أميرة أمكيدش/ تعزم الجزائر لعقد قمة جامعة الدول العربية، حيث ستكون الأولى التي تحتضنها منذ انتخاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والرابعة في تاريخ البلاد، اذ رسمت الجولة الدبلوماسية لوزير الخارجية رمطان لعمامرة معالم الدورة القادمة لجامعة الدول العربية التي ستحتضنها الجزائر. هذا وينتظر أن تنعقد قمة جامعة الدول العربية، خلال الخريف القادم، وذلك بعد مرور 15 عاماً عن آخر قمة عقدت بها في عام 2005، حيث ستناقش العديد من القضايا الإقليمية والعربية الراهنة، وهي القضايا التي حضر لها لعمامرة جيدا خلال جولته العربية والأفريقية الأخيرة، ومن بين أولى القضايا وأكثرها أهمية هي القضية الفلسطينية، خاصة وان القضية تعتبر مركزية لدى الدولة الجزائرية، وذلك بعد الهجمات الهجمات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى ومدينة القدس. ومن بين القضايا الأخرى التي ستطرح على طاولة جامعة الدول العربية التي ستنعقد بالجزائر، ملف سد النهضة، في ظل التوتر القائم بين اثيوبيا والسودان ومصر، على أمل أن يكون هناك لقاء على أعلى مستوى بالجزائر لدراسة حيثيات هذا الملف، والعمل على إيجاد حل يرضي جميع الأطراف. كما سيكون على طاولة المحادثات العربية، ملف لبنان هو الآخر، وذلك بالنظر للتطورات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة، التي تعصف بلبنان، بالإضافة للملف السوري الذي ما يزال يثير الجدل بين العديد من الدول، وابرزها عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية. كما ستناقش ملفات أخرى لن تفوتها قمة الجزائر، وهي ملف اليمن والعراق، وحتى التطورات الأخيرة في تونس، بالإضافة إلى دعم الجهود المبذولة لحد الآن في ليبيا للخروج من الأزمة والوصول إلى تنظيم انتخابات يتمكن من خلالها الشعب الليبي اختيار من يمثله وينوب عنه. وللتذكير عقدت القمة الأولي في 26 نوفمبر عام 1973 في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، حيث كانت القمة السادسة في تاريخ الجامعة العربية، كما احتضنت الجزائر مؤتمر القمة العربية في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد مابين من 7 إلى 9 جوان عام 1988 لبحث مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وكذا إدانة الاعتداء الأمريكي على ليبيا. وعن آخر قمة عربية استضافتها الجزائر، كانت في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في الفترة الممتدة من 22 إلى 23 مارس 2005، حيث شهدت مشاركة العديد من قادة الدول العربية، من بينهم الملك محمد السادس، فيما تبقى تساؤلات هل ستشارك المغرب هذه المرة وتكون حاضرة في القمة العربية التي تعول عليها الجزائر من أجل التغيير الجذري للقمة العربية بعد التغييرات التي طرات على الساحة العربية والدولية، مع الجو المشحون بين البلدين، خصوصا وان المغرب تطاول مؤخرا على السيادة الوطنية. هذا وتشهد الدبلوماسية الجزائرية تحركا مكثفا، في الآونة الأخيرة، والإدلاء بتصريحات هامة بخصوص كل القضايا الإقليمية والدولية، من خلال الخرجات الماراطونية لوزير الخارجية رمطان لعمامرة في ابراز الدور الفعال للجزائر والتأكيد على طموح الجزائر في العودة بقوة خصوصا إلى عمق القارة الإفريقية شمالا وجنوبا وكذا القضايا العربية.