أمام الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة هذا الصيف، تشهد محلات بيع المرطبات والمثلجات توافدا كبيرا منقطع النظير للعائلات الوهرانية بعد الإفطار، حيث لا يخلو محل من أطفال وعائلات تروي عطشها وحرارة هدا الموسم بمختلف أنواع المرطبات التي تتعدد ويتنوع ذوقها، إلى جانب العصائر المختلفة التي تستهوى الأطفال والكبار. في الوقت الذي تعرف محلات بيع المرطبات على واجهة البحر من شارع جيش التحرير بعد الإفطار، تدفقا كبيرا للمواطنين عليها، خاصة من الجالية المغتربة التي تفضل قضاء أوقات خارج المنزل للسهر والسمر واستنشاق الهواء العليل، خاصة بعد نصب العديد من المظلات والكراسي بطريق احمد عبد الرزاق المحاذي للتلفزيون ومحطة الاذاعة لتناول الشاي فيه. حيث لا يجد المرء لنفسه مكانا أجمل منه، فهو يطل على العديد من المواقع وتتوسطه نافورة ماء يفضل الأطفال اللعب بجوارها. وبين هدا وذاك، تبقى محلات بيع المرطبات تشهد إقبالا بعدما تراجعت مبيعات حلوة الزلابية حسب صانعيها. يقول عمي الجيلالي، بائع الحلويات الشرقية، “مع كل شهر رمضان نقوم بصنع حلوة الشامية والزلابية إلا أنه منذ رمضان الفارط ومع حرارة الجو فإن مبيعات الزلابية تراجعت بينما يكثر الإقبال على حلوة الشامية والمرطبات، لأن الكثير من المواطنين يفضلون تناول المرطبات على الحلويات التي تزيد في الوزن، خاصة مع حرارة الطقس، وذلك ما أكدته لنا السيدة فضيلة، أم لطفلين، وجدناها تشتري بعض القطع من المرطبات وقالت “مند ثلاث سنوات فإننا لا نشتري إلا المرطبات لأن الحرارة لا تجعلنا نلتف حول مائدة القهوة والبقاء حولها كثيرا وإنما أصبحنا اليوم نبحث على المأكولات الباردة والمشروبات والمياه الباردة، خاصة أنني عاملة وأطبخ عند عودتي من المنزل، ما يجعلني غير قادرة على تناول شيء إلا المثلجات والمرطبات التي أفضلها. وتقول خالتي فاطمة، امراة تجاوزت العقد السبعين من عمرها، وجدناها جالسة عند إحدى محطات النقل تنتظر الحافلة علها تنقلها إلى البيت، إذ كانت محملة بمختلف مستلزمات طاولة الإفطار من قصبرة ونعناع وجزر وتمور وفلفل وغيرها، لتقول إنها رغم شرائها لكل ما تحمله إلا أنها عند الفطور لا تستطيع تناول كل دلك بعدما تكثر من تناول المشروبات والمياه المعدنية الباردة، لان حرارة الجو لا تسمح لها بتناول مأكولات ساخنة. مع حرارة هدا الصيف، تضيف، أتناول بعض حبات التمر والحليب وبعض الحساء من طبق الحريرة، ثم أنام قليلا بعد الصلاة وأستيقظ بعدها لأتناول بعض المرطبات، لأن الحر لا أستطيع خلاله أتناول الكثير، خاصة أنها تعاني من ضغط الدم وتفضل أكل الخضروات وقليلا من المرق، في حين تكثر من المرطبات. في الوقت الذي تشهد بعض محلات بيع مادة الحليب بالولاية ندرة كبيرة.. بعد تهافت بائعي المرطبات على الحليب لصنع المثلجات، التي يكثر عليها الطلب هده الأيام الحارة.