هددت حركة الإخوان المسلمين، بتصعيد الموقف الجمعة القادم للضغط على السلطات الانتقالية، لإرغامها على إعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى منصبه. واشتدت القبضة بين السلطات الانتقالية وحركة الإخوان، وإن كان هذه المرة بشكل سلمي، في وقت شرعت فيه قوات الجيش لأول مرة في عمليات تمشيط بالطائرات شملت المناطق الحدودية الدولية مع قطاع غزة، في نفس الوقت الذي استهدفت فيه تحصينات لجماعات مسلحة في جبال الحلال في شمال ووسط سيناء. وتعد هذه المرة الأولى منذ 46 عاما التي تقوم فيها طائرات عسكرية مصرية بعمليات تحليق في أجواء مدينتي رفح وخان يونس في قطاع غزة، وعلى طول الشريط الحدودى مع غزة بعد حصولها على الضوء الأخضر من الجانب الإسرائيلي لإحباط أي تسلل لعناصر مسلحة إلى صحراء سيناء. وذكر مصدر عسكري، أن القوات المسلحة المصرية شنت هجوما على “بؤر إرهابية” بجبل الحلال، الذي يقع على بعد 60 كلم جنوب مدينة العريش وتحول إلى معقل للجماعات المسلحة. وجاءت عمليات التمشيط العسكرية المصرية، ردا على قيام مجموعات مسلحة أمس بعدة عمليات مسلحة، استهدفت نقاط أمنية تابعة للجيش والشرطة، وامتدت لتصل إلى المدخل الغربي للمجرى الملاحي لقناة السويس، بعدما هاجم مسلحون سيارة شرطة أمس بالقرب من نقطة مراقبة بالإسماعيلية، أدت إلى مقتل عقيد شرطة وإصابة آخر. ونفذت عناصر مسلحة هجمات متزامنة بالأسلحة الثقيلة على عدة نقاط أمنية في العريش، كما شنت هجوما مسلحا بقذائف “ار. بي. جي” على مطار العريش الدولى وحاجز للجيش بالقرب من مدينة رفح. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تعتزم حركة الإخوان تنظيم أضخم اعتصام في ساحة رابعة العدوية بمدينة نصر شرق العاصمة القاهرة يوم غد الاثنين، ضمن حلقات مسلسل الضغط على السلطات الانتقالية لإرغامها على عودة الشرعية الدستورية إلى البلاد. وجاءت الدعوة إلى هذه المسيرة الاحتجاجية، بعد نجاح مليونية الزحف التي دعت إليها الحركة أول أمس لنصرة الرئيس محمد مرسي، والضغط من أجل إطلاق سراحه وتمكينه من العودة إلى منصبه. ولحسن الحظ، فإن أول مليونية بمناسبة شهر رمضان الكريم تمت دون تسجيل أية قلاقل، على عكس المجزرة التي عرفتها الساحة المقابلة لمقر الحرس الجمهوري في القاهرة فجر الاثنين الماضي، وخلف مصرع 53 شخصا كلهم من أنصار الرئيس المعزول. وتدخل اليوم اعتصامات الإسلاميين أسبوعها الثاني على التوالي منذ الإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي، ويتأكد معها أنهم لا يريدون التراجع عن موقفهم المبدئي في عودة الشرعية الدستورية. وقال صفوت حجازي، العضو القيادي في حركة الإخوان، إننا سنبقى هنا شهرا أو شهرين وحتى عاما أو عامين إذا استدعى الأمر ذلك، وأصرّ على القول إن حركة الإخوان جددت مطالبها بعودة الرئيس، وتنظيم انتخابات عامة واستحداث لجنة للمصالحة الوطنية. وانضمت الإدارة الأمريكية إلى جانب حركة الإخوان، للمطالبة بإطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي، في وقت يواصل فيه مئات آلاف الإسلاميين اعتصاماتهم في مختلف الساحات العمومية، على أمل استعادة ما يسمونه بالحق الدستوري. ورغم هذا الإصرار، فإن السلطات الانتقالية تبدو ماضية في خطتها لتشكيل حكومة وحدة وطنية رافضة الرد على هذه المطالب، واكتفت بالقول إن مرسي موجود في مكان آمن ويعامل معاملة تليق به. وواصل حازم الببلاوي اتصالاته، في رحلة إتمام عملية اختيار الوزراء الذين يشكلون طاقمه الوزاري، الذي سيضمن إدارة الشأن العام المصري طيلة مدة المرحلة الانتقالية الممتدة على مدى عام ونصف، وبخطة عمل محددة تنتهي العام القادم بتنظيم الانتخابات العامة ثم الرئاسية. وحسبما تسرب، فإن عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع الحالي ووزير الداخلية محمد إبراهيم، احتفظا بحقيبتيهما في هذه الحكومة، التي قال رئيسها إنها اكتملت بنسبة 90 بالمائة، وينتظر أن يتم الإعلان عن تشكيلتها قبل نهاية الأسبوع الجاري. وقال الببلاوي الذي اختاره الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور لقيادة المرحلة الانتقالية، إنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة على الحكومة الجديدة، حيث ينتظر أن يجري محادثات مع وزرائه، على أن يتم الإعلان عنها خلال اليومين القادمين. وقال الببلاوي، إن من بين أولويات طاقمه، استعادة الأمن العام وضمان توفير المواد الأساسية لكافة المواطنين والخدمات والإعداد للانتخابات العامة والرئاسية. وأعطت تصريحات رئيس الحكومة الانتقالية، الاعتقاد أن السلطات الجديدة غير مهتمة بما يحدث في شارع مصري متأجج، وجعل من الساحات العمومية مجالا للتعبير عن مواقفه، بما يؤكد أن بوادر أزمة حادة بين المتظاهرين وقوات الأمن مرشحة للانفجار في أية لحظة، بما قد يعمق من حدة الأزمة ويزيد في تعقيدها.