اتفقت بلدان عربية وغربية المجتمعة بقطر السبت المنصرم على تقديم دعم عسكري عاجل إلى مقاتلي المعارضة بهدف صد أي هجوم مضاد لقوات الأسد ولتحقيق توازن مع القوة المتنامية للمقاتلين الجهاديين. وانتاب أنصار المعارضة السورية القلق بعد أن استعادت قوات الأسد بلدة القصير الحدودية الإستراتيجية في هجوم قاده مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية وبسبب الهجوم المتوقع على مدينة حلب الشمالية المقسمة. وردت الإدارة الأمريكية بالقول للمرة الأولى بأنها ستسلح المعارضة في حين تقول مصادر خليجية إن السعودية عجلت من تسليم شحنة أسلحة متطورة لمقاتلي المعارضة خلال الأسبوع الماضي، واتفق الوزراء من الدول الإحدى عشرة التي تؤلف مجموعة أصدقاء سوريا على أن يتم على وجه السرعة تقديم كل المواد والمعدات اللازمة إلى المعارضة على الأرض. ولم يطالب البيان الذي صدر في ختام اجتماعهم في قطر كل الدول بإرسال أسلحة لكنه قال أن على كل بلد أن يساعد بطريقته حتى تتمكن المعارضة من صد الهجمات الوحشية للنظام وحلفائه، وقال البيان انه يجب توصيل هذه المساعدات من خلال المجلس العسكري الأعلى المدعوم من الغرب في خطوة تأمل واشنطن وحلفاؤها أن تمنع وصول الأسلحة إلى أيدي متشددين إسلاميين بما في ذلك جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، واستهجن الوزراء أيضا تدخل ميليشيات حزب الله ومقاتلين من إيران والعراق في الصراع السوري، وطالبوا برحيل هؤلاء المقاتلين عن سوريا على الفور. وقال مصدران خليجيان إن السعودية عجلت بإرسال أسلحة متطورة للمعارضة، وكانت المملكة بدأت في تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات على نطاق صغير قبل أسبوعين، فيما قال أحد المصدرين دون الخوض في تفاصيل وصلت المزيد من تلك الأسلحة المتطورة خلال الأسبوع الماضي، ويقومون بإرسالها بوتيرة أسرع، ووصف المصدر الآخر الأسلحة بأنها إمدادات لتحقيق توازن على ما يبدو. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن باريس ستزيد حجم المساعدات غير المميتة مثل أجهزة الاتصالات والأقنعة الواقية من الغاز وأجهزة الرؤية الليلية والسترات الواقية من الرصاص، وأضاف إنها ستقدم المساعدة في مجال الإستراتيجية العسكرية ومعلومات مخابراتية عن ساحة المعركة، وقال مصدر غربي "كل هذا بدأ بالفعل"، مضيفا “ستفعل الدول الغربية هذا في حين ستقدم دول الخليج العربية الأسلحة، أنه تقسيم للأدوار. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن إرسال أسلحة للمعارضة السورية لمحاربة قوات الأسد هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب هناك، وشارك في اجتماع قطر وزراء ومسؤولون كبار من دول تدعم المعارضة السورية وهي فرنساوألمانيا ومر وإيطاليا والأردن وقطر والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا والولاياتالمتحدة. وقال الشيخ حمد أن كل الدول باستثناء دولتين اتفقت على نوع الدعم الذي ستقدمه للمعارضة، ولم يسم تلك الدولتين لكن ألمانيا وإيطاليا سبق أن عارضتا تسليح مقاتلي المعارضة السورية. وعبر البيان الختامي عن القلق من الأزمة الإنسانية المتزايدة في سوريا والتي دفعت الأممالمتحدة إلى توجيه نداء لجمع مبلغ خمسة مليارات دولار أوائل هذا الشهر وهو أكبر مبلغ تطالب به المنظمة الدولية. وقبل بدء المحادثات أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مجددا على أن بلاده لم تتخذ بعد قرارا رسميا بشأن تسليح المعارضة لكنه قال إن آمال الغرب في إجراء محادثات للتوصل إلى تسوية سياسية لن تتحقق إلا من خلال تعزيز المعارضة. وتأمل الولاياتالمتحدة وروسيا اللتان يؤيد كل منهما أحد طرفي الصراع في جمع ممثلين من الجانبين في مفاوضات في جنيف كان من المقرر أن تعقد هذا الشهر لكن ليس من المرجح الآن أن تعقد قبل أوت المقبل. يحدث هذا في وقت تشهد فيه سوريا تدهورا امنيا حيث وقع صباح أمس تفجير انتحاري في حي ركن الدين في شمال دمشق، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري الرسمي.