عبر العديد من مستعملي الطريق الوطني رقم 26 بين بلديتي القصر وسدي عيش وباقي البلديات الغربية لولاية بجاية، عن مدى استياءهم من انتشار الممهلات العشوائية المنتشرة كالفطريات وكدا ظاهرة التجارة على حواف هذا الطريق والتي أصبحت تسبب في اختناق كبير في حركة المرور وكذا في حوادث مرور بعضها مميتة أحيانا. هذا ولم يستبعد الكثير من الأرباب العمل ببجاية إمكانية تحويل وحداتهم الإنتاجية الى ولايات أخرى مجاورة نتيجة تردد الناقلين في التوجه إليها وهو ما يلحق خسائر كبيرة بالمنتجين. ويعود السبب إلى تفاقم ظاهرة الانتشار الفوضوي للممهلات وبحسب تقرير أرباب العمل فقد تم إحصاء 93 ممهلا على محور لا يتعدى 100كلم من الطريق الوطني رقم 26 الرابط بين مدينة بجاية ومدينة البويرة. وتأتي بلدية واد غير في راس القائمة من خلال تنصيب 10 ممهلات على محور لا يتعدى خمسة كيلومترات وقد تحدثنا مع بعض سكان هذه المنطقة الذين نصبوا الممهلات ويستعدون لإقامة أخرى. وأوضحوا ان الأجراء اتخذوه رغما عنهم وهو ناتج عن غياب الدولة وخاصة السلطات المحلية وانعدام الصرامة القانونية تجاه مرتكبي حوادث المرور. واعترف أرباب العمل ان حركة المرور أصبحت مهمة شاقة حيث الممهلات التي وصفت بجبال وضعت بطرق ارتجالية وغير مدروسة وفي كثير من المناطق دون مبرر مقتع ولا تخدم الا اصحاب المحلات التجارية الذين يقف الكثير منهم وراء نصبها حيث أصبح المرور بهذه الطريق وعرا ويتطلب ازيد من ساعة من الزمن لقطع مسافة لا تتعدى عشرة كيلومترات الامر الذي استوجب تدخلا عاجلا للسلطات الوصية كما تحولت الممهلات الى مصدر خطر حيث تسببت في وقوع حوادث مرور كثيرة اغلبها خلف خسائر في الأرواح. كما تحدث الينا أفراد مجموعة الممهلات الذي قال انه طالما ان السلطات ترفض إقامة ممهلات سنواصل نحن ذلك مؤكدين في ذات الوقت ان البلدية هي التي تزودهم بمادة الزفت لاقامة الممهلات. مصدر من البلدية اكد لنا الامر وارجع بسبب ذلك الى غياب الدولة ورفضها تحمل مسؤولياتها تجاه الموطنين. فالزائر للطريق الوطني 26 يندهش من الانتشار غير العادي للباعة الفوضويين على حافة الطرقات المختلفة فبعد أن تم الاستيلاء على الأرصفة الداخلية للمدن وصل الحد ببعض الشباب البطالين الى الاستحواذ على الأرصفة حتى على محاذاة الطرق الخارجية وحيث اقدم معظمهم على تشييد أكواخ من خشب ومن صفائح الحديد بطريقة عشوائية ويعتبر باعة الخضر والفواكه اكثر انتشارا على مستواها فبعد أن أغلقت أمامهم أبواب الأسواق التجارية المنظمة أصبحت هذه الطريقة والسبيل الوحيد لكسب الرزق مثل هذه التصرفات قد تكون لها نتائج وخيمة على صحة المواطن كون أن أغلبية السلع المعروضة طيلة الوقت تكون تحت حرارة الشمس والغبار الكثيف. وعلى صعيد أخر تعتبر نقاط البيع هذه سببا رئيسيا في وقوع حوادث مرور عديدة فالتوقف المفاجئ لمستعملي هذه الطرقات قصد اقتناء السلع المعروضة كان وراء وقوع حوادث مرور جد خطيرة بل مميتة في بعض الأحيان وتسبب كذلك هذه الوضعية في خنق حركة المرور وخلق عائق للمواطنين واغلب مستعملي الطريق ولساعات طويلة. المواطنون التمسنا منهم تضاربا في الآراء مؤيد ومعارض فالمؤيد يجد هذه الأماكن ملائمة لذوي المداخل الضعيفة لأسعارها المعقولة إما الآخرون فقد ابدوا تذمرهم الشديد إزاء هذا النشاط الذي يعرف توسعا يوما بعد يوم دون تحرك السلطات المعنية تجاهه وبالأخص التجار الشرعيين منهم الذين الحوا وبشدة على وضع حد نهائي لمثل هذه الممارسات التي تسبب لهم خسارة كبيرة وطالب هؤلاء المواطنون من الهيئات المعنية التدخل العاجل قصد تسوية الوضع قبل تفاقمه.