ناقش سينمائيون من كتاب سيناريو ومخرجين وممثلين، خلال الندوة الثانية المنظمة على هامش مهرجان الجزائر للسينما المغاربية الذي اختتمت طبعته الأولى أول، أمس، بقاعة الموقار بالعاصمة، ملف الإنتاج المشترك، و بكثير من الحماس والإصرار، حاول كل واحد منهم أن يقنع غيره بأفكار عملية تتجاوز الحدود، و تستعيد التجارب السالفة التي سبق إليها الرعيل الأول في السينما المغاربية في سنوات 70 و 80.اتفق المتدخلون الذين تنافست أفلامهم على "الأمياس الذهبي"، على ضرورة الاعتماد على الثلاثي: الجزائر، تونس والمغرب لتجسيد هذه العوائق والانشغالات من خلال هذا المهرجان الذي يعتبر فرصة لطرح أفكار مشتركة"، مؤكدين أن الأمر "ممكن جدا" انطلاقا من رؤية تجارب السبعينات والثمانينات: "هذه التجارب بقيت في الرفوف"، قالوا متأسفين. وأضافوا "الأفلام تم تصويرها ولم يروج لها في الدول المعنية، حيث يبقى الجمهور ينتظر لحد الآن لرؤيتها تعرض أخيرا على الشاشات الفضية أو الصغيرة للجمهور العريض.جاءت مجمل الاقتراحات في نقاط عدة، أولها البدء بسيناريوهات مشتركة تكتب لأجل جمهور مغاربي واحد، في مشاكله تطلعاته لغته تاريخ و غيرها من المكاسب التي توحده. عز العرب علوي المهرج المغربي من جهته قال: "الخطوة الأسهل في نظري هو الحديث عن آلية توزيع بين الدول المغاربية، أفضل من الحديث عن صندوق دعم لأنه مسالة ثانوية"، على عكس الناقد الصحفي محمد لوالي الذي يرى ان صندوق الدعم موجود في كل الدول المغاربية إلا أن " أهل الاختصاص هم يتحملون مسؤولية هذا التخلف" على حد تعبيره.ياسين ماركو ماروكو مخرج الفيلم القصير "أنتروبيا"، يرى ب "خلق سوق مغاربية لأفلامنا لأن المشاكل متقاربة" و كذا "التركيز على الجاليات المغاربية في الخارج هو سوق مربح". هذا وعقب عز العرب قائل إن التلفزة يمكن إن تكون حليفا مناصرا للسينما، إذا ما وجدت آلية لتمرير الأفلام السينمائية عن طريق الشاشة الصغير بعية تحبيب الجمهور بفن السابع: "في المغرب تنتج مئات الأفلام لكن القنوات لا تبثها داخليا أو مغاربيا".مراد بن شيخ من تونس (عضو لجنة تحكيم الوثائقي)، هو الآخر اقترح "اللجوء إلى المسألة القانونية، و نص يفرض على القنوات الخاصة عرض الأفلام في ظل محدودية القاعات"ن مضيفا: "لا يمكن الحديث عن سوق سينما و توجيه العمل نحو التلفزيات في انتظار القاعات، و لخلق علاقة بين السينما و الجمهور عن طريق التلفزيون".سلمى برقاش مخرجة "الوتر الخامس"، و على ضوء تجربتها الغنية رغم انتمائها إلى الجيل الجديد في السينما المغربية، تساءلت قائلة: "لما لا ننفتح على تجارب الإفريقية خصوصا السينغال والمالي لأنها رائجة وناجحة، يمكن أن تفيدنا كسوق مستهلك لأعمالنا". سيد احمد سميان من الجزائر، دعا بدوره إلى "تشجيع نوادي السينما في كل الجهات، لخلق قاعدة جماهيرية". أما مخرج "الأستاذ" محمود بن محمود فقال: "انطلاقا من تجربتي هناك آليات موجودة منذ الستينيات بيننا، إلا أنها توقفت للأسف.. أنا أؤمن بالمبادرات الفردية، لتنشيط الحركة الإنتاج والتعاون".