أشار بوخرص محمد، رئيس الفدرالية الوطنية لعاجزي الكلى، إلى أن قانون زرع الكلى موجود في الجزائر، لكن الظروف غير مواتية بتاتا لعملية الزرع من أجل المرضى، على غرار غياب الاستشفاء اللازم للمرضى قبل أي عملية للزرع، إضافة إلى نقص التأطير الطبي في هذا الاختصاص، أين يجهل العديد أن 30 بالمائة فقط من مرضى القصور الكلوي بإمكانهم إجراء عملية زرع، إضافة إلى النسب المتدنية للتوعية لدى المجتمع بخصوص عملية التبرع بأعضاء المتوفّين، وهو ما يستلزم إرادة سياسية حقيقية وبرنامج توعوي كبير للأسرة الطبية والمجتمع. وأفاد بوخرص في تصريح إعلامي خص به جريدة "الاتحاد"، بأن "ملف زرع الكلى عميق ومعقد وليس بالسهولة التي يتم الترويج لها في الجزائر، حيث أن خمسة وزارات كاملة معنية بالتكفل بالمرضى من عاجزي الكلى، ويتعلق الأمر بوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي ووزارة التضامن الوطني ووزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي"، موضحا بأن الاستشفاء من هذا المرض لا يتم بالشكل القانوني والصحي السليم في الجزائر، ما يمنع أي زرع للكلى لدى المرضى، على اعتبار أنهم غير جاهزين صحيا بعد. وأردف يقول بأنه: "لابد من ملف طبي لكل شخص مريض بالقصور الكلوي، يحوي تفاصيل مرضه واستشفائه، قبل أي عملية زرع، وهنا أشير إلى أن 30 بالمائة فقط من مرضى القصور الكلوي، من بإمكانهم الاستفادة من الزرع، والباقي لا يمكنهم ذلك بسبب الأمراض التي يعانوها وأسباب إصابتهم بالقصور الكلوي، على غرار مرضى السيدا والسكري والضغط الدموي وفقر الدم وغيرها". وأضاف محدثنا بأن جمعيته رفعت تقريرا إلى وزارة الصحة والسلطات الأخرى الوصية والوزارة الأولى، حول ما وصفه بالوضع "الكارثي" للمرضى عاجزي الكلى في الجزائر، لكنه لم يتلقى رد بعد، معربا عن أمله في تدخل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لدفع الملف نحو الانفراج. واستطرد يقول بأن: "أبناء الفقراء لا يزالون يعانون في صمت مع هذا المرض"، معتبرا بأن وزارة الصحة بعيدة كل البعد عن التكفل بهم، منتقدا في السياق ذاته ما وصفه "تعتيم إعلامي" على وضعية مرضى العجز الكلوي في الجزائر. وأبرز المصدر ذاته، بأنه: "قبل إطلاق البطاقية الوطنية لتحديد الراغبين في التبرع بأعضائهم أو الرافضين لهذه العملية، يجب أولا أن تمتلك مديريات الصحة عبر الولايات لإحصائيات المرضى الذين بحاجة إلى الزرع، وهو الأمر الذي لا يوجد لحد الساعة، حتى أن هؤلاء المرضى ليس لهم ملفات لدى أطبائهم". جدير بالذكر بأن الجزائر تحصي نحو 3 ملايين مصاب بقصور كلوي حاد، من بينهم حوالي 50 بالمائة مصابون بأمراض الضغط الدموي والسكري، فيما تسجل سنويا حوالي 3000 حالة إصابة جديدة بالقصور الكلوي المزمن، وهم بحاجة إلى علاج متخصص يستوجب عملية زرع، بحسب البروفيسور الطاهر ريان، عميد كلية الطب بجامعة عمار ثليجي بالأغواط، ورئيس الجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى.