لازالت العائلات المقيمة بحي سيدي الكبير بمدينة البليدة تعيش على أعصابها جراء التهميش الذي فرض عليها من طرف السلطات الوصية التي لم تقم بأي التفاتة تجاه ترحيلهم إلى سكنات جديدة، سيما وأن حمى شعارات الترحيل انطلقت قبل انطلاق العطلة الربيعية. حيث أصبح الترقب هاجس هؤلاء الذين يتخبطون في أوضاع كارثية جعلتهم يتذوقون مرارة الحياة وخطر الانهيار الذي يهدد حياتهم، فضلا عن انعدام أدنى شروط العيش الكريم، ما زاد من تفاقم أوضاع هؤلاء القاطنين في أقبية مظلمة وضيقة شبيهة بالجحور منذ أن أكثر من 40 سنة، وجعلهم يدقون ناقوس الخطر والمعاناة خصوصا بعد تعليق كل آمالهم بالاستفادة من سكنات جديدة ولائقة بعد تعليمة رئيس الجمهورية الصادرة بالقضاء على السكنات الهشة والأقبية، هذه العائلات تحملت فيها مختلف الظروف القاسية والكوارث الطبيعية داخل تلك الزنزانات، تتقاسم فيها العيش مع مختلف الحشرات والحيوانات المؤذية على غرار الجرذان والزواحف، ناهيك عن الرطوبة العالية التي غطت جدران تلك الأقبية باللون الأخضر والتي انجر عنها انتشار مختلف الأمراض التنفسية والحساسية المفرطة، وأكبر المتضررين بهذا المكان المتردي هم الأطفال الأبرياء الذين يدفعون الفاتورة غاليا، ورغم إطلاق نداءات الاستغاثة المتكررة لم تتلقى تلك العائلات ردا على مطالبها يمتص غضبهم، ويبدد الشكوك التي تراودهم، يبقى هؤلاء يتخبطون في مرارة الحياة، حيث رفع هؤلاء شكاويهم عبر صفحاتنا وأعربوا عن تذمرهم الشديد جراء هذا التهميش والمعاناة التي تبدأ من تلك الأقبية الشبيهة بزنزانات تعاني عدة تشققات وتصدعات على مستوى جدرانها وأسقفها التي تواجه خطر الانهيار، إضافة إلى انتشار الروائح الكريهة جراء التراكم الكبير للمياه القذرة، والتي تسببت في إصابة هؤلاء السكان خاصة الأطفال وكبار السن بعدة أمراض على غرار الربو والحساسية، كما اشتكى هؤلاء السكان ضيق منازلهم أو بالأحرى جحورهم، خاصة أن معظم العائلات ازداد عددها بعد سنوات متعاقبة، كما اشتكى قاطنو تلك الأقبية من تعرضهم لمرض الروماتيزم جراء الرطوبة التي قالوا إنها ترتفع إلى درجة لا تطاق، فضلا عن تلك الروائح الكريهة التي لا تحتمل، ناهيك عن انتشار الحشرات اللاسعة والبعوض، وما زاد من تذمر هؤلاء هو كونهم مجبرين على المكوث داخلها تفاديا للتشرد بالشوارع، هذه العائلات تناشد ترحيلها في أقرب الآجال قبل وقوع كارثة إنسانية يروح ضحيتها أناس أبرياء حسبهم.