التكفل ب140 مدمنا واستقبال 9 حالات جديدة شهريا في غياب مرسوم يحدد مهامه يستقبل الفريق المتعدد الاختصاصات بالمركز الوسيط لعلاج المدمنين على المخدرات بالخروب،الأول من نوعه على مستوى ولاية قسنطينة،9 حالات جديدة في المتوسط كل شهر، الغالبية العظمى منهم شباب و مراهقين تتراوح أعمارهم بين 16 و 28 عاما، يتعاطى 80 بالمائة منهم ثلاثة أنواع من المخدرات بالموازاة مع ذلك يواصل الفريق متابعة 140مدمنا منذ فتحه في مارس 2010 حسب المسؤول عن المركز، الذي أكد بأن الإقبال على هذا التكفل الطبي و النفسي و الاجتماعي و الأسري في زيادة مطردة مشيرا إلى أن العديد من الحالات بلغت مرحلة الشفاء لكن يمكن تحقيق نتائج أفضل بكثير إذا تم فتح ورشات للتكوين والتسلية و الترفيه داخل المركز بالموازاة مع تسهيل عمليات التكوين و تعلم الحرف بالمراكز المتخصصة و كذا التشغيل لإدماج هذه الشريحة في المجتمع كما يدعو إلى الإسراع بفتح مركز لعلاج المدمنين و إزالة السموم بالولاية لإتمام التكفل المتخصص بالحالات الصعبة و «الثقيلة»بدل انتظار دورها لمدة طويلة للالتحاق بمركز البليدة الشديد الاكتظاظ. الدكتور رشيد محمد حليمي أوضح للنصر، بأن المركز يستقطب المدمنين الراغبين في التكفل المتخصص و أوليائهم من ولايات أم البواقي و خنشلة و باتنةسكيكدة و عنابة و وادي سوف و ليس من ولاية قسنطينة فقط، و قد ساهمت وسائل الإعلام و المدمنين أنفسهم في التعريف به و بأهدافه و في إقناعهم بالحضور لكن الفريق المتعدد الاختصاصات يصطدم في بعض الأحيان بحالات ثقيلة و مستعصية تحتاج إلى وسائل و إمكانات أكبر لإنقاذها من قبضة وحش المخدرات الفتاك.مشيرا إلى أن الخطوة الأولى الضرورية في الطريق نحو الشفاء هي الإرادة و الرغبة القوية التي يجب أن تتوفرا لدى المدمن.و إذا غابتا فقد يبدأ العلاج و يحضر حصة أو حصتين مع أفراد من عائلته على سبيل الفضول أو لمجاملتهم و إرضائهم ثم ينسحب ليغوص أكثر في أوحال هذه الآفة و ما أكثر الحالات المماثلة التي صادفها منذ إنشاء المركز.و لتحسين النتائج التي لا تظهر عموما ثمارها إلا بعد سنة أو سنة ونصف من التكفل و المتابعة المنتظمة، يدعو إلى تجسيد مجموعة من التدابير و الإجراءات الهامة.بدءا بإنشاء مركز لعلاج المدمنين و إزالة السموم على غرار مركز البليدة و سيدي شحمي بوهران من شأنه أن يكمل و يسرع علاج المدمنين العميقين أو الثقيلين.و يقترح استغلال قطعة أرض متاخمة للمركز الوسيط لهذا الغرض.مشيرا بهذا الخصوص إلى أن المركز الوسيط الذي يشرف عليه لم يصدر بشأنه مرسوما أو نصا قانونيا يوضح مهامه و نشاطاته و كيفية تسييره رغم أنه فتح أبوابه في 16 مارس 2010 و كل ما تم تحقيقه بفضل تضافر جهود طاقمه.و يمكن حسبه تحسين نوعية التكفل و تحفيز المزيد من المدمنين على الحضور إذا تم فتح ورشات للترفيه مثل تعلم الموسيقى و المسرح و أخرى التكوين المهني و تعلم الحرف و مقهى النت من أجل محاربة الفراغ الذي يحس به المدمن و الذي قد يعيده إلى قبضة المخدرات و تسهيل عملية إدماجه في المجتمع. كما يتمنى إبرام اتفاقيات مع مراكز التكوين المهني من أجل إعطاء الأولوية لهذه الفئة الهشة و مساعدتها على تعلم حرف مفيدة و تشجيعها و دعمها لتدخل عالم الشغل بدل تهميشها و كأنها مصابة بمرض معد ميئوس من شفائه أو تعاني من انحراف خطير لا سبيل لإنقاذها من براثنه. المركز يفتح أبوابه أيضا لمرضى السل و المرضى عقليا و عصبيا عندما زرنا المركز التابع للقطاع الصحي بالخروب مباشرة بعد افتتاحه، أعجبنا بشساعته و التصميم العصري الجذاب و المريح الذي خصص لمقره و كذا الألوان الزاهية التي ترصع قاعاته و مرافقه المختلفة و لم تكن توجد بمدخله أية لافتة أو لوحة تدل على طبيعة نشاطه تجنبا لإحراج المدمنين الذين يقصدونه، لكن هذه المرة كتب بالبند العريض»المركز الوسيط لعلاج المدمنين»لكن بمجرد أن يدخل الزائر سيجد بالطابق الأرضي قاعات مخصصة لفحص و معاينة المرضى عقليا و عصبيا و نفسيا على يد أخصائيين لا علاقة لهم بالتكفل بالمدمنين و في الطابق الأعلى يتم التكفل بهذه الفئة الأخيرة قرب مخبر خاص فتح لإجراء التحاليل لمرضى السل،الداء السريع العدوى عن طريق التنفس و السعال و البصاق و الملامسة. الفريق المتخصص في التكفل الطبي و النفسي و الأسري و الاجتماعي بالمدمنين تمنى لو يعاد النظر في هذا التقسيم المطبق بالمركز و تفتح به مرافق لدعم هذا التكفل بممارسة الهوايات و النشاطات الترفيهية و التكوينية.و ذلك لاستقطاب فئات كثيرة من الشباب المدمن المتردد في طلب المساعدة.و يفتخر الطبيب الرئيسي المسؤول عن تطبيق هذا النوع من التكفل المتعدد الجوانب لأنه و فريقه قد أعادوا الابتسامة و الاستقرار للعديد من الأسر التي كان أحد أفرادها يعاني من الادمان فهذه الآفة بمثابة زلزال يهز أركان الأسر في العمق و يعجل في دمارها كلما تأخرت في إقناع هؤلاء الضحايا في الحضور و المتابعة.مشددا بأن السرية التامة مضمونة للجميع. 80 بالمائة من المدمنين يتعاطون ثلاثة أنواع من المخدرات معا المساعدة الاجتماعية رميساء فوغالي بينت بأن الغالبية العظمى من الحالات التي تقصد المركز تتراوح أعمارها بين 16 و 28 عاما و هناك حالات عديدة لكهول تجاوزوا ال 54 عاما و ينتمي هؤلاء للطبقتين الفقيرة و المتوسطة من أسر متفككة بسبب طلاق الوالدين أو وفاة أحدهما و العامل الأول الذي يدفعهم إلى تعاطي المخدرات استنادا لأجوبتهم هو الفضول و الثاني هو المحيط و رفاق السوء و في المرتبة الثالثة البطالة و الرابعة المشاكل و الصراعات العائلية ثم الاضطرابات و العقد النفسية.و يأتي القنب الهندي في مقدمة المواد التي يتعاطاها هؤلاء ثم الأقراص المهلوسة فالكحول. و الأخطر أن 80 بالمائة من المدمنين يتعاطون ثلاثة أنواع من المخدرات في نفس الوقت و قد ظهرت في السوق أنواعا أغلى و أخطر و هي الكوكايين و الهيروين. و مدة الادمان تتراوح بين سنة و 40 عاما أما مدة التكفل و المتابعة فتتوقف على قوة إرادة و استعداد كل فرد.و و بعض الحالات المستعصية جدا تتطلب التوجه لمركز علاج الادمان و إزالة السموم بالبليدة لإكمال التكفل لأنه لم يتم بعد فتح هذا النوع من المراكز بقسنطينة. و أضافت بأن الاقبال على التكفل يتزايد من سنة الى أخرى فبعد أن كان يتراوح بين حالتين إلى ثلاث حالات شهريا بلغ تسع حالات في المتوسط هذا العام و يحضر المدمن عادة رفقة أحد أفراد عائلته لأن دور العائلة أساسي لبلوغ مرفأ التخلص من التبعية لهذه السموم. مدمنون امتثلوا للشفاء بفضل الدعم الأسري و التكفل بالمركز الملاحظ أن النساء و الفتيات المدمنات يحجمن عن الحضور للمركز بإستثناء حالة أم عازبة في ال 24 من عمرها حضرت حصتين للعلاج النفسي بعد تعرضها لحادث مرور كاد يودي بحياتها ثم عادت لعاداتها القديمة...من بين الحالات التي توج التكفل بها بالنجاح المنشود حالة /منير .ع/ تاجر من ولاية عنابة في ال 43 عاما،متزوج و أب لأربعة أبناء،التقينا به في المركز و كان رفقة صهره فلم يتردد في البوح للقراء بتجربته لعله يكون قدوة لغيره في التماثل للشفاء:»بدأت أتعاطى المخدرات و أنا في ال 14 من عمري تحت تأثير الوسط الذي كنت أعيش فيه. فأبي كان يدخن الكيف أمامي و دخل السجن و أمي كانت ضعيفة و حنونا و لا تخبر إخوتي الكبار عندما أسرق نقودا لأشتري تلك السموم و عندما كبرت و مارست التجارة أدمنت على مختلف الأنواع لكن زوجتي و إخوتي التفوا حولي و شجعوني بكل محبة و تفهم على التوقف خاصة بعد أن مرضت و انخفض وزني إلى 45 كلغ.توجهت إلى الأطباء بعنابة، فوصفوا لي مهدئات و توجهت إلى مركز البليدة فوجدت إلى جانب العلاج الطبي مختلف أنواع المخدرات بحوزة المرضى فلم أصمد و عندما سمعت بهذا المركز حضرت رفقة أقاربي و تابعت العلاج و الصلاة و الدعاء إلى أن تمكنت من التوقف عن تعاطي كل أنواع المخدرات و أنوي التوقف قريبا عن التدخين كما ترون استرجعت وزني و صحتي و أسرتي و أنوي استغلال قطعة أرض أملكها في الزراعة و تربية المواشي إلى جانب التجارة حتى أشغل كل وقتي.»و قال الشاب /يونس.م/ 29 عاما من عائلة ميسورة :»أنا أيضا بدأت تعاطي «الباتيكس» و أنا في ال 14 من عمري مع جيراني ثم أصبحت أشتري الكيف بالنقود التي أسرقها من أسرتي و ازدادت حالتي سوءا عندما توقفت عن الدراسة .و اعتقد أفراد أسرتي بأن انخراطي في الجيش هو الحل و توقفت حقا عن الادمان مرغما، لكن أحدهم لفق لي تهمة تتعلق بحجز مخدرات و تمت محاكمتي و طردي في 2004. كنت منهارا نفسيا و حاولت الانتحار بعد قصة حب فاشلة.و لولا مساندة و دعم أسرتي لكنت الآن في عداد الموتى أو المجانين.و اقتنعت بضرورة الشفاء و بدء حياة جديدة لهذا حضرت إلى المركز أنا الآن في تحسن مستمر و قد توقفت عن تعاطي المخدرات و سأختار قريبا حرفة أمارسها لملء الفراغ الذي يحاصرني بعيدا عن رفاق السوء».