أكد الرئيس السوري بشار الأسد على أن مستقبل مهمة المبعوث الأممي الجديد الأخضر الإبراهيمي، مرهون بوقف تزويد المقاتلين بالأسلحة. وانتقد الأسد العمليات التي تقوم بها العديد من الدول العربية والغربية في مقدمتها قطر والسعودية بتوريد الأسلحة إلى سوريا إلى الميلشيات المسلحة التي تقاتل من أجل إسقاط النظام السوري، ورغم أن الأسد لم يحدد قائمة الدول التي تقوم بتزويد المقاتلين بالأسلحة واكتفى بالإشارة في تصريح إعلامي له عقب لقائه الأول مع المبعوث الأممي الجديد الأخضر الإبراهيمي في سوريا، إلا أن تصريحات سابقة سواء من المعارضة أو من الدول الكبرى تشير إلى أن قطر والسعودية هما الممول الرئيسي للأسلحة في سوريا. صف الأسد الدول التي تقوم بدعم المعارضة بالأسلحة بأنها دول تدعم الإرهاب، كما قال خلال لقائه بالمبعوث الأممي إن بلاده ملتزمة بالتعاون مع أي جهود صادقة لحل الأزمة بشرط أن تتوقف الدول العربية والغربية على تصدير السلاح إلى الأزمة السورية، كما أفادت وكالة ”سانا” للأنباء، أمس، بأن الرئيس الأسد تعهد للإبراهيمي لدى استقباله في دمشق في أول لقاء بينهما بعد تولي الدبلوماسي الجزائري مهام الوساطة في سورية ب”استمرار التزام بلاده الكامل بالتعاون مع أي جهود صادقة لحل الأزمة في سورية طالما التزمت الحياد والاستقلالية”. وأوضح الرئيس الأسد أن المشكلة الحقيقية في سورية هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض، معتبرا أن العمل على المحور السياسي مستمر وخصوصا لجهة الدعوة الجادة لحوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين، حسبما نقلت عنه ”سانا”. وشدد الرئيس على أن نجاح العمل السياسي مرتبط بالضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى سورية لوقف القيام بمثل هذه الأعمال. جاءت دعوات الأسد للمجتمع الدولي بوقف تصدير الأسلحة إلى سوريا، فيما لا تزال أصابع الاتهام في قضية تسليح ”الميليشيات” في سوريا تتجه إلى قطر والسعودية وهذا باعتراف المعارضة السورية، كما سبق وأن أكدت على ذلك مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري بسمة قضماني، التي قالت في وقت سابق: ”أن قطر والسعودية تزوّدان المعارضة السورية بالأسلحة، إلا أنها شددت على أن المعارضين لا يمتلكون أسلحة متطورة تمكنهم من التصدي لقوات النظام السوري” وهو ما لا تنكره قطر كما سبق وأن قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم الذي حث المجتمع الدولي على ضرورة تسليح المعارضة السورية للدفاع عن نفسها، وهي التصريحات تؤكد عليها الولاياتالمتحدة وفرنسا اللتين تعتبران قطر والسعودية الداعم الأول للقوات المعارضة بالسلاح. كما قالت صحيفة ”ذي تايمز” البريطانية إن الجيش السوري الحر يطالب بحصة أكبر من الأسلحة التي وردت من الإخوان المسلمين، حسب ما ذكرته وكالة اسوشييتدبرس وتضيف في مقال من مراسلتها شيرا فرينكل الموجودة في مدينة أنطاكية التركية أن سفينة ”انتصار” الليبية رست في ميناء الاسكندرون التركي وعلى ظهرها معونة من المجلس الوطني الليبي للإغاثة والمساندة. من جهته، حذر الدبلوماسي الجزائري من أن هذه الأزمة تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم. وبدا الأخضر الإبراهيمي جد مستاء من تزويد الدول العربية والأجنبية للمعارضة السورية بالأسلحة، وعبر المبعوث الأممي الجديد خلال زيارته إلى سوريا أين التقى الرئيس السوري بشار الأسد عن ”تخوفه” من تداعيات استمرار توريد الأسلحة إلى المعارضة على الشأن الدولي، كما قال: ”إن الأزمة في سورية تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم”. مشيرا إلى أنه سيفتح مكتبا في دمشق وذلك بعد أن تعهدت له بالتعاون معه في هذا السياق لبحث الحلول السلمية للأزمة السورية التي مر عليها 18 شهرا مع تصاعد وتيرة العنف في العديد من المدن السورية لاسيما منها حلب وريف دمشق.