أضحت السياحة أو الطاقة المتجددة من أولى اهتمامات المسؤولين الكبار بأي موقع جغرافي من بقاع العالم ،هذا الاهتمام الكبير له مبررات ،بعد التجارب العديدة التي اعتمدتها بعض الدول وأعطت ثمار جد ناجح في اقتصاد البلدان التي اعتمدت على السياحة كبديل اقتصادي ،والجزائر كغيرها تريد الاستثمار في هذا الجانب والذي أضحى الشغل الشاغل للمسئولين على هذا القطاع في الجزائر ككل ،وكعينة على ذلك ولاية الشلف ،بدأت تمهد خطواتها الأولى، نحو هذا البديل الاقتصادي ،وذلك بالنظر إلى ما تزخر به المنطقة التي تتربع على مساحة قدرها 4791 كلم2 ، وعلى ساحل طوله 120 كلم أي عشر طول الشريط الجزائري من الغرب إلى الشرق، حيث تعد ولاية الشلف من بين الولايات الرائدة و المصنفة ضمن المراتب الخمسة وطنيا من حيث ما تزخر به من مؤهلات طبيعية و مواقع أثرية ترشحها لتكون في المستقبل قطب سياحي حيوي و شريان اقتصادي هام . مكتسبات سياحية متنوعة تزخر بها الولاية تزخر الولاية علي مكتسبات سياحية عديدة ومتنوعة ،منها المواقع الغابية ،الجبلية ، الشواطئ، بالإضافة إلى المنابع المعدنية أو القدرات الشبه السياحية كالمكتسبات النباتية أو الحيوانية وكذلك الآثار و المعالم 26 شاطئا محروسا منها 6 شواطئ مصنفة ضمن الشواطئ الممتازة تمتد المسافة البحرية للولاية على طول 120 كلم ،من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب وبهذه المسافة البحرية ،العديد من الشواطئ البحرية منها 26 شاطئا مسموحا للسباحة ومحروسا ومن ضمن هذه الشواطئ نجد القلتة، لمرسى، عين حمّادي، قطّار، بالإضافة إلى شاطئ سيدي عبد الرحمان، وواد الملح، تنس، ترارنية، بوشرال، دوميا، بني حواء، واد تغزة، دشرية تضاف لها روعة الطرق والمناظر إلى المكتسبات السياحية بالولاية منها الطريق الوطني رقم 11 هذا المحور الذي يعانق الساحل شرقا من مدينة تنس نحو الجزائر العاصمة ومن الغرب مدينة تنس نحو مستغانم بالطريق الوطني رقم 34 يقطع غابة التي تزخر بحديقة طبيعية حيوانية و نباتية كشجر الفلين،صنوبر،حلب وأنواع أخرى،و أيضا الطريق الولائي رقم 30 أين تبرز منه منارة تنس بوسط المدينة والمنظر الشامل لميناء تنس، ويقصد هذه الشواطئ والمناظر الخلابة ،الملايين من المصطافين سنويا ،حيث أحصت مصالح مديرية السياحة بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية قرابة 4 مليون مصطاف خلال الموسم الماضي. أكثر من 15 هكتارا مساحة غابية والعديد من الحيوانات والطيور ثروة اقتصادية حية بها كما تزخر الولاية بأكثر من 15 ألف هكتار من المساحة الغابية ، على مستوى العديد من البلديات ،منها الجهة الجنوبية للولاية من مساحات غيابية كثيفة بأربع بلديات منها سنجاس ،بني بوعتاب ، الحجاج وأولاد بن عبد القادر وهو ما يجعل الولاية تتسع إلى مساحات شاسعة من أنواع الأشجار وتعيش بها أنواع مختلفة من الحيوانات وخاصة الذئب ،الخنزير ،الثعلب والأرانب و الطيور المختلفة خاصة منها الحجل وأنواع أخرى من العصافير وأهمها غابة المرسى بمساحة 2000 هكتار،غابة القلتة بمساحة 5000 هكتار تمتاز بكثافة أشجار الصنوبر الحلبي ، و أيضا غابة أولاد سي فريد المتواجدة في الناحية الغربية لبلدية سيدي عبد الرحمان ،غابة تاغزوت و تمتاز بأشجار الفلين ،غابة بيسا مساحتها 1437 هكترا وشجرها الأساسي الفلين و تتميز هذه المساحات الخضراء الغابية بخصوصيات الاسترخاء و الصيد و التنزه . المنابع المعدنية والمنشآت المائية مكتسبات غير مستغلة إلى جانب ذلك تعد المنابع المعدنية حلقة من حلقات السياحة وجلب السواح إليها وهذه المنابع الموجودة بالولاية تمتاز بخاصيات علاجية مميزة إلا أنها لم تستغل ومنها عين بوشاقور ،عين زعرور الموجودة ببلدية مجاجة وعين جرجور الكائنة ببلدية بني راشد إضافة إلى نقاط المياه كالسدود والأودية أهمها واد الشلف الذي يعد أكبر وادي في الجزائر، سد سيدي يعقوب الذي أنشأ سنة 1985 الموجود ببلدية أولاد بن عبد القادر وهو صالح للصيد والاسترخاء وسد وادي الفضة الذي تم إنجازها من سنة 1925 إلى 1932 ويعد أقدم سد في الجزائر وهو منشأة فنية صالحة للصيد ورغم هذه المكتسبات الكبيرة ،إلا أنها غير مستغلة بصفة عقلانية . معالم أثرية تعود إلى أزمنة غابرة تعد المرآة التاريخية للولاية ومن ضمن المكاسب التي تجذب السواح وخاصة المهتمين بعلم الآثار والمواقع أو بقايا الآثار ما تزخر به الولاية بمعالم ترجع إلى فترات زمنية غابرة منها أثار رومانية متواجدة ببلدية عين أمران وبقايا كنيسة النصرانية والتي تعتبر أقدم كنيسة في افريقية أسست سنة 324 م ، و أسوار و أضرحة فينيقية متواجدة بمدينة تنس و مسجد سيدي معيزة أسس من طرف عرب الأندلس في القرن العاشر و مسجد الشلف أسس سنة 1889 ،باب البحر بتنس يعود تاريخه إلى القرون الوسطى ومنارة تنس ،منارة جزيرة كولومبي وبقربها مكان تتجمع به الطيور البحرية وأيضا تمثال العذراء بتنس ودار منصف لتونس يرجع تاريخها إلى عهد الإمبراطورية العثمانية وهو ملجأ لباي تونس حين تم نفيه و أيضا قبة أم البنات وهي راهبة فرنسية نجت من غرق سفينة بحرية بعرض بحر بني حواء في القرن التاسع زيادة عن ذلك تحتوي ولاية الشلف على مجموعة من البنايات التحتية تتمثل في متحف موجود في عاصمة الولاية ومتحف آخر موجود بمدينة تنس ،كل هذه المكاسب والقدرات السياحية والثروات الطبيعية ترشح ولاية الشلف لتكون احدي الأقطاب السياحية الهامة بالجزائر إذا تم خلق استراتيجيه و دراسات دقيقة للنهوض بهذا القطاع قرية سياحية "دار الإكرام"أول مشروع استثماري ببني حواء وللنهوض بهذا القطاع وتشجيع المستثمرين في خلق مستثمرات كبيرة ،تجلب السواح إلى التعرف بما تزخر به بلادنا ،تم خلق مشروع "دار الأكرم " من طرف أحد المستثمرين على مشروع استثماري والذي يعد الأول من نوعه بالولاية و يتمثل في قرية سياحية،صممت بطريقة هندسية حديثة و عصرية على شكل الحرف V ، تتربع هذه القرية السياحية على مساحة تقدر بهكتارين، تقع بالمدخل الغربي لمدينة بني حواء و تظم 50 شاليه،منجزة وفق المعايير المضادة للزلازل و كل شاليه مجهز بجميع المرافق و المتطلبات الضرورية المستوردة و يحتوي على غرفة نوم و قاعة استقبال كبيرة و حمام.كما تشمل هذه القرية مرافق أخرى منها مسبح كبير ومطعم و مقهى و قاعة متعددة النشاطات تتسع ل 250 مقعدا و قد انطلقت أشغال هذا المشروع سنة 2007 و كان من المقرر أن يدخل هذا المشروع الكبير حيز الاستغلال شهر جويلية القادم ، إلا أنه عرف تأخرا في الأشغال بسبب الفياضات التي مست بلدية بني حواء السنة الماضية، حيث يكلف المشروع حسب صاحبه حوالي 100 مليار سنتيم، ويحتوي المشروع على نزل بمجموع 114 سريرا و مركز "تلاصو" ب 68 سريرا يقدم عدة خدمات منها المعالجة بمياه البحر،قاعة رياضة، حمام"صونا"،مسبح داخلي،قاعات العلاج بالإضافة إلى مشروع إنجاز ملعبين مخصصين لرياضة التنس و رياضة كرة السلة و كذا مشروع إنجاز حديقة للتسلية حديثة، أما تكلفة إقامة هذا المشروع جد مدروسة ومعقولة مقارنة بالمراكز السياحية الأخرى سواء الجزائرية أو الأجنبية حيث سيكلف إقامة عائلة واحدة من 6 أشخاص بالقرية السياحية دار الإكرام خلال 10 أيام حوالي 17 مليون سنتيم بما في ذلك التكفل بالإطعام و الخدمات الأخرى أي بمعدل 2800 دج للشخص الواحد أما في شهر رمضان ستكون هناك أسعار خاصة ناهيك البرامج المتنوعة المسطرة لفائدة العائلات طيلة شهر رمضان. نقص الهياكل الفندقية من أسباب الركود السياحي بالولاية تتوفر ولاية الشلف على مجموع الفنادق بنجوم ذات نجمتين أو بدون نجوم على 9 فنادق ،منها ، ثلاثة فنادق على مستوى الشريط الساحلي بمدينة تنس ،بطاقة استيعاب 601 سريرا، و6 فنادق أخرى بعيدة عن المنطقة السياحية منها 5 فنادق بعاصمة الولاية وفندق واحد ببلدية وادي الفضة وتبقى هذه الفنادق غير كافية بالنظر إلى عدد السواح المتدفق أو عدد الجانب المسجلين والقادمين إلى الولاية ،أين فاق عددهم السنة الماضية 5000 سائح ، هذا الرقم يجعل من القائمين على هذا القطاع العمل على النهوض بالقطاع السياحي بالولاية ، حيث ينتظر أن تتدعم الحظيرة الفندقية بثلاث مؤسسات فندقية جديدة بسعة إجمالية 624 سرير ،فندق إقامة سياحية ب 300 سرير وفندق أربع نجوم ب150 سريرا وفندق ثالث بثلاث نجوم ،يحتوي 174 سرير،كما ينتظر أن يتدعم القطاع بأربع وكالات سياحية جديدة ليقفز عدد الوكالات إلى 7 وكالات ، فيما بلغ عدد السواح الوافدين إلى ولاية الشلف ،خلال السنة الماضية 2012 أو المعالجين من قبل وكالة السياحة والأسفار أكثر من 9 الآلف سائح شواطئ ولاية الشلف وجهة سكان الجنوب والولايات الداخلية مديرية السياحة توفر 18 مخيما صيفيا وثمانية فنادق تحولت ولاية الشلف ،خلال الفترة الممتدة للاصطياف السنة الماضية ، قبلة السواح والمواطنين وخاصة الشباب في رحلات استجمامية منظمة وغير منظمة وخاصة من هيأت جمعوية ومنظمات ،مهما كان نوعها،والأبرز في توافد المقبلين على سواحل الولاية ، هم بالخصوص سكان الولايات الجنوبية والداخلية وحتى من بعض الولايات الساحلية ، والهدف كله يصب في طريق واحد وهو البحث عن الراحة والتمتع بالمناظر الخلابة التي تتوفر عليها بلادنا وخاصة منطقة تنس والإنجاح العملية والتحضير المبكر الذي قامت به مديرية السياحة على استقبال كل الشرائح وتوفير لهم المناخ المناسب ،قامت ذات المديرية بفتح 26 شاطئا مسموحا للسباحة من بين 30 شاطئ. كما قامت مصالح ذات المديرية بالتنسيق مع عدة جهات بإدراج 10 مناطق للتوسع السياحي تتمثل في شاطئ مانيس، التراغنية، واد المالح، بوشغال، الدومية، وبني حواء، وادي تيغزة، القلتة، جزيرة كولومبي، المرسى وعين حمادي،كما قامت ذات المديرية بالتنسيق مع مديريات الشباب والرياضة والنشاط الاجتماعي والتربية بفتح عدد معتبر من مخيمات للشباب وصل عددها إلى 18 مخيما صيفيا تضاف لها ثمانية فنادق.