رغم التطور العلمي الذي شهدته صناعة الأدوية فان الكثير من الناس لا يستطيعون الاستغناء عن العلاج بالأعشاب التي كثيرا ما تحقق المراد و تخلص الجسم من كثير العلل اذ يسارع العليل الى مقارعة ما يصيبه بكل الوسائل قديمها وحديثها و ان تعددت فان غايتها حفظ الصحة رأس المال الذي لا يعوض فرغم التطورات الحاصلة في المجال العلمي عموما و الميدان الطبي خصوصا إلا انه يتمسك بالتقليدي دون التفريط في الحديث وهذا معروف عند اهل الريف و الصحراء التي تعتبر خزانا و بيئة خصبة لكثير من الأعشاب التي تستعمل في التداوي و البرء كظاهرة قديمة لاتقاء المضار المحدقة بهم والتشبث بكل ما له علاقة به يبرزه ذلك الإقبال على محلات الأعشاب والعطارة الكثيرة والمنتشرة التي أصبحت قبلة للزبائن لاقتناء الكثير من الأعشاب '' الأدوية '' من ذوي الاختصاص مع ازدياد الاهتمام بهذا النوع من العلاج الطبيعي بعيدا عن مؤثرات الادوية الصيدلانية كي يتعاف المصاب بالأمراض المحسوبة موسمية خصوصا التنفسية مثل الزكام العادي الذي يصيب الأعضاء التي لها علاقة بالتنفس اذ تسعى بعض العائلات الى علاجها بعيدا عن العيادات العصرية وبالتالي التصدي لها بطرق تقليدية وهي متوارثة فمنذ القدم كانت الأعشاب دواء وغذاء لكل طالبيها كما تجمع الكثير من المراجع ان ألاصل في هذه الأدوية هي النباتات و الفضل يعود الى الكيمياء في تغيير لونها ومذاقها وحتي شكلها فمنها ما يستعمل علي طبيعته دون اضافة ومنها ما يستعمل مع غيره من المواد كخليط و المهم ان تأثيرها علي الصحة يبقي جلي و واضح منها ما تظهر نتائجه بسرعة وكمثال على ذلك الإصابة بلسعة الافعي عند الصحراء يلجأ المعالجون الى تقديم نبات ''العرعار'' مع سمن يسمى الدهان حيث يفرغ الجسم من السم بعد ان يلفظه المسموم في وقت قصير مباشرة بعد تناول هذه الخلطة كما أن هناك ما تظهر تأثيرها علي ألمدي البعيد علي المصاب والمهم أنه مؤشر علي العودة إلي العادات القديمة التي كان الآباء والأجداد يعتمدونها أسلوبا وطريقة لدرء الكثير منها وقاية وعلاجا اذ يسجل لهؤلاء قدرتهم علي إيجاد الحلول ومعرفتهم بوصفات من الخلطات للتداوي بعد أن خبروها وجربوها فتكونت لديهم ثروة من المعلومات المكتسبة بالممارسة التي لم يبخلوا بها على غيرهم فوضعوها في متناول طالبيها دون مقابل حيث يسارع العديد من المواطنين الى هذه الطريقة تجنب مستهلكها الكثير من التداعيات و المضاعفات الجانبية زيادة على ان نتائجها التي تبدو شبه مضمونة وهي أن لم تكن لها فعالة في الحين فلن تضر لا مجال للصدفة والتجربة سيدة الموقف فهي وسيلة للتغلب علي الزكام والأمراض التنفسية وغيرها مثل الرماتيزم وهكذا وعودة للأصل واختيار هذا النوع من العلاج لم يكن صدفة بل جاء بعد تجارب كثيرة و الاهم معقولية ما يدفع نظير هذه الأدوية فلا تؤثر علي قدرة المستهلك في شرائها لأنها ليست مكلفة للزبون حسب السيد نور الدين ع (56 سنة) في كون هذه الأعشاب هي ليست علاجية فقط بل هي وقائية لان الكثير منها مفيد وقا ئيا وعلي النقيض منه يري آخر انه لا يستطيع توفير مبلغ العلاج فالفحص وحده عند طبيب قد يكلف 1000دينار مضاف له ثمن الدواء بمعني ان الوصفة قد تصل 3000 دينار كحد ادنى مع عدم قدرته عليها بينما العشاب يكلف أقل والبون شاسع مع ضمان نتائج العلاج التي تعودعليها أما عن أهم المواد المطلوبة التي يقبل طلاب هذا النوع من العلاج فقد اسر لنا السيد أحمد بائع الأعشاب اغلبها ما يختص بالزكام الذي كان لافتا ويبقي المنتوج الأكثر طلبا على مر العام هو العسل و زيت الزيتون الذي يستعمل كثيرا كعادة المجتمع الجزائري الذي يقبل بشراهة على هذين المنتوجين نظرا لمزاياه المعروفة في قهر عدد من العلل و الوقاية منها دون نسيان منتوجات موسمية نتيجة الإصابة بنزلات البرد التي انتشرت بحدة هذه الأيام علي غرار اللبان والنعناع والزعتر والزعفران و الكرفس الخ وانواع من العصير وما إلى ذلك حيث صارت مطلوبة للتغلب على الزكام الذي يعاني منه المواطنون من مختلف الأعماراما عن الاسعار فإنها مستقرة وقد اغتنم محدثنا الفرصة لتوجيه نصائح الي المقبلين على هذا النوع من العلاج ناصحا بضرورة توخي الحذر والتأكد من نوع النبات وعدم المبالغة في استعماله و الإلمام بمكوناته وهذه شروط ضرورية حفظا لصحتهم التي لا يمكنها التخلي عن الأطباء والعلاج الحديث في العيادات والمستشفيات و الموضوعة أصلا لخدمتهم لأن الأعشاب لا تغنيهم عنها لاعتبارات عديدة منها الإلمام بكل جوانبه و مسبباته وطبعا استعمال الوسائل الحديثة في الكشف والمتابعة وان عجز الطب عن قهر بعض الأمراض المستعصية والمزمنة مثل السكري والضغط والسرطان فهذا ليس مدعاة لهجر المشافي انسجاما مع متطلبات العصرو إتقاء للمضار .