تطورت أساليب احتجاج الشباب الحاصلين على شهادات جامعية عليا بالمغرب من مجرد الهتاف في شوارع العاصمة الرباط إلى طريقة جديدة ولافتة في مسار الاحتجاجات الاجتماعية بالبلاد، وتتمثل في حصار وتطويق سيارات عدد من وزراء الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية. وحاصر مئات الشباب العاطل عن العمل مؤخرا، سيارات كل من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ووزير السكن والتعمير، نبيل بنعبد الله، ووزيرة التضامن والأسرة، بسيمة الحقاوي، مرددين شعارات قوية تطالب بتوظيفهم المباشر في المؤسسات العمومية أو برحيل الحكومة.في حين اضطرت قوات الأمن للتدخل لفض هذه الاحتجاجات وتحرير سيارات الوزراء من حصار المحتجين الغاضبين.وفي غضون هذا الوضع علق الدكتور عثمان الزياني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الراشيدية أن أشكال الاحتجاج على المستوى الدولي والمحلي تخضع للتجديد والابتكار بحثا عن الفعالية.، كما اعتبر أنه من الطبيعي جدا و مع تجربة الكثير من طرق الاحتجاج، وعدم استماع المسؤولين إلى مطالب الشباب، أن تتبلور مثل هذه الطريقة في اعتراض سبيل الوزراء،وأوضح الزياني، أن محاصرة سيارات الوزراء يعبر عن حالة اليأس والإحباط التي وصل إليها العاطلون عن العمل في المغرب، خصوصا حاملي الشهادات العليا منهم، في ظل عدم التجاوب الإيجابي للحكومة مع مطالبهم المشروعة في التوظيف، كما يتوقع أن تتكرر حوادث اعتراض سيارات الوزراء في ظل غياب تواصل الوزراء مع الشباب العاطل عن العمل، وعدم وجود آذان صاغية لاحتياجاتهم، محذراً من إمكانية أن تنحني هذه الاحتجاجات إلى درجة استعمال العنف، وليس فقط اعتراض سيارات الوزراء.وفي ذات السياق أبرز الزياني أن محاصرة السيارات "يسبب نوعا من الإحراج لدى الوزراء، على مستوى الرأي العام الوطني، مادام أن هذا النوع من الاحتجاج يحظى بتغطية إعلامية كبيرة". ومن جهته أفاد محمد الصراطي، العضو الناشط في إحدى مجموعات الشباب الخريجين العاطلين عن العمل، بأن لجوء الشباب إلى هذا الأسلوب الاحتجاجي الجديد، لم يكن خياراً سهلا بل كان مفروضا عليهم بعد سياسة صم الآذان التي تهجتها الحكومة إزاء مطالبهم، وأنه سبق للشباب العاطل أن جرب العديد من وسائل الاحتجاج، بدءا من الوقوف في مظاهرات سلمية ومرورا بالاحتجاج حافيي الأقدام، أو رمي البرلمان بالأحذية أو حرق صور بعض الوزراء، كما أكد أن كل هذه الأساليب الاحتجاجية لم تنل من عزم الحكومة على عدم الالتفات إلى مطالبهم في التشغيل، ومماطلة البث في ملفاتهم بشتى الذرائع السياسية والقانونية. في جين كشف ذات المتحدث أن اللجوء إلى أسلوب محاصرة الوزراء داخل سياراتهم الرسمية في شوارع الرباط لن يكون نهاية الطرق الاحتجاجية، مشيرا إلى أن الشباب يعتزمون خوض أساليب احتجاجية سلمية أكثر إبداعا وجرأة، من أجل إثارة انتباه الرأي العام لمعاناتهم.