يصادف تاريخ 23 أفريل من كل سنة اليوم العالمِي لِلكتاب وحقوق المؤلف ، وهُو اِحتِفال يقام بعد أن قررت منظمة اليونسكو منذ عام 1995 الاحتفال بالكتاب ومؤلفي الكتب، حيث تنطلق في هذا اليوم احتفالات في جميع أنحاء العالم تبرز أهمية الكتب بوصفها حلقة وصل بين الماضي والمستقبل، وجسرا يربط بين الأجيال وعبر الثقافات. كما يُعد هذا التاريخ رمزيا في عالم الأدب العالمي، فهو يصادف ذكرى وفاة عدد من الأدباء المرموقين مثل وليم شكسبير وميغيل دي سرفانتس والاينكا غارسيلاسو دي لافيغا. ويهدف اليوم العالمي للكتاب لإبراز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي، ولتشجيع الناس عمومًا، والشباب على وجه الخصوص، على اكتشاف متعة القراءة واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها أدباء دفعوا بالتقدم الاجتماعي والثقافي للبشرية إلى الأمام. وككل عام، تختار اليونسكو والمنظمات الدولية التي تمثل القطاعات الرئيسية الثلاث لصناعة الكتاب وهم الناشرون وباعة الكتب والمكتبات العاصمة العالمية للكتاب لمدة عام واحد اعتبارا من 23 أفريل ، ووقع الاختيار هذا العام على مدينة غوادالاخارا في المكسيك على لقب عاصمة الكتاب العالمية لعام 2022 من قبل أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، بناء على توصية من اللجنة الاستشارية لعاصمة الكتاب العالمية. احتفال محتشم بهذا اليوم في الجزائر وحسب ما رصدته "الاتحاد" ، فقد شهدت الجزائر احتفالات محتشمة باليوم العالمي للكتاب لسنة 2022، وهناك من أرجع ذلك إلى تزامن تاريخ هذا اليوم مع شهر رمضان الفضيل، في حين احتفل الكتاب الجزائريين، خاصة الشباب منهم بطريقتهم الخاصة، من خلال كتابة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي طرحوا فيها عدة قضايا تخص الكتاب والمؤلف منها راهن صناعة الكتاب في الجزائر، وأهم الإشكالات التي تواجه الكاتب، كما وجهوا التهاني إلى بعضهم البعض بمناسبة يومهم العالمي. واقع صناعة الكتاب في الجزائر سبق لعدد من مهنيي الكتاب ، أن طالبوا بتحرير سوق صناعة الكتاب بالجزائر، وخاصة رفع الضرائب على المادة الأولية وفي مقدمتها الورق الذي تضاعف بنسبة 40 في المائة، إضافة إلى ضرورة إصلاح المنظومة المالية والبنكية ، التي لا تسمح حسبهم بتحويل الأموال عند شراء حقوق النشر والترجمة والأعمال المشتركة مع الدور الأجنبية، ما يجعل الكتاب الجزائري غير قادر على المنافسة الخارجية. وهذا ما يدفع بالناشر الجزائري عادة إلى الطباعة في المشرق هروبا من الأعباء التي تثقل صناعة الكتاب في بلادنا. كما أوضح هؤلاء المختصون، على هامش ندوة صناعة الكتاب نظمتها النقابة الوطنية لناشري الكتب في الطبعة 25 من سيلا، أن المحيط في الجزائر معاد لصناعة الكتاب ولا يشجع على النشر ولا الترجمة ولا حتى تسويق الكتاب، مبرزين أن شراء الحقوق والتعامل مع الدور الأجنبية تجعل من الناشر الجزائري موضع شبهة وكأنه مهرب للأموال، وهو يحاول أن يجد طريقة لدفع حقوق المتعاملين والشركاء الأجانب. كما دعوا إلى تفعيل مختلف صيغ الدعم الموجودة على مستوى وزارة الثقافة ووزارة التجارة مثل دعم فتح المكتبات والمشاركة في المعارض الخارجية، أما في جانب تسويق الكتاب والإشهار، أبرزوا إن الناشرين لا يهتمون عادة بتوصيل الكتاب إلى القارئ ولا يقومون بالإشهار والتسويق فضلا عن الاهتمام بصورة الكاتب والكتاب وحضوره في الفضاءات العامة والمكاتبات في المناطق الداخلية داعيا إلى طرح الأسئلة حول الأسباب التي هجرت الكتاب الجزائريين سواء نحوى المشرق إذا كانوا يكتبون بالعربية أو البلدان الغربية وخاصة فرنسا إذا كانوا يكتبون بالفرنسية. سفارة إسبانيا بالجزائر تحتفل باليوم العالمي للكتاب تحتفل سفارة إسبانيا بالجزائر والمعهد الثقافي الإسباني "سرفانتس"، باليوم العالي للكتاب، عبر سلسلة من النشاطات والعروض الثقافية، التي تتزامن ورحيل الإسباني ميغيل دي سرفانتس. واحتضن أمس المعهد الثقافي الإسباني سلسلة قراءات لنصوص أو أشعار من الأدب الإسباني، بحضور طلبة المعهد الذين سيختارون أيضا نصوصا من الأدب الإسباني، إضافة إلى قراءة أجزاء من كتاب "دون كيشوت دي لا مانش"، بعدة لغات من قبل شخصيات مختلفة من المجتمع الجزائري وأعضاء السلك الدبلوماسي. كما شاركت السفارة الإسبانية في هذا اليوم بعرض الفيلم الوثائقي "على خطى سيرفانتس في الجزائر العاصمة، من القصبة إلى المغارة"، بحضور المخرج فتحي لمهنات والمؤرخ د.محمد القماري. وفي إطار نفس المناسبة، ستنشط كل من إيزابيل سولير ونسرين كارافار حوارا أدبيا، عنوانه "البصمة الشرقية على ميغيل دي سرفانتس: الإبداع الأدبي والسيرة الذاتية"، غد 25 أفريل.