بعدما كانت المرأة الجزائرية في الماضي يقتصر مكانها في البيت و لا تخرج منه إلا لقضاء حاجتها أو المداواة عند الطبيب أصبحت اليوم تنافس الرجال مقتحمة كل الأمكنة الأسواق و الشوارع و المساجد و حتى المقاهي و المطاعم و حتى محلات بيع المأكولات السريعة و التي يصطلح عليها ب "البيتزيريا" هذه الأخيرة التي تشهد توافدا كبيرا من قبل الجنس اللطيف في الآونة الأخيرة تزامنا و حرارة الصيف المرتفعة التي بلغت ذروتها هذا العام. جموع من النساء بمختلف الأعمار سواء كن شابات أو كبيرات في السن عاملات أو ماكثات بالبيت أصبحن في السنوات الأخيرة يلتحقن بالمقاهي و محلات بيع اأكل السريع بعدما كانت حكرا على الرجال و الأطفال فقط،بحثا عن متنفس يريحهن من متاعب الأشغال المنزلية و العمل و حرارة الصيف المرتفعة،فيما أخريات منهن يفضلن محلات بيع المثلجات لقضاء سهراتهن خارج المنازل و اقتناء مختلف أنواعها و أشكالها،هي سلوكيات جديدة و دخيلة على مجتمعنا بطلاتها كانت نساء جزائريات و هن يتحججن بالتحضر و التقدم ارتأت يومية "الإتحاد" الغوص أكثر في هذا الموضوع و معرفة سر هذا الإقبال فقامت بزيارة ميدانية إلى بعض مطاعم و محلات بيع المأكولات السريعة و الخفيفة و المثلجات الخاصة بالجنس اللطيف و أخرى بالعائلات في بعض شوارع العاصمة. "البيتزا" تنافس الأطباق التقليدية كانت الساعة تشير إلى حدود الثانية زوالا عندما اكتظت عن آخرها إحدى محلات بيع المأكولات السريعة و التي يصطلح عليها "البيتزا" و "الهبرغر" و غيرها من المأكولات الخفيفة التي باتت تنافس الأطباق التقليدية و اقتناء أنواع من المثلجات ،"سهام" ذات 25 ربيعا كانت من بينهن و هي موظفة بإحدى المؤسسات الخاصة بالعاصمة،كانت برفقة زميلتها "صليحة" و كانتا تنتظران دورهما لتناول وجبة الفطور ،اقتربت يومية "الإتحاد" منهما لتعرف سرّ هذا الإقبال المنقطع النظير لتلك المحلات من قبل النسوة العاملات و حتى الماكثات في البيت،فصرحت لنا "سهام" أن بحكم عملهما فتضطر يوميا للالتحاق بمثل هذه المحلات لتناول وجبات خفيفة تضاف إليها بعض أشكال من المثلجات للتغلب على حرارة الصيف المرتفعة التي بلغت ذروتها هذا العام،فيما صرحن بعض زميلتها أن أطباق البيتزا" بأنواعها هي الأفضل من الأطباق التقليدية التي يحضرنها في البيت و الملائمة في هذه الحرارة. هروبا من حرارة المطبخ و لقتل روتين البيت و ليس بعيد عنهن كانت "الخالة سعدية"جالسة بإحدى الطاولات في زاوية من زوايا ذلك المحل و التي كانت برفقة جارتها "جميلة" و هما في العقد الخامس من العمر ،حيث كانتا تتناولان أطباق خفيفة من الطعام و شهية في نفس الوقت و تتبادلان أطراف الحديث و من حين لآخر كانتا تطلقان قهقهات تعبر عن تلك الراحة و الفرحة التي كانت تسود قعدتهما ،ما أثار فضول يومية "الإتحاد" حيث قامت بالاقتراب منهما و التي فتحتا لنا صدرهما الرحب إذ صرحت "الخالة سعدية" أنها معتادة على الإقبال إلى ذلك المحل كل يومين في الأسبوع و اصطحاب جارتها "جميلة" التي تحس معها بالراحة أكثر على حسب قولها،و ذلك لقتل روتين البيت و هروبا من حرارة البيت"نشموا الهواء و نشوفوا الدنيا رانا مغمومين فالدار..و علاش غير الرجال اللي عندهوم الحق هنا..ا ابنتي اعطيهوم الصحة كي حلونا هاذوا المحلات لينا.."،كما عبرت جارتها "جميلة" أيضا عن مدى سعادتها لوجود مثل تلك المحلات التي تتنفس فيها خاصة المرأة الماكثة بالبيت. محلات بيع المثلجات قبلة النسوة.. قد نجحت أكواب المثلجات مختلفة الأشكال و الألوان في حجز مكان لها إلى جانب الأطباق الخفيفة ك"البيتزا" و غيرها،"سهيلة" و صديقتها الأربع كن حاضرات هناك يتناولن أكواب من المثلجات و أمثالهن كثيرات حيث أضحت مثل تلك المحلات قبلة للنساء،حيث صرحن ليومية "الإتحاد" أنهن يحضرن إلى ذلك المحل في كل إجازة لهن لالتقاء بعضهن البعض و للإستمتاع بتلك المثلجات،فيما علقت "الخالة وردية" في العقد السادس من العمر أنهن في الماضي كن يفتقدن إلى مثل هذه اللقاءات التي يصنعنها خارج البيت كون المرأة كانت لا تخرج من بيتها إلا لضرورة أو للمداواة عند الطبيب و يكون ذلك بمرافقة زوجها أو محارمها ،أما اليوم تقول فالعكس فأصبحن يقتحمن كل الأماكن قائلة"كنا بكري نشروه للدار يلحق ذايب أو ماشي بنين.."و تختم حديثها مع يومية "الإتحاد" أن بنة اللمّة و القعدة و بنة المثلجات من جهة أخرى لا تعوض في البيت". أصحاب المحلات في سباق مع الزمن.. أمام هذا الإقبال الواسع الذي تعرفه محلات بيع الأكل السريع للزبونات و تضاعفهن بشكل كبير و لافت للانتباه في السنوات الأخيرة و منذ الأيام الأولى للدخول موسم الصيف الحار و ذلك قصد تناول المأكولات الخفيفة و اقتناء المثلجات جعل أصحاب تلك المحلات في سباق مع الزمن لتلبية طلباتهن و تحسين الخدمات من جهة و استغلال الفرصة لتحقيق ربح لم يكن ليحققوه في وقت آخر و في باقي الفصول من جهة أخرى،حيث صرح "رابح" صاحب محل بيع الأكل الخفيف و المثلجات مخصص للنساء بشارع العاصمة أن فكرة تخصيص هذا المحل للنساء كانت فكرة زوجته،و يضيف أنه تردد في بادئ الأمر و لكنها بحكمة زوجته و فطنتها استطاعت أن تقنعه و يقول"الحمد الله استطعنا تجسيد الفكرة حيث حققنا ربحا وفيرا لم نحققه سابقا عندما كان محلا لبيع الملابس.