وحدات الأمن 165 كلغ من الكوكايين من الخارج و232 قضية في الأقراص الهلوسة حيث تم حجز 65500 قرص مهلوس. وأضاف أنه بعد الاستقرار الحدودي التي شهدته المنطقة الشمالية الغربية خلال سنتي2010/2011 أصبح المحور المفضل للمهربين باتجاه الشرق الأوسط وأوروبا ولكن بعد تضييق الخناق ونشوب النزاعات في دول الساحل في الحدود الجنوبية أدى بالشبكات التي تنشط في تجارة المخدرات للرجوع إلى النشاط عبر منطقة الجنوب الغربي. ففي سنة 2010 تم حجز 83 بالمائة أي أكثر من 14 طن من المخدرات على السواحل الحدودية . وفي سنة 2011 لوحظ نقص ب99.6 بالمائة وتم حجز أكثر من 31 طن . وواصل في السياق نفسه أنه خلال 2012 سجل انخفاض قدر ب 62.20 بالمائة وتم حجز 15 أطنان وفي الثلاثي 2013 وأفاد أنه سجل انخفاض ب3.37 بالمائة من محجوزات التي تمت عن طريق الحدود.فيما سجلت المحاور الداخلية تزايد ب10 أطنان اي62 بالمائة وتم حجز 36 طن في 2012. أما محور البحر تبقى ضعيفة مقارنة بالمحاور الحدودية. وأشار أن الأمور التي تمت ملاحظتها هي أن هناك ميول كبير لاستهلاك المهلوسات لقلة تكاليفها وطريقة البيع غير الشرعية وسهولة الحصول عليها بالوصفات الطبية وتواطئ العاملين في الصيدليات وسهولة تزوير الوصفات الطبية واستهلاك كبير في أوساط الشباب . أما عن دوريات الوحدات فقد قدرت ب56.54 بالمائة عن طريق تنفيذ السدود وشكاوي وحالة تلبس وتم ضبط 21.76بالمائة في إشارة إلى أن أهم فئة معرضة للتعاطي والغالبة هي 18من إلى 30 سنة والفئة التي تليها 30و40 سنة وأكثر من 40 سنة وتورط فئة القصر ب 2.38 بالمائة اقل من 18 سنة بالنسبة للأشخاص المتورطين بدون مهنة 42.13 بالمائة تليها فئة العمال اليومي 27.83 بالمائة أما فئة الطلبة 6 بالمائة. وقال خياطي مصطفى رئيس جمعية فوروم الطفل ل"الاتحاد" أن عدد القضايا المرتبطة بالمخدرات بلغ 818 ألف قضية و أن كمية المحجوزات في 2012 بلغت 153 طن وأرجح أن الكمية قد تكون أكثر مشيرا إلى أن هذا اليوم البرلماني جاء لطرح الاشكالة على ممثلي الشعب لإعادة النظر في قانون 2008 والمخطط الرباعي الذي أعطى لقطاع الصحة أهمية كبيرة ولكن شدد على ضرورة إعادة تعديلها حسب المستجدات الجديدة . خاصة وان الفئة المهددة هي فئة الشباب وطالب بإيجاد برامج للتكفل بالوقت الضائع كون أن الشاب في ذلك الوقت يلجأ إلى المخدرات لذا يجب تفعيل العمل الجمعوي ودعم السلطات المحلية والمدارس والجمعيات والإحياء لمكافحة المخدرات . "نعمل على تكوين وسطاء لمساعدة المدمنيين على المخدرات " قال خالد بن تركي مدير جمعية مستقبل الشباب أن ظاهرة الإدمان هي ظاهرة خطيرة وتفشت كثيرا في الآونة الأخيرة رغم الجهود المبذولة من طرف الأمن والدرك الوطنيين والجمارك لمكافحة المخدرات دون إهمال دور الحركة الجمعوية والمجتمع المدني كون ان العادة دخيلة على المجتمع والتي ليست من التقاليد اذ بعد ان كانت الجزائر منطقة عبور أصبحت منطقة استهلاك واستفحلت الظاهرة كثيرا وجمعية مستقبل الشباب تنشط ضمن العمل الجمعوي وتلعب دور على مستوى المساهمة بالتحسيس بخطورة الظاهرة ومحاربة آفة العصر وإبراز المخاطر المترتبة عنها وأكد أن الجمعية تبذل مجهودات وقال أن دور الجمعية يتمثل في توعية الشباب بمدى خطورة المخدرات وتأثيرها السلبية على حياته وتنمية روح المسؤولية لدى الشباب من خلال التوعية كما قال أن الجمعية تعمل على تكوين وسطاء اجتماعيين وتكوينهم على كيفية وأساليب الاتصال ليلعبوا دور الوسيط في المجتمع بالاشتراك مع خلية الإصغاء . للإشارة فان جمعية مستقبل الشباب جمعية شبانية محلية ذات طابع اجتماعي تأسست سنة 2001 وتنشط على مستوى ولاية الجزائر.