سايح يؤكد: استهلاك المخدرات القوية بدأ يغزو أسواقنا أوضح الإطار في الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها عيسى قاسمي، أمس، خلال ملتقى تكويني حول إعداد المشاريع الخاصة بالوقاية من المخدرات لفائدة الإطارات العاملة بالجمعيات، أن الركود الاقتصادي وظهور بوادر التدمر الاجتماعي ودوامة العنف، هي عوامل أدت إلى تفاقم مختلف الآفات، منها المخدرات التي اعتبرها خطرا حقيقيا انتشر بسرعة، بدليل ارتفاع نسبة المحجوزات من القنب الهندي ب 100 بالمئة بين 2002 و2004، وأضاف أن جزء كبيرا من الانتاج المغربي للقنب الهندي يمر عبر الموانئ الجزائرية الرئيسية باتجاه أوروباو وأن الكميات الموجهة إلى دول أوروبية تقدر ب 73.87 بالمئة، في حين 26.13 بالمئة توجه للاستهلاك المحلي. وأوضح قاسمي أن أنواع المخدرات الأكثر انتشارا في الجزائر هي القنب الهندي والمؤثرات العقلية، مؤكدا بهذه المناسبة على أهمية التجنيد الواسع على جميع المستويات، خاصة بعد تحوّل الجزائر من منطقة عبور إلى منطقة استهلاك. وأوضح السيد قاسمي أن "طريق التهريب المفضل" هو الحدود المغربية، إضافة إلى البيض والنعامة وورڤلة والوادي، مبرزا أن 48 بالمئة من تهريب المخدرات يتم غرب الوطن. وأشار في هذا الصدد إلى وجود علاقة وثيقة بين شبكات التهريب الوطنية وشبكات التهريب الدولية، المتخصصة في الجريمة المنظمة العابرة للأوطان. وكما قدم إحصائيات لكميات القنب الهندي المحجوزة منذ 1992 إلى 2008، إذ تم حجز مجموع 116.4 طن، مسجلا أن سنة 1999 عرفت حجز 4.4 طنا وسنة 2004 ما يعادل 12.3 طنا وسنة 2007 كمية قدرت ب 16.5 طن، أما سنة 2008 فتم حجز أكثر من 38 طنا. وتم حجز خلال سنة 2008 أكثر من 716 غرام من الكوكايين و54 غراما من الكراك و381 غرام من الهيروين، إلى جانب المؤثرات العقلية. وبخصوص القضايا المقدمة أمام العدالة والخاصة بالمخدرات، فأكد المسؤول بذات الديوان خلال مداخلته بالملتقى أن المحاضر أثبتت أن فئة الشباب البلغ سنهم بين 18 و25 سنة هم المعنيون أكثر بنسبة 43.11 من مجموع القضايا البالغ عددها 832 86 قضية مسجلة من سنة 1994 إلى 2004. ومن جهته، دعا المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، عبد المالك سايح، المجتمع المدني إلى المساهمة في التصدي لانتشار المخدرات والتحسيس حول خطورتها، وأضاف سايح خلال ملتقى التكويني الذي يدوم ثلاثة أيام أن ظاهرة المخدرات "أصبحت تعرف من يوم إلى آخر تزايدا مخيفا، سواء من حيث الاتجار أو الاستهلاك"، وبالتالي "أصبح دور الجمعيات أساسيا في المشاركة في مكافحتها"، وأكد أن "استهلاك المخدرات القوية مثل الكوكايين من طرف الشباب، بدأ يعرف رواجا ويغزو أسواقنا".