انفصال الأبوين قاسم مشترك بين مدمنات المخدرات تقول"مريم" طالبة جامعية حول الموضوع: إنها وجدت نفسها مدمنة بهذه السموم،بعد أن كابدت مرارة الوحدة والضياع وبعد أن وجدت نفسها وحيدة في البيت بعد انفصال الأبوين وتزوج كل منهما مرة أخرى، صحيح كل منهما حاول أن يغدق الأموال عليها ولكن لم تكن تحتاج إلى الأموال بقدر احتياجها إلى الحب والحنان والدفء الأسرى فلم تجد أمامها إلا حياة الضياع والمخدرات والتعلق بعالم كل شيء فيه متاح ومباح!. وتضيف "مروة" من القبة، و التي بدت شاحبة وأكبر بكثير من أعوامها ال 19 وتعانى من عدم التركيز.. سبب إدمان الكثير من الفتيات هو الانضمام إلى مجموعة من الأصدقاء فضل أعضاؤها الهروب من الواقع كل بطريقته الخاصة ،ولكن يجمع بينهم جميعاً الضياع الأسري..مثل الخلافات بين الأب والأم أو أنانيتهما، أو سفرهما إلى الخارج أو انشغالهما بتحقيق مصالح مادية و بعضهم لا يدرى عن ابنه أو ابنته شيئاً ولا يحاول أن يوفر له شيئاً أكثر من النقود التي يدفعها أساساً كثمن لأنانيته وللتكفير عن ذنب إهماله لهذا الابن أو تلك البنت. علاقات عاطفية تجر فتيات إلى الإدمان أما وردة من العاصمة،فتعترف أن هناك قصة عاطفية وراء إدمانها وعشقها للمخدرات، ولذلك فهي لا تعد أحداً بنيتها في محاولة الإقلاع والشفاء، من مرض الإدمان وتقول إنها تنتمي إلى عائلة ميسورة الحال،ولكنها تعرفت على الشاب الذي اكتشف بعد مرور مدة من العلاقة أنه مدمن و الطبيعي أنها ستحاول إنقاذه من الإدمان ولكن الذي حدث هو العكس، لأنه استطاع أن يجرفها معه إلى التيار نفسه فتصبح هي الأخرى مدمنة، ولكن من نوع أشد وطأة إلى درجة أن أهلها الذين اكتشفوا المصيبة حاولوا علاجها وأدخلوها إلى المصحات النفسية ،ولكن من دون فائدة فقد تحولت إلى عاشقة كما تقول لكل أنواع المخدرات في الوقت الذي هجرها فيه هذا الشاب الذي كان السبب في سقوطها في بئر الضياع! من جهة أخرى قالت الشابة "لمياء"، أن والدتها هي التي دفعتها إلى طريق الإدمان لأنها دللتها أكثر مما يجب وحاولت أن تصنع منها البنت التي تحظى بزوج يتناسب مع طموحات أمها في مصاهرة عائلة تتفاخر بها، ووجدت الطريق الأمثل بترك الحبل على الغارب لابنتها لكي تتعرف على شباب وتخرج معهم بمفردها دون أن تحاول الأم مراقبة تصرفات ابنتها ،حتى اكتشفت المصيبة ولكن متأخر جدا! هذه الأم أيضا كانت السبب في انحراف ابنتها، لأنها هي أيضا كانت منحرفة ومدمنة والمشكلة تبدو شديدة الصعوبة عندما تكون الأم والبنت أصحاب هدف واحد هو الإدمان والانحراف والانحلال، لأن معناه ضياع قيمه ومعنى الأمومة التي تتحول إلى مجرد لقب. البنات متفوقات في طرق جلب المخدرات أما عن المصادر التي يجلبن منها المخدرات فقالت إحدى المدمنات : إنها جربت معظمها من أول الحبوب المخدرة إلى الحشيش والبانجو إلى الهيروين، وهى لا تجد صعوبة في الحصول على الأدوية التي تحتوى على مواد مخدرة ،ولكن في الحشيش أو أنواع المزاج الأخرى فعادة تعتمد البنت على صديقها ولكن هناك بنات قليلات يعرفن أيضا الطريق ويكون التفاهم عبر شفرات أو رموز عن طريق الهاتف ،هذه الشفرات تحدد الاتفاق على الكمية وطريقة التسليم ولكن الشباب طبعاً أعلم بهذه المسألة . وقالت "هدى" من العاصمة، أن بعض البنات أصبحن اشطر من الأولاد في طرق جلب المخدر وضربه وتنظيم جلسات تعاطي المزاج، وهذه الجلسات تنظم على أساس نوعية المخدر وعلى قدر الاموال، فإذا كانت هذه الأخيرة متوفرة فيمكن أن تكون الجلسة فيها هيروين مثلا أو كوكايين أو عدة أنواع من المخدرات، أما إذا كانت المال غير متوفر، فيمكن اللجوء إلى أي مخدر آخر مثل بعض الأقراص المخدرة التي يمكن طحنها وتحويلها إلى بودرة ثم يتم تسطيرها يعنى تنظيمها على هيئة سطور ويبدأ الشم بالدور. رعاية الأولياء تقي الأبناء من وباء الإدمان أما السيد نور الدين قال في الموضوع: إنه نجح في علاج ابنته التي كانت تعيش مع أمها بعد انفصالهما وقال: إنه عاش لحظات عصيبة وأنه جرب الحلول كافة معها مثل إدخالها أرقى المصحات واضطراره أحيانا إلى إعطائها جرعة من المخدر نفسه التي تعودته لمواجهة آثار انسحاب المخدر من جسمها، وأحيانا ضربها بعد وصوله إلى درجات من اليأس وأن ابنته تحسنت كثيراً ولكن يحاول أن يحيطها بجميع أنواع الرعاية والاهتمام حتى لا تعود إلى المخدر. المشاكل الاجتماعية تزيد من انتشار وباء الإدمان لاحظت الأخصائية النفسانية ركيبة.ف في اتصال ل"الاتحاد"،أن بعض الفتيات اللاتي أدمن يتمتعن بقدر معقول من الاستقرار الأسري وارتفاع المستوى الاجتماعي، وأنهن ربما واجهن مشاكل ووجدن من يشجعهن على الهروب من هذه المشكلات البسيطة التي تعالج بالتوجيه والنصح إلى الإدمان مشيرة إلى أن العلاج يعتمد على التدريب النفسي ومحاولة تحقيق لذة أو متعة بديلة لهذه المتعة ،سواء بالرحلات إلى أماكن ترفيهية يصعب فيها الحصول على المخدر أو الانخراط في أنشطة ثقافية أو فنية أو تشجيعها على ممارسة الهوايات أو عزلها داخل المصحة أو البيت إن أمكن وكانت ظروف البيت تسمح بتلقي العلاج وإعطائها العلاج النفسي وبعض الأدوية التي تعالج أعراض انسحاب المخدر من الجسم. وتؤكد ذات الأخصائية أن العامل الأكثر أهمية بالنسبة للفتيات بالذات هو تلقيهن العلاج في إطار أسري فلابد من تضافر جهود العائلة كلها لكي تتخطى ابنتها هذه المحنة، أما إذا كانت العائلة نفسها غائبة أو مفككة، فمعنى ذلك أن الأمل في العلاج سيكون ضعيفا للغاية. وتقول إنه مع تفضيلنا لعزل المدمن أو المدمنة في البيت وأنه يكون تحت الرقابة التامة إلا أننا لابد من إشعاره بقدر من الحرية وقدر أكبر من الثقة، ونحاول أن نغريه بالاتصال بنا في حالة إحساسه بالنوبة التي تجتاحه عندما يشعر بحاجته إلى التعاطي والهدف من ذلك هو إشعاره أن هناك من يساعده على تخطى هذه الحالة أو إشغاله حتى تمر. علاج الفتيات من الإدمان في غاية الصعوبة و أضاف احد الأخصائيين النفسانيين أن أكثر الحبوب التي تفضلها الفتيات أو الشبان عموماً حالياً هي حبوب النشوة، لأنها تعطيهم قدراً هائلاً من الطاقة والنشاط والحركة وتجعلهم في منتهى الجرأة في الإتيان بأية حركة، أو فعل يمكن أن يكون مستهجنا بالنسبة للمجتمع مثل الرقص في الطريق العام وإحداث صخب كبير. و يضيف الأخصائي إن المسألة الأخرى الجديرة بالاهتمام أن علاج البنت من الإدمان أصعب خصوصاً إذا وصلت إلى مراحل متقدمة ونسبة الانتكاسات بين البنات أكبر من الأولاد ولكن نسبة الأولاد الذين يموتون بسبب الجرعات الزائدة أكبر طبعا نظراً لأن العدد الأكبر من المدمنين يقع بين الأولاد، إضافة إلى أن الولد لديه تهور ومجازفة أكبر بأخذ جرعات زائدة وأن النسبة الأكبر من وفيات البنات تأتى من الجهل بأصول التعاطي! إدمان الفتاة ضرب للمجتمع السليم مختصون اجتماعيون يرون أن إدمان الفتيات كارثة حقيقية ألمت بالمجتمع، حتى لو لم تكن هذه المشكلة تمثل ظاهرة، لأن وجود حالة واحدة من الإدمان يمكن أن يؤدى إلى وباء في المجتمع، مشيرين إلى أن هناك عوامل لابد من الانتباه إليها ساهمت في المشكلة منها الانفتاح الإعلامي والفضائي ، لأنه لا يتصور عقل أن تقدم بنت لا يتعدى عمرها 17 أو 18 سنة على الدخول إلى هذا العالم إضافة إلى الفضول الغريب الذي أصبح يميز هؤلاء الشبان وميلهم إلى التجريب، وعدم تمييزهم بين الخطأ والصواب منبهة إلى أنه ليست كل الحالات التي وقعت في هوة الإدمان كان سببها التفكك الأسري أو الضياع الاجتماعي، لأنها تعرف شخصياً بنات ينتمين إلى أسر راقية من حيث المستوى الاجتماعي والثقافي ولكن هذه الرفاهية لم تمنع بناتهم من الوقوع في مستنقع الإدمان. و يؤكدون إن إفلات الرقابة الأسرية هي العامل الأساسي في ظهور حالات شديدة الغرابة في إدمان البنات ،فالبنت في هذه الحالة تجد من يوهمها أو يشجعها على الإتيان بكل الأفعال التي يأتي بها الأولاد بدعوى المساواة وأن الحدود بين البنت والولد أصبحت وهمية يمكن تخطيها بسهولة فلا فرق بين بنت أو ولد حتى في الإدمان!.