عدم الاتحاد يكلف بلدان المنطقة حوالي 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام كشف وزير السياحة لحسن حداد، أن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر يشكل كابحا أمام الاندماج المغاربي والتعاون جنوب-جنوب. دعيا إلى تجاوز الخلافات الجيو- إستراتيجية القائمة بين البلدين، لأنه "لا يمكن أن يكون هناك تعاون جنوب-جنوب إن لم يكن الفاعلون والشركاء الجهويون مستعدين لتبني سياسة أكثر إرادوية في مجال التبادل والاستثمار. وقال الوزير، أول أمس ببروكسيل، في جلسة حول "التعاون جنوب-جنوب" في إطار الجمعية الاستثنائية لمنتدى كران مونتانا، إنه " لا يمكن الحديث عن اندماج، كآلية هامة للتعاون جنوب-جنوب، دون فتح الحدود ودون حرية تنقل الأشخاص والسلع" وذكر بأن عدم الاندماج المغاربي يكلف بلدان المنطقة حوالي 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام،. وفي إطار هذا التعاون جنوب-جنوب، أبرز وزير السياحة أن المغرب ترتبط بعلاقات وثيقة مع البلدان الإفريقية وتشكل قاعدة للاستثمارات بالنسبة للشركات متعددة الجنسيات، وكذا بالنسبة للمقاولات المغربية التي تستثمر في غرب إفريقيا، مضيفا أن المغرب يضطلع أيضا بدور الممر بين الشمال والجنوب ويضع كل تجربته في تدبير القضايا المتعلقة بالتنمية في خدمة جيرانه الجنوبيين موضحا أن المساهمة في إرساء السلم ببعض المناطق الإفريقية مثل مالي تعد شكلا آخر لعمل المغرب في مجال التعاون جنوب-جنوب. من جهة أخرى، على أن التعاون جنوب-جنوب ينبغي أن يكون مندمجا وأن يمتد إلى كل المجالات ولا يتوقف فقط في المجال الاقتصادي، ليشمل مجالات أخرى مثل الحكامة ومكافحة الإرهاب، والتطرف والتهريب بشتى أنواعه، مشيرا إلى أن التعاون جنوب-جنوب لا ينبغي أن يكون حصريا، إذ لا ينبغي النظر إليه باعتباره يتناقض بالضرورة مع التعاون شمال-جنوب، ولكن على أنه يتكامل معه وأكد حداد أنه "انطلاقا من هذا الفهم، يمكننا، على سبيل المثال، الدخول في مشاريع مشتركة وتحالفات ثلاثية الأطراف"، مضيفا أن "تعزيز روابط التعاون بين دول الجنوب يتطلب أيضا تشجيع القطاع الخاص والنهوض بعمل النسيج الجمعوي وتشجيع جهود الدمقرطة والتحديث". ودعا الوزير دول الجنوب إلى المرور إلى سرعة أعلى في ترجمة الأهداف المنشودة من وراء هذا التعاون على أرض الواقع من أجل مواجهة التحديات المشتركة المطروحة أمام هذه البلدان للإشارة يعد منتدى كران مونتانا منظمة دولية سويسرية تعمل على "تشجيع التعاون الدولي والنمو العالمي بالموازاة مع الحفاظ على مستوى عال من الاستقرار والإنصاف والأمن". وفي نفس السياق ذكر وزير الخارجية رمطان لعمامرة قبل أسبوعين، أن الأسباب التي أدت إلى غلق الحدود مع المغرب منذ 1994 لم يتم حلها، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذه الحدود لن تبقى مغلقة إلى الأبد. وقال لعمامرة في تصريح للاذاعة الجزائرية أنه "يجب إطلاق ديناميكية هدفها التكفل بهذه الأسباب وحلها وبطبيعة الحال ووصف لعمامرة العلاقات الجزائرية المغربية بأنها "لا هي عادية ولاهي متوترة جدا" والسبب في ذلك "الحمى الزائدة لدى بعض وسائل الاعلام وللأسف في بعض التصريحات الرسمية".وأغلقت الجزائر حدودها البرية مع المغرب في 1994 بعد ودعا لعمامرة إلى "ضرورة إلتزام الحكمة والتعقل خاصة عندما يتعلق الأمر بدولة شقيقة وجارة تاريخها لم يكن نهرا هادئا"،وقال "هذا التعقل والحكمة هو أقل ما نطلبه من أجل علاقات ثنائية عادية، ولم لا متميزة وهذا ما نتمناه،لإعطاء فرصة لإنجاز مشروع وحدة المغرب العربي الكبير وكذلك خلق مناخ في المنطقة يتيح للأمم المتحدة المكلفة بملف الصحراء الغربية من التقدم سريعا نحو تنظيم إستفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي"