تزخر ولاية الشلف بمكتسبات سياحية ثرية ومتنوعة سواء عن طريق الثروة الغابية ، البحرية أو الشواطئ،الطرق و المنابع المعدنية أو القدرات الشبه السياحية كالمكتسبات النباتية أو الحيوانية وكذلك الآثار و المعالم التي تشهد على عراقة المنطقة تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول أسباب الركود السياحي في هذا المجال، و الدليل عن ذلك هذه المكتسبات من المعالم السياحية الغير معروفة في وسط أبناء الجزائر ولدى الكثير من أبناء المنطقة ويرجع ذلك إلى غياب سياسة تشجيع الاكتشاف و التمتع و استغلال المؤهلات السياحية الضخمة. وحسب العارفين بشؤون قطاع السياحة فان نجاحات هذا القطاع الحيوي بالولاية مرهون بالمشاريع الاستثمارية و المرافق منها الفنادق التي تعتبر السبب الرئيسي في عدم تطور و ظهور القطاع السياحي بالوجه اللائق رغم كل ما تزخر به ولاية الشلف من مكتسبات سياحية كبيرة، منها القدرات السياحية والتي تعد من بين المظاهر و المناظر الخلابة و الساحرة، تنوعت بين البحر في الشمال و جبال الظهرة وبني بوعتاب في الجنوب تغطيها مساحات غابية كثيفة منتشرة على ثلاث جهات الجهة الشرقية لمدينة تنس وتضم أربع بلديات بني حواء ،واد قوسين ،بريرة وأيضا تنس شرقا إضافة إلى الجهة الغربية وتضم ست بلديات منها المرسى ،سيدي عبد الرحمان ، الظهرة ، تلعصة ، أبو الحسن و سيدي عكاشة ، أما ما تزخر به الجهة الجنوبية للولاية من مساحات غابية كثيفة بأربع بلديات منها سنجاس ،بني بوعتاب ، الحجاج وأولاد بن عبد القادر وهو ما يجعل الولاية تتسع إلى مساحات شاسعة من أنواع الأشجار وتعيش بها أنواع مختلفة من الحيوانات وخاصة الذئب ،الخنزير ،الثعلب والأرانب و الطيور المختلفة خاصة منها الحجل وأنواع أخرى من العصافير وأهمها غابة المرسى بمساحة 2000 هكتار،غابة القلتة بمساحة 5000 هكتار تمتاز بكثافة أشجار الصنوبر الحلبي ، و أيضا غابة أولاد سي فريد المتواجدة في الناحية الغربية لبلدية سيدي عبد الرحمان ،غابة تاغزوت و تمتاز بأشجار الفلين ،غابة بيسا مساحتها 1437 هكتار وشجرها الأساسي شجر الفلين و تتميز هذه المساحات الخضراء الغابية بخصوصيات الاسترخاء و الصيد و التنزه . كما يمثل طول ساحل ولاية الشلف 10 بالمائة من الساحل الوطني الإجمالي و ينقسم إلى قسمين ،القسم الأول يمتد على مسافة 50 كم شرق مدينة تنس و يمس بلديتي بني حواء ،وواد قوسين ،أما القسم الغربي بالنسبة لمدينة تنس يمتد على 70 كم ويعبر ثلاث بلديات سيدي عبد الرحمان ،المرسى والظهرة ويمتاز هذا الخط الساحلي بمواقع الشواطئ مصنفة بالشواطئ الممتازة ، حيث صنفت مديرية السياحة 11شواطئ ممتازة من ضمن 24 شاطئ مفتوح وأهمها شاطئ القلتة ، المرسى ،عين حمادي ،قطار ،دشرية ،واد تغزة ،بني حواء ،بوشغال ،ترارنية ، سيدي عبد الرحمان أي على امتداد 120 كم مسافة طويلة من الحدود الشرقية لولاية الشلف مع ولاية عين الدفلى و الحدود الغربية لولاية الشلف مع مستغانم وتمتد الشواطئ على مسافة 18725 متر ويقصد هذه الشواطئ الملايين من المصطافين سنويا ،حيث أحصت مصالح مديرية السياحة بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية قرابة 4 مليون مصطاف خلال المواسم الماضية مع تراجع هذا الرقم هذه السنة بسبب تزامن موسم الاصطياف وشهر رمضان الفضيل. واهم ما يميز الخط الساحلي للولاية نشاط الصيد البحري خاصة بنواحي جزيرة كلومبي ،خليج ترارنية والقعر الجنوبي لتنس إضافة إلى حقول مرجانية بين تنس وخليج ترارنية ،تضاف لها روعة الطرق والمناظر إلى المكتسبات السياحية بالولاية منها الطريق الوطني رقم 11 هذا المحور الذي يعانق الساحل شرقا من مدينة تنس نحو الجزائر العاصمة ومن الغرب مدينة تنس نحو مستغانم بالطريق الوطني رقم 34 يقطع غابة التي تزخر بحديقة طبيعية حيوانية و نباتية كشجر الفلين،صنوبر،حلب وأنواع أخرى،و أيضا الطريق الولائي رقم 30 أين تبرز منه منارة تنس بوسط المدينة والمنظر الشامل لميناء تنس. إلى جانب ذلك تعد المنابع المعدنية حلقة من حلقات السياحة وجلب السواح إليها وهذه المنابع الموجودة بالولاية تمتاز بخاصيات علاجية مميزة إلا أنها لم تستغل ومنها عين بوشاقور ،عين زعرور الموجودة ببلدية مجاجة وعين جرجور الكائنة ببلدية بني راشد إضافة إلى نقاط المياه كالسدود والأودية أهمها واد الشلف الذي يعد أكبر وادي في الجزائر، سد سيدي يعقوب الذي أنشأ سنة 1985 الموجود ببلدية أولاد بن عبد القادر وهو صالح للصيد والاسترخاء وسد وادي الفضة الذي تم انجازها من سنة 1925 إلى 1932 ويعد أقدم سد في الجزائر وهو منشأة فنية صالحة للصيد ومن ضمن المكاسب التي تجذب السواح وخاصة المهتمين بعلم الآثار والمواقع أو بقايا الآثار ما تزخر به الولاية بمعالم ترجع إلى فترات زمنية غابرة منها أثار رومانية متواجدة ببلدية عين أمران وبقايا كنيسة النصرانية والتي تعتبر أقدم كنيسة في افريقية أسست سنة 324 م ، و أسوار و أضرحة فينيقية متواجدة بمدينة تنس و مسجد سيدي معيزة أسس من طرف عرب الأندلس في القرن العاشر و مسجد الشلف أسس سنة 1889 ،باب البحر بتنس يعود تاريخه إلى القرون الوسطى ومنارة تنس ،منارة جزيرة كولومبي وبقربها مكان تتجمع به الطيور البحرية وأيضا تمثال العذراء بتنس ودار منصف لتونس يرجع تاريخها إلى عهد الإمبراطورية العثمانية وهو ملجأ لباي تونس حين تم نفيه و أيضا قبة أم البنات وهي راهبة فرنسية نجت من غرق سفينة بحرية بعرض بحر بني حواء في القرن التاسع. زيادة عن ذلك تحتوي ولاية الشلف على مجموعة من البنايات التحتية تتمثل في متحف موجود في عاصمة الولاية ومتحف آخر موجود بمدينة تنس ،كل هذه المكاسب والقدرات السياحية والثروات الطبيعية ترشح ولاية الشلف لتكون احدي الأقطاب السياحية الهامة بالجزائر إذا تم خلق استراتيجيه و دراسات دقيقة للنهوض بهذا القطاع.خاصة منها خلق مشاريع الهياكل السياحية من فنادق للاستقبال والمبيت .