شكل هروب اللاعبين الجزائريين المحترفين من فرنسا في 1958 والتحاقهم بصفوف ثورة التحرير المباركة اكبر مفاجأة للاستعمار الذي أدرك آنذاك مدى قدرة جبهة التحرير الوطني على تجنيد الجزائريين الذين كانوا يعيشون لهيب الثورة في وجدانهم وهمهم الوحيد في تلك الفترة هو طرد المحتل الذي اضطر إلى الانسحاب مدحورا ومهزوما أمام بسالة المجاهدين الأحرار، رفاق مخلوفي توجهوا سرا إلى تونس عن طريق الدول المجاورة للتراب الفرنسي وكان قرارهم بمثابة ضربة موجعة للشرطة الفرنسية التي لم تتمكن من اكتشاف الأمر إلا بعد التحاق النواة الاولى للفريق بالعاصمة التونسية ، حيث رافق هذا الفرار الثوري صدى إعلامي كبير على المستوى العالمي لا سيما وأن الجمهور الرياضي وبالأخص عشاق الساحرة المستديرة كانوا يتأهبون لمعايشة أضخم حدث كروي والمتمثل في مونديال السويد عام 1958. تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني بعد صدور قرارات مؤتمر الصومام والتي من بينها إنشاء تنظيمات تابعة لجبهة التحرير الوطني، وبعد ميلاد الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين والإتحاد العام للعمال الجزائريين، رأت جبهة التحرير الوطني ضرورة إيجاد تنظيم رياضي يحمل إسمها ويكون سفيرا لها في المحافل الدولية لما للرياضة من شعبية على المستوى العالمي وخاصة كرة القدم فقررت تأسيس فريق لكرة القدم من اللاعبين الجزائريين المنتمين إلى البطولة الفرنسية، ووجهت نداء إلى هؤلاء اللاعبين للإلتحاق بالثورة. التحاق اللاعبين الجزائريين بالثورة يعود تأسيس فريق جبة التحرير الوطني لكرة القدم إلى ربيع سنة 1958 وبالضبط في شهر أفريل حين أعلن فجأة عن مغادرة اللاعبين الجزائريين الذين يلعبون في البطولة الفرنسية سرا إلى تونس عن طريق الدول المجاورة، وكانت ضربة قاضية للشرطة الفرنسية التي لم تتمكن من اكتشاف الأمر، الذي اعتبر إنتصارا لجبهة التحرير في فرنسا، خاصة وأن هؤلاء اللاعبين كانوا من أبرز الرياضيين في مجال كرة القدم وكان بعضهم مؤهل للعب ضمن الفريق الفرنسي المتأهل إلى كأس العالم بالسويد عام 1958. بداية قصة أبطال الجزائر كانت بداية حكاية المنتخب الجزائري لكرة القدم في ظروف سرية سنة 1958 أثناء فترة الإستعمار الفرنسي للجزائر، حين قام محمد بومرزاق وهو زعيم من زعماء جبهة التحرير الوطني الجزائرية حزب جبهة التحرير الوطني الذي كان بفرنسا، بالإتصال مع 10 من أبرز لاعبين محترفين من أصول جزائرية كان ينشطون في الدوري الفرنسي آنذاك، هم كرمالي مخلوفي زيتوني بوبكر بخلوفي قدور عمار رواي عريبي إبراهيمي بوشوك، وحدث ذلك خلال المهرجان العالمي للشباب في سنة 1958، حيث طلب منهم مغادرة فرنسا سرا والتوجه إلى تونس، حيث كان المنتخب الجزائري قد أنشئ في 12 من أفريل سنة 1958، في وقت لاحق أعلن الإتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا بعد احتجاج الإتحاد الفرنسي لكرة القدم، أن أي فريق يواجه الجزائريين سيطرد من نهائيات كأس العالم، في حين أن الحكومة الفرنسية نجحت في إلقاء القبض على اللاعبين الآخرين الذين حاولوا مغادرة البلاد للإنضمام إلى الفريق، على الرغم من هذه العقبات، فإن فريق حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري لعب 91 مباراة على مدى السنوات الأربع الموالية، وساعدت انتصارات الفريق في منح وزيادة الاعتراف الدولي بكفاح الجزائريين من أجل الإستقلال. الفريق لعب 91 مباراة ، فاز في 65 و سجل 385 هدفا بعد مغادرة اللاعبين الجزائريينلفرنسا والتحاقهم بتونس تم تشكيل فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم عقب النداء الذي وجهته الجبهة إلى كل اللاعبين الجزائريين في فرنسا والذي رافقه صدى إعلامي كبير على الصعيد العالمي، خاصة وأن العالم كله يراقب التحضيرات المكثفة للمشاركة في كأس العالم، كما أثر الحادث كثيرا على الشرطة الفرنسية التي لم تتمكن من التفطن للعملية، وبعد تشكيل الفريق بتونس تحت قيادة بومزراق قام فريق جبهة التحرير الوطني بتمثيل القضية الجزائرية في المحافل الدولية، فسافر عبر أقطار عديدة من تونس إلى بكين وبلغراد وهانوي وطرابلس والرباط وبراغ ودمشق وغيرها من العواصم التي نزل بها حاملا علم الجزائر، وقد لعب فريق جبهة التحرير الوطني 91 مقابلة فاز في 65 مقابلة وتعادل في 13 منها وانهزم في 13 مقابلات فقط، حيث سجل هجوم الفريق 385 هدف، وتلقى الدفاع 127 هدف فقط، رشيد مخلوفي رمز التضحية والشجاعة هو من أبرز تلك العناصر وصانع ألعاب نادي سان إيتيان سابقا، كان في الصف الأول وأعطى المثل في التضحية والشجاعة: "لم أتردد لحظة واحدة في الفرار من الخدمة العسكرية التي كنت أؤديها بكتيبة جوانفيل كما تعلمون، فالناس يهتمون اليوم بمشوارهم الاحترافي والسجل الرياضي والمال، بالطبع كأس العالم كنت أفكر فيها لكن نداء الوطن كان أقوى، خاصة أن الجزائر كانت تناضل من أجل الإستقلال، بالموهبة في اللعب والوطنية في الوجدان عناصر منتخب جبهة التحرير الوطني كان لها الدور العظيم في الكفاح من أجل التحرير الوطني، الفكرة التي طرحت في البداية هي إنشاء فريق كرة قدم يعطي صورة صادقة وكاملة عن شعب يكافح من أجل التخلص من الاستعمار والاستبداد". مصطفى زيتوني فضل الجزائر على لعب مونديال السويد يعتبر مصطفى زيتوني أحد أعمدة فريق جبهة التحرير الوطني، كما أن إبن بولوغين الذي تجاوز عمره ال80 سنة، فضل الواجب الوطني على كأس العالم في السويد عام 1958 حيث كان الصخرة الدفاعية في المنتخب الفرنسي وقد استدعي ليخوض المونديال كمدافع أساسي، لكنه لم يفرط في نداء الوطن وإلتحق بفريق جبهة التحرير دون أي تردد، ويمر زيتوني بمرحلة صعبة باعتبار أنه يعاني من مرض خطير أقعده منذ عام 2000، يعاني مصطفى زيتوني في مستشفى نيس بفرنسا من مرض ألزايمر العصبي وهاهو الرجل الذي ضحى من أجل الجزائر . محمد معوش .. المناضل الفذ يُعد لاعبا فذا وواحد من أبرز وجوه هذا الفريق، وقد صرّح بكل فخر واعتزاز : مع مرور الوقت يمكنني القول أننا لا نأسف على أي شيء، لقد كنا مناضلين وثوار، لقد ناضلنا من أجل الاستقلال، تلك كانت أجمل سنوات عمرنا ، بعد أن فشل في محاولة الهروب مع المجموعة الأولى في أفريل سنة 1958، اعتقل معوش من قبل الشرطة، لكنه لم يحاكم بسبب هروبه من الخدمة العسكرية، ولم يثن ذلك من عزيمة هذا اللاعب الموهوب، حيث التحق على الرغم من ذلك بالمجموعة التي كانت متواجدة في تلك الحقبة بتونس في نوفمبر سنة 1958. كرمالي .. مسيرة عطاء من 1958 إلى كأس أمم إفريقيا 1990 يعتز ابن مدينة عين الفوارة كثيرا بمساهمته في الأسطورة الملحمية لفريق جبهة التحرير الوطني والتي أكسبته وعائلته مجدا طيلة مشواره، الإحترافي، وقبل إلتحاقه بفرنسا العام 1955 لم يكن أي شيء يوحي بأنه سيخوض فيما بعد مشوارا خارقا ومدهشا سواء في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط أو في موطنه الأصلي. وقد بدأ مشواره مع الإتحاد الرياضي لسطيف وعمره لم يتعد آنذاك 16 سنة، قبل أن يخضع لعقوبة منعته من اللعب لمدة عامين كاملين بسبب توقيعه على عقدين، حيث قرر بعدها الهجرة إلى فرنسا ونزل بمرسيليا قبل أن يلتحق بفريق ميلوز ثم كان ومنها إلى النادي العريق ليون، وكشف كرمالي أن أفضل ذكرى بالنسبة له تبقى كلمة فرحات عباس التي ألقاها في تونس أمام فريق جبهة التحرير الوطني والتي بقية عالقة في ذهنه إلى غاية أن وافته المنية مؤخرا : "سادتي لقد حققتم تقدما للثورة ب 10 سنوات". لاعبون ضحوا بكل شيء من أجل الوطن كانت حياة اللاعبين اللذين إلتحقوا بفريق جبهة التحرير الوطني يتمتعون بكل الحقوق في فرنسا، وكانوا يحظون بالإحترام والشهرة لدى الجماهير، كما أنهم لم يحسوا بأي شيء من العنصرية مع زملائهم في أنديتهم وكانوا يعاملون بشكل جيد، كما أن أغلبهم كانوا متزوجين من فرنسيات، وككل الجزائريين العاملين في الخارج كان هؤلاء يدفعون 15 بالمئة من رواتبهم الشهرية لصالح حزب جبهة التحرير، لدعم القضية الجزائرية، ولكن ما لم يتخيله أحد هو ذلك الهروب من فرنسا وترك كل الخيرات والأعمال التي كانت توفر لهم حياة سهلة ومستقبلا مضمونا، حيث أظهروا كل معاني التضحية من أجل الوطن عندما تخلوا عن عائلاتهم وهم مدركون أن ما أقدموا عليه كان سيحرمهم من العودة لأهلهم، كما أنهم لم يفكروا حتى في الإغراءات الضخمة التي وضعتها الأندية الفرنسية كي تسترجعهم والتي قدرت ب: 250.000 دولار لكل لاعب يعود لفرنسا، وكان ذلك المبلغ قياسيا في ذلك الوقت، لكن أبطال الجزائر فضلوا تلبية نداء الواجب. مباراة يوغوسلافيا و السداسية التاريخية وصف رشيد مخلوفي فوز منتخب جبهة التحرير الوطني على أفضل منتخب يوغوسلافي على مر التاريخ وكان ذلك عام 1959 في بلغراد، حيث قال هداف سانت إتيان عن تلك المباراة : إنها مباراة لن أنساها أبدا، فقد أكدنا للعالم أن فريقنا ليس منتخبا يروج للقضية الجزائرية فحسب، بل هو منتخب قوي يمكنه أن يلعب على أعلى المستويات وأضاف : أذكر جيدا تلك الأمسية عندما دخلنا ملعب بلغراد عقب انتهاء لقاء يوغوسلافيا والبرازيل، بدأ لقاء فريق جبهة التحرير مع المنتخب اليوغوسلافي حيث كان اللقاء على شكل مباراة إسدال الستار، وكانت الجماهير قد خرجت من الملعب، ليبدأ المهرجان الهجومي الذي قدمناه بكل روعة أمام فريق بلد كان يحكمه الأسطورة اليوغوسلافية تيتو حيث سجلنا الهدف تلوى الآخر لتعود الجماهير التي اندهشت من أداء فريقنا الذي سحق منتخبهم بسداسية كاملة. هو شي منه و قصته مع منتخب جبهة التحرير رغم حضر "الفيفا" وتحذيرها لكل منتخبات البلدان الأعضاء فيها اللعب أمام منتخب جبهة التحرير الوطني لكن أغلب الدول التي زارها سفراء القضية الجزائرية أبت إلا أن تستقبلهم أحسن إستقبال وتلعب أمامهم إعترافا بالجزائر، وكانت أبرز تلك الدول التي دعمت قضيت الشعب الجزائري من خلال اللعب أمام منتخب جبهة التحرير تقع غالبا في المعسكر الشرقي الذي يتميز بالشيوعية، كالإتحاد السوفياتي والصين وفيتنام، وفي فييتنام تحديدا أين فاز فريق جبهة التحرير ب 4 مباريات متتالية وكانت أبرز النتائج تلك التي حققها رفقاء مخلوفي أمام فريق هايفونغ الذي سحقوه ب11-0 ، وبعد ذلك دعى القائد الفيتنامي “هو شي منه” أحد رموز التاريخ العالمي، أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني لتناول وجبة فطور الصباح في منزله على الساعة السابعة صباحا، وقد كان ذلك إعترافا مباشرا ومجاملة علنية للقضية الجزائرية. أهدوا الجزائر ميدالية البحر الأبيض المتوسط من بين الإنجازات التي حققها أبطال الفريق الثوري بعد الإستقلال، فوز الفريق الوطني بالميدالية الذهبية لألعاب حوض البحر الأبيض المتوسط سنة 1975 والألعاب الإفريقية سنة 1978، تحت قيادة رشيد مخلوفي الذي أشرف كذلك على الطاقم الفني الذي قاد المنتخب الوطني إلى أول مشاركة في كأس العالم سنة 1982، والنتائج الرائعة التي سجلها في الملاعب الإسبانية، هذا إلى جانب التتويج بأول وآخر كأس إفريقية سنة 1990 تحت قيادة عبد الحميد كرمالي، الذي أهّل كذلك وللمرة الأولى الفريق الوطني أواسط إلى كأس العالم سنة 1979 باليابان، ووصل معه إلى ربع نهائي هذه المنافسة. أما على مستوى الأندية، فنجد بأن أول كأس إفريقية تحصلت عليها الأندية الجزائرية كانت من قبل فريق مولودية الجزائر سنة 1975 تحت قيادة عبد الحميد زوبا أبرز أعضاء الفريق، إلى جانب الكأس الإفريقية للأندية البطلة والكأس الآفرو آسيوية اللتين حاز عليهما فريق وفاق سطيف عام 1989 بقيادة المرحوم مختار عريبي. أسماء وأرقام لن ينساها التاريخ: تركيبة الفريق حراس المرمى: عبد الرحمان بوبكر وعلي دودو وعبد الرحمان أبرير. الدفاع: مصطفى زيتوني وقدور بخلوفي ومحمد سوكان وشريف بوشاش وإسماعيل أبرير وعبد الله ستاتي. وسط الميدان: مختار عريبي وسعيد حداد وعلي بن فضة ومحمد بومزراق وحسن بورطال وعمار رواي وحسن شبري. الهجوم: عبد الحميد كرمالي وعبد العزيز بن تيفور وعبد الحميد بوشوك ورشيد مخلوفي وسعيد براهيمي ومحمد معوش وأحمد وجاني وأمقران وليكان وعبد الرحمان سوكان وعبد العزيز معزوز ومحمد بوريشة وعبد الكريم كروم وحسين بوشاش وسعيد عمارة وعبد الحميد زوبا. أهم اللقاءات التي لعبتها التشكيلة: لعب فريق جبهة التحرير الوطني 62 مقابلة ما بين سنوات 1958 و1962، سجل فيها 47 انتصارا و11 تعادلا و4 انهزامات. وسجل خلالها 246 هدفا وتلقى فيها 66 هدفا، وقد لعب رفاق رشيد مخلوفي مقابلات ضد التشكيلات الوطنية للاتحاد السوفياتي 4 مقابلات ويوغسلافيا 5 مقابلات وتشيكوسلوفاكيا 4 مقابلات ورومانيا 4 مقابلات والمجر 4 مقابلات وبلغاريا 6 مقابلات والصين 5 مقابلات والفيتنان 4 مقابلات والمغرب 7مقابلات وتونس 4 مقابلات وليبيا مقابلتين والعراق 6 مقابلات والأردن 3مقابلات أهم النتائج: كان فريق جبهة التحرير الوطني عنيدا جدا على الميدان حيث تمكن من الفوز بمقابلات عديدة وبنتائج عريضة، أبرزها فوزه على يوغسلافيا ب 6-1 والمجر5-2 وتشيكوسلوفاكيا 4-1 و الصين4-0 وتونس9-0 والأردن 11-0 والعراق 11-0 و الفيتنام 11-0، وقد انهزم أمام بلغاريا ب 4-3 و يوغوسلافيا 2-0 وتشكيلة روستوف من الاتحاد السوفياتي ب 2-1 . الجزائر تفقد عميد المدربين عبد الحميد كرمالي بعد صراع طويل مع المرض، توفي عميد المدربين الجزائريين وصانع ملحمة الجزائر 1990 عبد الحميد كرمالي عن عمر يناهز ال82سنة كاملة، تاركا وراءه حزنا عميقا في قلوب كل من عرفه عن قرب وكذا ملايين الجزائريين الذين يكنون لل «الشيخ» بالغ التقدير والاحترام، حيث كان وراء حصول المنتخب الجزائري على أول لقب قاري في كأس إفريقيا1990.هذا وكان الشيخ كرمالي قد عانى من أوضاع صحية حرجة خلال السنتين الفارطتين الشيء الذي تطلب نقله في العديد من المرات للعلاج بالمستشفى العسكري بعين النعجة، ووصل الحال به في الفترة الأخيرة إلى حدود دخوله في غيبوبة لساعات طويلة، لكنه بقي يصارع المرض إلى أن وافته المنية ، و بذلك يرحل رجل عزيز على قلوبنا وقلوب كل من عرفه وهو الذي كان من بين أبرز لاعبي منتخب جبهة التحرير الوطني إبان الثورة المجيدة، رغم أنه كان من أوائل اللاعبين الجزائريين الذين حملوا ألوان عدة فرق فرنسية، قبل أن يعودوا للأصل ويعلنوا تمردهم على كل ما هو تابع للاستعمار الفرنسي. كتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الجزائرية لمن لا يعرف الشيخ عبد الحميد كرمالي، فهو المدرب الجزائري الوحيد الذي تفوق على جميع التقنيين الجزائريين وحتى الأجانب الذين أشرفوا على إدارة الطاقم الفني للخضر، حيث تمكن خلال الفترة التي درب فيها رفقاء الأسطورة الحية رابح مصطفى ماجر ما بين سنتي 1990و1992 من إهداء الكأس الإفريقية الوحيدة لخزائن الفاف خلال «كان» 1990 الذي احتضنته الجزائر بعدما لقّن نسور نيجيريا درسا في كرة القدم، معلنا بذلك تفوق الجزائر على جميع المنتخبات الإفريقية، ليحفظ بذلك تاريخ الكرة الجزائرية اسمه بأحرف من ذهب، ولا سيما أن من خلفوه عجزوا عن تكرار صنيعه رغم امتلاك الجزائر للاعبين كبار خلال السنوات الأخيرة. جدير بالذكر أن كرمالي عاد لتدريب الخضر في بداية الألفية لكنه لم يعمر طويلا في المنتخب. لعب لكان وليون قبل أن يعود ل»لياساماس» بإعلان وفاة الشيخ كرمالي ، تكون عاصمة الهضاب العليا سطيف قد فقدت واحدا من أبنائها البررة الذين كان لهم شأن كبير في عالم الكرة المستديرة التي دخلها من بوابة نادي اتحاد سطيف، الذي تألق معه ليخطف بذلك أنظار مسيري مختلف الأندية ومنهم نادي اتحاد العاصمة الذي وقع له دون الحصول على رخصة من فريقه الأصلي، ليعاقب بالحرمان من اللعب في البطولة المحلية لمدة عامين كاملين ويضطر بذلك إلى الاحتراف في البطولة الفرنسية التي لعب فيها لكل من نوادي ميلوز،كان وأولمبيك ليون في الفترة الممتدة ما بين سنتي 1955 و1957 قبل أن يغادر بعدها ليون بسبب استدعائه من بعض اللاعبين الجزائريين آنذاك من أجل اللعب لفريق جبهة التحرير الوطني، ويعود بعدها إلى الفريق الذي قدمه للعالم وهو اتحاد سطيف ووفاق سطيف وذلك بعد استقلال الجزائر، حيث توج بأول كأس للجمهورية مع «الكحلة» ضد نادي ترجي مستغانم، كما سيحفظ تاريخ «السيدة» اسمه بأحرف من ذهب ، كيف لا وهو الذي سجل أول هدف في تاريخها عن طريق كرة ثابتة. علي بايش- زرادنة جمال الدين