بدأت الحكومة المصرية الجديدة برئاسة الدكتور حازم الببلاوي عملها أمس، بعد أن أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور، وضمت تشكيلة الحكومة 35 وزيرا، بينهم ثلاث سيدات.وأشار مراقبون إلى أن الحكومة الأولى بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي تواجه أعباء اقتصادية وأمنية جسيمة، إلا أن اختيارات الببلاوي وخاصة للمجموعة الاقتصادية هي الأفضل بحسب عدد من الخبراء، وبينهم سبعة وزراء محسوبين على "جبهة الإنقاذ الوطني"، وخمس وزراء من حكومة الدكتور هشام قنديل وذلك رغم تراجع بعض المرشحين للحقائب الوزارية في اللحظات الأخيرة عن قبول المنصب.وانتقد حزب النور التشكيل الوزاري واعتبره تكرارا لأخطاء الماضي، ورفض المشاركة في الحكومة قائلا إنها تعبر عن فصيل سياسي واحد في إشارة إلى القوى المدنية، بينما نفى القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، أن يكون الببلاوي عرض على حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، أي حقيبة وزارية في الحكومة الانتقالية وأضاف أن حزبه كان سيرفض لو كان عرض عليه.وفي غضون ذلك، أسفرت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن المصرية وأنصار الرئيس المعزول مرسي عن مقتل سبعة وإصابة المئات، خلال محاولة مؤيدي الرئيس السابق قطع طرق رئيسة في العاصمة القاهرة وإحداث أعمال شغب تفجرت الليلة قبل الماضية واستمرت حتى فجر أمس، وقالت مصادر أمنية إنه قبض على أكثر من 400 شخص متهمين.وفي السياق نفسه، عزز الجيش المصري من وجوده في شبه جزيرة سيناء، وأكدت مصادر أمنية في تل أبيب، أمس، أن إسرائيل وافقت على طلب مصري بنشر كتيبتي مشاة إضافيتين "لدعم القوات الأمنية التي تحاول مكافحة نشاطات مسلحة لقوى الإرهاب"، على أن يكون نشاط هاتين الكتيبتين مؤقتا.وواصل أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي التظاهر للمطالبة بعودته لمنصبه ولرفض ما سموه الانقلاب العسكري، فيما اعتقلت قوات الأمن المئات على خلفية الاشتباكات التي شهدتها مناطق مختلفة بالقاهرة ليلة أول أمس، بينما دعا أمس ما يعرف بالتحالف الوطني لدعم الشرعية إلى "مليونية الإصرار".وردد المتظاهرون هتافات منددة بما وصفوها بلطجة وزارة الداخلية وبما قالوا إنه دور لجهاز أمن الدولة في العنف والبلطجة رغم مرور عامين على حله رسميا بعد ثورة 25 جانفي، مصادر بأن قوات الأمن أقامت حواجز لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المقر.وقال شهود ومصادر أمنية إن مسلحين مزودين بصواريخ ومدافع رشاشة وقذائف "أر بي جي" و"هاون" هاجموا 3 مقرات للجيش المصري في شبه جزيرة سيناء أول أمس، مما أسفر عن إصابة ضابط مصري و5 جنود.وأضافت المصادر أنه أمكن سماع دوي الانفجارات في المعسكر القريب من بلدة رفح الحدودية، ولم يصدر على الفور أي تقرير عن هوية المسلحين، وأكد مصدر أمنى أن الإصابات عبارة عن شظايا من القصف الذي استهدف كمينا برفح ومقر القوات المسلحة بالساحة ومقر سيادي برفح، وتم نقل المصابين إلى مستشفى رفح العام، وقالت مصادر في الجيش إنه تم التصدي للعناصر بإطلاق النار عليهم، وتم إجبارهم على الهرب وسط تحليق مكثف من طائرات الأباتشي في سماء رفح. أشتون في مصر للقاء منصور والسيسي تقوم المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بزيارة إلى القاهرة بداية من أمس للقاء المسؤولين المصريين ومناقشة تطورات الأوضاع في البلاد، وستلتقي آشتون الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، والفريق أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع للتعرف على خريطة الطريق ولحثهم للعودة إلى مسار الديمقراطية .وقالت آشتون في هذا الصدد "الاتحاد الأوروبي يرغب بمساعدة الشعب المصري في سعيه نحو مستقبل أفضل والحرية والازدهار الاقتصادي"، كما ستلتقي آشتون بقيادات من الإخوان المسلمين وبعض القوي السياسية الأخرى ومن بينها قيادات حركة "تمرد".