أصبحت ظاهرة التجارة الفوضوية عبر الشوارع الرئيسية لمدينة بجاية نقطة سوداء تثير استياء المارة وأصحاب السيارات، فالمتجول عبر شوارع المدينة يلاحظ احتلال أصحاب المحلات الأرصفة الضيقة لعرض سلعهم دون مراعاة حقوق المارة والراجلين الأمر الذي سبب أكثر من مرة حوادث. إن الغياب الكلي لفرص العمل في الولاية جراء انعدام أي مشروع استثماري سواء صناعي كان أوزراعي قد يضمن لشباب المنطقة فرصا، لعب دورا كبيرا في استفحال ظاهرة البطالة في أوساط هؤلاء الشباب، الأمر الذي أصبح يؤرقهم على الدوام فهذا الهاجس دفعهم لممارسة أي نشاط تجاري كان، المهم التخلص منه ولوبطرق غير قانونية وغير مرخص بها كالتجارة الفوضوية اوما شبه ذلك. إضافة إلى ذلك فإن المحالات التجارية في الأسواق المنظمة غير متاحة لأي كان سوى لذوي النفوذ والولاء، ولكن وإن كان هذا هوالسبيل الوحيد لكسب الرزق لهؤلاء فيجب ألا نغفل عن مدى خطورة مثل هذه التصرفات والنتائج الوخيمة التي قد تسببها على صحة المواطن من إمراض وأوبئة كون إن أغلبية السلع المعروضة طيلة الوقت تكون تحت حرارة الشمس والغبار الكثيف، ما يتسبب في فسادها، هذا من جهة، وعلى صعيد أخر، تعتبر النقاط البيع هذه سببا رئيسا في وقوع حوادث مرور عديدة، لتواجدها على مستوى الطرقات السريعة، فالتوقف المفاجئ لمستعملي هذه الطرقات قصد الاقتناء منها كان وراء وقوع حوادث مرور جد خطيرة، بل في بعض الأحيان مميتة، وكذا التسبب في خنق حركة المرور فيها، وخلق عائقا للآخرين ولساعات عديدة، فالمواطن بصفته المستهلك الأول الموجهة له مثل هذه السلع التمسنا منهم من خلال حديثنا إليهم تضاربا في الآراء، بين مؤيد يجد مثل هذه الأماكن ملائمة، خصوصا لذوي الدخل الضعيف بسبب أسعارها الرخيصة المنافسة للأسواق المنضمة لإغراء الزبائن وجلبهم . إما آخرون فقد أبدوا تذمرهم الشديد إزاء هذا النشاط الذي يعرف توسعا يوم بعد يوم دون إن تحرك السلطات المعنية ساكنا، خاصة التجار الشرعيين منهم الذين الحوا وبشدة على وضع حد نهائي لمثل هذه الممارسات، نظرا للخسائر الكبيرة التي يتكبدونها، وطالبوا من الهيئات المعنية التدخل العاجل وتسوية الوضع قبل تفاقمه.