تنطلق اليوم، على المستوى الوطني، ثاني احتفالية باليوم الوطني للكتاب والمكتبة، المصادف ل 07 جوان من كل سنة، والذي تم ترسيخه السنة الماضية 2021 أين تم إحياء أول احتفالية خاصة به تحت شعار "نحو آفاق مشرقة". وللعلم، فقد تم ترسيم هذا اليوم، بهدف ترقية دور المكتبة في المجتمع، وتكريسا لمكانة المعرفة والثقافة وروافدهما في بناء أفق مشرقة للأجيال، كما يأتي تخليدا لذكرى حرق المكتبة الجامعية الجزائرية من طرف المنظمة العسكرية السريّة لجيش الاستعمار الفرنسي عام 1962، ما أدّى إلى حرق ما يفوق 500 ألف كتاب ومخطوطات ثقافية وعلمية، في حين تمكنت الجزائر من إنقاذ ما يقارب 80 ألف نسخة. * "الكتاب والمكتبة.. تفعيل للذاكرة" محور ندوة وطنية ومن التظاهرات المنظمة لإحياء هذا اليوم، تحتضن المكتبة الوطنية الجزائرية بالمناسبة، ندوة وطنية حول موضوع " الكتاب والمكتبة.. تفعيل للذاكرة والإبداع، اليوم الثلاثاء، وذلك بالتعاون مع المركز الوطني للكتاب. وبالموازاة مع ذلك، تحتضن المكتبة الوطنية معرضا وثائقيا بالتعاون مع المكتبة المركزية "جامعة الجزائر 1′′، يتضمن عينة حقيقية من الكتب التي تعرضت لجريمة الحرق، كتب حول جريمة حرق مكتبة الجامعة المركزية، جرائد أجنبية ووطنية غطت وكتبت حول الجريمة، أشرطة وثائقية حول جريمة الحرق، إضافة إلى مقالات مستخلصة من جرائد أجنبية ووطنية حول جريمة الحرق. ويتضمن المعرض أيضا، عينة من أرشيف ورسائل خاصة باللجنة التي أنشأت لإعادة تهيئة المكتبة المحروقة. تضرر "صناعة الكتاب" في الجزائر خلال كورونا ويجدر الإشارة، أن الكتاب في الجزائر على غرار دول العالم، عاش وضعا مربكا خلال الأزمة الصحية الأخيرة وتسببت ظروف كوفيد 19 في تراجع اقتصادي شامل مس صناعة الكتاب ومحترفيها، رغم أن الوزارة بادرت بدعمِ الناشرين الجزائريين عبر عدة إجراءات، إلا أنها بقيت إجراءات مؤقتة، خاصة وأن عالم النشر يحتاج إلى تحقيق معايير سوق متطورة للكتاب سواء بالبيع الكلاسيكي المباشر أو البيع الالكتروني عبر المنصّات والتوصيل، وحسب تصريحات مسؤولين سابقين بقطاع الثقافة، فإنه من المؤكّد أنّ ضعف شبكة التوزيع وتهلهل سلسلة الكتاب قد تسبّب في تقزيم جهود عظيمة لناشرين مخلصين ومحترفين، وقلص من إمكانيات انتشار المنتوج الثقافي والأدبي الجزائري، ولهذا فتنظيم السّوق يبدأ من القوانين ويمر عبر إدراج الكتاب في منظومة اقتصادية تحفيزية ولا ينتهي بتفعيلِ القراءة وإشراك المجتمعِ المدني والصحافة الثقافية في العملية الترويجية، إنه كلّ متكامل ، يحتاج إلى جهود الجميع .