أكدت الجزائروكينيا على تقارب الرؤى بين الجانبين حول العديد من القضايا القارية والدولية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، حيث ينتظر أن تعقد اجتماعات رسمية بين قادة البلدين بهدف تسريع المشاورات حول الاتفاقات المعلقة، حسب ما جاء في بيان مشترك عقب الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية السيد صبري بوقدوم إلى نيروبي. وحسب البيان فقد إتفق البلدان على تكثيف الجهود لتوطيد التعاون بين الجزائروكينيا من خلال تكثيف المشاورات السياسية المنتظمة، من أجل الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الاستراتيجي المطلوب. ولهذا الغرض ينتظر ان تعقد الجلسة الافتتاحية للجنة التعاون المشترك قبل نهاية عام 2021، حيث وبعد الإطلاع على دعوة الرئيس أوهورو كينياتا التي وجهها الى نظيره عبد المجيد تبون للقيام بزيارة دولة لكينيا، اتفق وزراء خارجية البلدين على تسريع المشاورات حول الاتفاقات المعلقة بهدف توقيعها خلال زيارة الدولة. وبهذه المناسبة، أعرب مسؤولا البلدين عن ارتياحها "لجودة التعاون" بين البلدين في عدة مجالات، كما اتفق الوزيران على "توحيد الجهود لاستكشاف إمكانيات توسيع التعاون في مجالات الاقتصاد و التجارة والاستثمارات". واغتنم السيد بوقدوم الفرصة لتهنئة كينيا على إنضمامها إلى مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم خلال الفترة الممتدة من 2021-2022، وتأكيد دعم وتضامن الجزائر لإنجاح عهدتها، كما أعرب عن دعمه لجهود كينيا من أجل تعزيز صوت أفريقيا والدفاع عن القضايا العادلة و المواقف المبدئية للقارة من أجل عالم أكثر أمنا وإزدهارا. كما أشاد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، بدور كينيا بصفتها عضو في مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي، و كعضو في مكتب الاتحاد الأفريقي، وعلى وجه الخصوص في مجال تنسيق الجهود المبذولة لتمكين الاتحاد الأفريقي من مواجهة التحديات التي واجهها سنة 2020 ، بما في ذلك الاستجابة لانتشار وباء كورونا. كما ناقش الوزيران وضع السلم والأمن في أفريقيا، وأعربا عن توافق وجهات نظرهما فيما يخص عدم الاستقرار في بعض أجزاء من القارة، خاصة في ليبيا ومالي والساحل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى وفي منطقة القرن الأفريقي، هذا إلى جانب التهديد العالمي للإرهاب و التطرف الذي تدينه الجزائروكينيا بأشد العبارات. وبشأن الوضع في ليبيا، شدد الوزيران على "ضرورة احترام وقف إطلاق النار وضمان حل سياس ليبي شامل للصراع قادر على الحفاظ على وحدة أراضي ليبيا ووضع حد للتدخلات الأجنبية". وفي هذا السياق، أكد المسؤولان على دور دول الجوار في التنسيق مع الاتحاد الأفريقي، داعين إلى مشاركة أكبر للهيئة الافريقية في العملية السياسية الجارية لتسوية الأزمة في ليبيا. كما لم يفوت المسؤولان الفرصة للتطرق الى التقدم المحرز في جنوب السودان، بعد توقيع الاطراف على اتفاق لحل النزاع في البلد، حيث حيا الوزيران محادثات السلام الجارية لإقناع الرافضين على التوقيع الاتفاق للانضمام الى هذا المسار، حاثين المجتمع الدولي لتقديم دعمه لشعب دولة جنوب السودان. أما بشأن بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال (أميصوم)، أقر الوزيران الدور المهم الذي لعبته لتهدئة الأوضاع في الصومال وتحرير البلاد من الجماعات الإرهابية. وأشار الوزيران إلى أن بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال لا تزال تواجه تحديات تتعلق بشكل خاص بالتمويل، وحثا في هذا الصدد الأممالمتحدة لتنظر في مسألة تمويل البعثة ، حيث دعا الوزيران الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة إلى تجديد عهدة البعثة في المنطقة. وأكد رئيسا الدبلوماسيتين في هذا السياق، على أهمية توفير الحلول الافريقية لمشاكل البيت الإفريقي، واتفقا على ضرورة تعزيز جهود الاتحاد الأفريقي لإسكات البنادق في أفريقيا، من خلال التنسيق مع شركائها بما في ذلك الأممالمتحدة. وعلى الصعيد الاقتصادي، رحب الوزيران بدخول حيز التنفيذ منطقة التجارة الحرة الافريقية في الفاتح من يناير الجاري،باعتباره برنامجا رئيسيا لأجندة 2063 للاتحاد الأفريقي وفي هذا الشأن أبديا استعدادهم لتوحيد جهودهما من أجل تنفيذ أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي وخطة عمله العشرية، وكذلك خطة الأممالمتحدة للتنمية 2030.