مباشرة بعد انقضاء شهر رمضان الكريم وأيام عيد الفطر تعرف مطاعم ومحلات المثلجات بالمناطق الساحلية للجزائر العاصمة في أوت الجاري توافدا كبيرا من قبل المواطنين الذين يفضلون الخروج في برودة المساء لتناول وجبة عشاء وتلذذ قطع من المثلجات في جوعائلي ملؤه الراحة والاستجمام. لقد أصبحت هذه المطاعم ومحلات المثلجات المتواجدة بالمناطق الساحلية للعاصمة كسيدي فرج وزرالدة وبرج الكيفان ومنطقة فوكة البحرية, تعرف ازدحاما كبيرا نظرا لكثرة الزبائن الذين يتوافدون عليها من كافة بلديات العاصمة ومناطق أخرى من الوطن إلى جانب أفراد من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج لتناول ما طاب ولذ من الاطباق والمثلجات المتنوعة بالرغم من أسعارها المرتفعة. وغالبا ما يشد انتباه المارة و يجلب الزبائن لهذه المطاعم تلك الروائح المنبعثة لاشهى الاكلات والاطباق التي تقدمها سواء كانت تقليدية اوعالمية وذلك نزولا عند رغبات الزبائن الذين يقصدونها. ولجذب الزبائن يلجأ أصحاب هذه المطاعم إلى عرض قوائم الاطباق خارج محلاتهم أوتكليف عمال مؤقتين —غالبا ما يكونون من الشباب— لاقناع المارة بجودة مأكولاتهم وخدماتهم "المميزة". وفي هذا الاطار قال عمي محمد صاحب مطعم راق متواجد بين بلديتي فوكا البحرية وبوهارون ل (واج) أن اغلب الزبائن الذين يتوافدون على مطعمه خلال موسم الاصطياف يبحثون عن الراحة ولم شمل الاسرة وتناول أحلى الاكلات التي يحضرها هو شخصيا والمتمثلة اساسا في قطع الشواء على الجمر ومختلف انواع الاسماك إلى جانب اطباق تقليدية اخرى. وأوضح عمي محمد أن مطعمه يعرف "تدفق" الزبائن عليه على مدار السنة خاصة في عطلة نهاية الاسبوع وموسم الصيف مما يضطره على توظيف مساعدين في هذه الفترة بالذات." اقبال قوي رغم ارتفاع الاسعار لم تنل الاسعار المرتفعة للاطباق المقترحة بهذه المطاعم من رغبة الاسر في الاقبال على هذه المطاعم خلال الفترة المسائية والتوجه إليها حيث يتراوح سعر وجبة من الاسماك كالجنبري مثلا لاربعة اشخاص ما بين 10000 و 15000 دينار. كما يفوق سعر طبق من اللحم المشوي على الجمر 5000 دينار لاربعة اشخاص ايضا. وفي هذا الاطار اكدت السيدة فاطمة التي حاورتها وأج بمطعم بمدينة سطاوالي انها جاءت إلى "هذا المرفق للترويح عن النفس وتناول الدجاج المشوي على الجمر الذي تحبذ أكله — كما قالت — هي وأطفالها الثلاثة الصغار". وأضافت قائلة: "لقد اعتدت أن أستغل موسم الصيف للخروج رفقة اسرتي للتنزه وتناول الاكل خارج البيت معربة عن اندهاشها ل"غلاء" اسعار الاطباق. وأشارت إلى أن "سعر طبق الدجاج المشوي مرفوقا بالبطاطس والسلاطة والمشروبات كلفها حوالي 5000 دينار ". محلات المثلجات هي الاخرى... من ناحية أخرى تختار العديد من العائلات محلات المثلجات لتناول أكواب مختلفة النكهات من الفرولة والشكولاطة والفستق وأنواع أخرى دخلت السوق الجزائرية في الأونة الاخيرة من دول كإيطاليا. ولم تخلو هذه المناطق السياحية أيضامن باعة المكسرات والحلويات الشرقية كالبقلاوة والشامية إلى جانب بيع أكواب من الشاي المحضر بالطريقة الصحراوية بالأخص منطقة تميمون. وما يلفت الإنتباه بهذه المناطق كسيدي فرج, انبعاث ايقاعات متنوعة من الموسيقى حيث اعتاد الديوان الوطني للثقافة والاعلام خلال هذه الفترة من السنة على تنظيم سهرات بمسرح الهواء الطلق "الكازيف" حيث أضحت الكثير من العائلات تقصده للاستمتاع لأغاني يؤديها فنانون جزائريون وأجانب. ونظرا للتوافد المتميز على هذه المناطق السياحية يجد القاصد لها صعوبة كبيرة في العثورعلى مرآب لتوقيف سيارته حيث يضطر في معظم الاحيان إلى الدوران لوقت طويل بأزقتها بحثا عن مساحة فارغة ولو فوق الأرصفة. و يعد توفر الأمن في هذه الاماكن السياحية نقطة إيجابية حيث يمكن ملاحظة العدد الكبير من أعوان الأمن والدرك الوطنيين الذين يسهرون على راحة وسلامة المصطافين و حماية ممتلكاتهم.